facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




دمى قماشية تكريما لذكرى آلاف المفقودات في كولومبيا


12-06-2019 09:43 AM

عمون- اختارت باولينا مايتشا بعد أعوام طويلة أمضتها في البحث عن ابنتها المفقودة، العلاج بالفن من خلال صنع دمى تحمل أسماء زهور مختلفة كتحية للضحايا الذين سقطوا بالآلاف جراء النزاع المسلح في كولومبيا خصوصا النساء اللواتي فُقدن في هذه الحرب الداخلية الأطول في أميركا اللاتينية.


وتوضح باولينا لوكالة فرانس برس "بفضل الفن يمكن أن نعالج الألم والحزن". وقد أطلقت هذه المرأة على الدمى أسماء مختلفة بينها "روزيتا" و"أوركيديا" و"بيغونيا"، وكل دمية تمثل شخصا من بين حوالى 83 ألف مفقود جراء هذا النزاع الداخلي، وهو عدد يفوق بثلاث مرات ذلك المسجل جراء النزاعات في الأرجنتين والبرازيل وتشيلي مجتمعة.

وبدأت باولينا علاجها بعد أربعة عشر عاما من البحث من دون جدوى عن ابنتها ماريا كريستينا كوبو التي تعرضت لتعذيب مريع على يد عناصر من قوى شبه عسكرية من اليمين المتطرف كانوا يتنازعون السيطرة على جنوب البلاد مع فصائل مسلحة أخرى. وكانت الشابة في سن التاسعة والعشرين.

وعندما فقدت الأمل في العثور على ابنتها ولو حتى جثتها، بدأت صنع دمية استوحتها من آخر صورة متبقية لها عنها وتظهر الشابة بزي التمريض وهي حامل في شهرها الثالث.

وتوضح هذه المرأة البالغة 65 عاما "عندما انتهيت من عملي ورأيتها بهذا الجمال، تذكّرت الشعور الذي راودني عندما أنجبت كريستينا".

وبعدما شعرت بأنها تحررت من "الكراهية والضغينة"، أرادت مواصلة مهمتها من أجل عائلات أخرى تعيش القلق على مصير أحبائها الذين سقطوا ضحايا قتال الإخوة الأعداء على مدى أكثر من نصف قرن.

وهي كانت تجوب مناطق جنوب البلاد وتستمع إلى قصص النساء المفقودات وتدوّن ملاحظات تتعلق بمظهرهن، قبل أن تحوّلهن إلى دمى قماشية بعد هبوط الظلام.

من هنا، ظهرت فكرة إقامة معرض متجول يحمل عنوان "كريستينات النزاع" تيمّنا بابنتها كريستينا. هذا الحدث الذي يضم حوالى عشرين عملا من ابتكارها يتنقل في أنحاء العاصمة الكولومبية بوغوتا بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وتتوجه باولينا مايتشا إلى دماها قائلة "سنعرضكن أمام المجتمع لكي يرى أنكن لستن منسيات ولا تزلن معنا".

وتتيح هذه الأعمال إعادة "الكرامة" إلى نساء "طواهن النسيان" واستحلن مجرد أرقام على لوائح.

وتضيف باولينا "هناك، في منطقة الخطر، لا أحد يجرؤ على الكلام بدافع الخوف (...) لذا فإني أتحدث باسمهن".

وهي لم تنس اليوم الذي فقدت فيه أثر ابنتها في 19 نيسان (أبريل) 2004 بين منطقتي سان خوسيه وكالامار في مقاطعة غوافياره.

وقد أنزلت الشابة من السيارة وتعرضت للتعذيب والتهشيم وتقطيع الأوصال، على ما تروي الأم الثكلى وهي تضم إلى صدرها الدمية الوحيدة التي لا تحمل اسم زهرة بل اسم ابنتها كريستينا.

وجرى توصيف كل تفاصيل هذه المأساة في اعترافات أحد أعضاء الفصائل شبه العسكرية خورخي ميغيل دياز، وهو نص تحتفظ به بعناية في حقيبتها. وقدّم الرجل روايته عن الأحداث في 2005 خلال مسار تسريح عناصر هذه الميليشيات في عهد حكومة الرئيس اليميني ألفارو أوريبي (2002-2010).

وقال هذا الرجل إن عناصر القوات شبه العسكرية المسؤولة عن معظم حالات الإخفاء القسري في كولومبيا، كانوا يتهمون الشابة بالتعاون مع متمردي فارك الذين تخلوا عن أسلحتهم إثر توقيع معاهدة السلام في كولومبيا سنة 2016. ورغم التعذيب، استمرت كريستينا في نفي هذه الاتهامات حتى الرمق الأخير، بحسب الشهادة التي أدلى بها خورخي ميغيل دياز تحت القسم.

وترى باولينا مايتشا أن أي امرأة قد تواجه العذابات نفسها التي قاستها ابنتها. وهي لا تحلم سوى بأن تنتفي الحاجة إلى صنع "كريستينات أخريات وأن يعثر على جميع المفقودات وتتمكن الأمهات من دفنهن". (ا ف ب)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :