facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




احاديث العيد و الشعب الحي


07-06-2019 03:23 AM

اعاد الله على وطننا العيد ونحن بكل خير و فضل منه سبحانه. و كما هي عادة الاردنيين فانهم يتداولون في لقاءات العيد ما يدور بأذهانهم من شجون. حديث هذا العيد كان بمجمله عن ما يسمى بصفقة القرن المشؤومة و التي يتحدث بها الجميع، و يكثرون، بانها خطة شاملة، من غير ان يقولوا لنا شيئا له فحوى من حيث التفصيل.

يقوم بعض العرب مؤخرا بتحميل الفلسطينيين المسؤولية الكبرى في النكبات و النكسات التى تعرضوا لها هم اولا و عانت منها المنطقة و شعبها العربي. صحيح ان المقاومة الفلسطينية و قياداتها ارتبكت اخطاء تحت شعارات نضالية و تسببت بعضها في تراجع الموقف العربي و في انقساماته المتعددة، و لكن ما نفع مناقشة ذلك الان؟! ثم كيف تتم مراجعة افعال فصائل و منظمات شعب تحاربه قوى عظمى من خلال صنيعتها اسرائيل. مع كل التفهم لمعاناة الشعوب العربية الاخرى من اجل القضية الفلسطينية، فان القاء اللوم على الضحية الاساسية ليس من العدل في شيءً و علينا ان نكون مشككين في دوافع ذلك و بالذات في ظل "صفقة القرن"! متى كانت اخر مرة سمعنا عربي يذكر قرارات مجلس الامن من نمط 242، 338، او 194؟ - مع الاعتراف بان اتفاقيات السلام اللاحقة اعطت روح هذه القرارت صفة التقادم -!

و حتى عندما تتوثق هفوات (او حتى كبائر) بعض قيادات او فصائل المقاومة فان الحق يقتضي وضعها في سياقها الموقفي و التاريخي. و كذلك فانه من الواجب ادراك ان الاختلاف النزيه في الرأي (و الاجتهاد) كان ايضاً عاملاً حقيقياً في تولد الخلافات بين فصائل المقاومة ذاتها و بينها و بين الاطراف العربية، و ليس السبب دوماً هو الخيانة و العمالة من اي جانب. لقد سيطرت نظريات المؤامرة و العمالة على عقولنا كعرب لدرجة اصبح معها الحوارالعربي عقيماً. علينا ان نعترف بحقيقة الوهن و الهوان و قلة الحيلة و ضعف الايمان بالقضايا المصيرية و انعدام التضحية الحقيقية، فكما يقال يموت الشجاع مرة واحدة بينما يموت الاخرون مئات المرات.
الحاصل هو انه مع كل المآسي و النكبات على مدى ما يقارب المئة عام، و مع كل ما قدمه الشعب الفلسطيني من تضحيات جسام فانه استطاع ابقاء القضية الفلسطينية على الساحة الدولية بقوة بعد كل هذا الزمن على الاحتلال. فشلت اسرائيل و اعوانها و حلفائها في شطب القضية من ضمير العالم او اجندته. انه شعب حي حمل قضيته العادلة الى كل بقاع الدنيا، لم يكل و لم يمل و لم يستسلم. طرق الباب و اجبر الجميع على سماعه و التعامل معه في الداخل و الخارج، في القرية و في المخيم، في المهجر القريب و البعيد. انه شعب حي حر يبذل و يضحي بكل فئاته و طبقاته، انه بضميره الجمعي مبعث للفخر.

و مع التقهقر، بقي الشعب الفلسطيني حياً بروحه و عزيمته و بقيت فلسطين في وجدان كل فلسطيني في الداخل و في الشتات اساساً راسخاً لم ينجح الغاصبون في زحزحته. لا صفقة قرن و لا "ام القرون" ستغير تلك الحقيقة، و بالفعل يا جبل ما يهزك ريح.





  • 1 آمال غنّأم 08-06-2019 | 01:24 AM

    شكرا على هذا المقال الرائع والذي أعادنا إلى القناعات التي ظننا أنها غدت قديمة، مع أنه وحتى يومنا هذا يحارب الشعب الفلسطيني تهويد فلسطين ليس فقط سياسياً بل ثقافياً وتراثياً ومجتمعياً أيضاً. حيث أن إسرائيل تروج إلى أن بعض الكتّاب الفلسطيننين والحرف اليدوية وحتى المأكولات الفلسطينية على أنها إسرائيلية فالتطريز والحمص والفلافل أصبحت في نظرهم إسرائيلية والكاتب خليل السكاكيني أصبح اسرائيلي من أصل مقدسي مما جعل العديد من الكتّاب الفلسطينيين يكتبون وينشرون مؤلفات خاصة لحفظ التراث الفلسطيني، هذا الشعب تعب كثيراً حتى لا يبيع أرضه كما باعها زعماء العالم دون وجه حق وكما يشاع عنه.

  • 2 آمال غنّأم 08-06-2019 | 01:24 AM

    شكرا على هذا المقال الرائع والذي أعادنا إلى القناعات التي ظننا أنها غدت قديمة، مع أنه وحتى يومنا هذا يحارب الشعب الفلسطيني تهويد فلسطين ليس فقط سياسياً بل ثقافياً وتراثياً ومجتمعياً أيضاً. حيث أن إسرائيل تروج إلى أن بعض الكتّاب الفلسطيننين والحرف اليدوية وحتى المأكولات الفلسطينية على أنها إسرائيلية فالتطريز والحمص والفلافل أصبحت في نظرهم إسرائيلية والكاتب خليل السكاكيني أصبح اسرائيلي من أصل مقدسي مما جعل العديد من الكتّاب الفلسطينيين يكتبون وينشرون مؤلفات خاصة لحفظ التراث الفلسطيني، هذا الشعب تعب كثيراً حتى لا يبيع أرضه كما باعها زعماء العالم دون وجه حق وكما يشاع عنه.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :