facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عفاريت الجن في الاردن !!


د. هاني البدري
14-06-2019 07:59 PM

عندما تخرجُ عفاريت الجن بأيدي أردنية وعلى ارض اردنية .. على النحو الذي ارادته شبكة نيتفلكس العالمية ، يستقر في يقيننا الجمعي ان ثمة عفريت يسكن منظومتنا التعليمية والأخلاقية والتربوية ..ويقبع في بيوتنا وغرف ابناءنا وبناتنا المغلقة والتي لا نعرف ما يجري وراءها ووراءنا وسط تدفق الصور والأفلام والمعلومات والرسائل من فضاء عدمي اسأنا استخدامه..

عفريت جني من طراز فاخر يخرج علينا ونحن مشدوهين، فاغرين أفواهنا و(مفنجلين) عيوننا وكأننا استيقظنا اليوم ، واليوم فقط على النار التي تتأجج تحت رماد الفشل التربوي الذي لازمنا منذ ان سلمنا مفاتيح عقولنا وبيوتنا ومناهجنا لجهلة .. شكلوا وجداننا في المساحة الضيقة بين الدين المغلوط والانفتاح الأهوج..

فلا دعاة ذلك الدين الذين سيجدون ضالتهم الان في الهجوم على اتباع الانفتاح وتعديل المناهج نجحوا ولا فريق ( افتحها ع البحري) حتى نواكب حركة العالم ونقنع العالم باننا تخلصنا من تخلفنا وانغلاقنا.. استطاعوا ان يقنعوا أنفسهم على الأقل بانهم أدوا المهمة.

لم يستطع الفريق الأول تقديم المناهج الدينية الوسطية المعتدلة التي تُغَلِب مكارم الأخلاق على العبادات وقصص التاريخ الذي علكناها حتى فقدت معانيها السامية واخفق الفريق الآخر الذي قدم قيم " الاوبن مايند" على كل القيم وتاه في مشيته بين قفز الأرنب وزحف السلاحف فلا تعلم القفز ولا عاد لزحفه..

فيلم جن بطولة (نخبة) من شباب مدارس أردنية هو جريمة ارتكبها المجتمع برمته، وعليه ان يتحمل أقسى العقوبة .. لا لإنه خرج في يوم وليلة تحت استار ليل البتراء بل لانه مورس تحت استار الجهل المجتمعي وغياب الوعي وتأرجح خطط وزراء التربية والتعليم كلهم وتغييب معنى التربية تماماً من العملية وان بقيت عنواناً رناناً في الاسم الرسمي للوزارة والتي كان احد قادتها الذين توسمنا فيه خير... رئيس الوزراء الحالي!!

لعلنا مجتمع الفريقين المؤيدين والمناصرين والمريدين والمُسوقين، وجدنا الان ضالتنا أيضا وبحس الفرعة الإلكترونية ومعها وجدنا مادة ثرية لنتفلسف بها ، ونُشغل حولها مساحاتنا الإلكترونية، ننفث سموم جهلنا وتدهور ذوقنا العام وصوتنا العالي ، نوجه أصابع اتهامنا بكل الاتجاهات، نصفي حساباتنا ونركب الموجة..

أما الضحية ( قيمنا ) فلا عزاء لها وقد بدأنا نسمع ذات الترهات التي مللناها وهي تستهل بياناتها بأن هذا " ليس من عادات مجتمعنا وتقاليده الأصيلة"..تماما كما نواجه دوما حوادث العنف الطبي والتعليمي والمجتمعي والشرطي .. واسأل أين هي عادات المجتمع وتقاليده الأصيلة في بلد يشهد آلاف جرائم الحفلات والمناسبات وملايين الجرائم الإلكترونية من صناعة الشائعة واغتيال الشخصية والابتزاز الإلكتروني ، في بلد اصبحت فيه مباراة كرة قدم في الدوري الممتاز اعلان حرب على القيم والانتماءات والأصول والوحدة الوطنية وعلى مقاعد الملعب وعلى اخر نفس في ما يسمى عند اخرين روح رياضية.

أين عاداتنا الأصيلة يا أهل الجن .. والإنس من ضحايا العيارات النارية في حفلات زفاف واحتفالات فوز نواب وعلى الإشارات الضوئية .. من نكباتٍ كان يمكن ان نتفاداها لو اننا تمسكنا بحد ادنى من قيمٍ تعليها شعوب وتقوم عليها بلدان في العالم ، لا تأبه بدينك أو توجهك أو فكرك.. بل تُعنى فقط بسلوكك ومعاملاتك.

علينا الان وقد فات الأوان بالعمل ان نعمل من اجل ضمائرنا على الأقل..لإثراء المحتوى في كل مناحي حياتنا بالقيمة ، فالجن ليس هو ذاك الفيلم الذي سارعت جهاتٌ للدفاع عنه كمنارة للحرية والاستقلال عن التخلف والانحطاط وركضت جهات أخرى فاعتبرته بداية التدهور والانهيار..

انه هؤلاء المعارضين والمؤيدين الذين اثبتوا فشلهم في المؤسسات الرسمية والأهلية .. الجن هو ذلك الانحطاط والمزاودة و( بيع الشرف وادعاء الوطنية) على حساب الآخرين باسم الدين والعادات ودعاوى العولمة واللحاق بركب العالم.

نحن العفاريت الذين نرتكب حماقة الانتحار الجماعي بإصرارنا البقاء في مربع أزمتنا الأخلاقية دون خطوة بالاتجاه الآخر.





  • 1 د. فريد الخطيب 14-06-2019 | 08:32 PM

    للأسف الشديد أن منظومة القيم التربوية والاجتماعية لم تحظى بالاهتمام اللازم في مناهجنا التربوية ودليل ذلك ان المشاركين في "الجن" كما تذكر المصادر المختلفة التي تسربت اليها بعض المشاهد هم من طلبة المدارس الخاصة ما يعني ان مدارسنا لم تعي قيم المجتمع الذي تربوا ونشأوا في رحمه ولم تعي قيم الاعتدال التي نادت بها كل الديانات السماوية... فإذا صدقت المصادر فيما تناقلتة عن الجن فكبر على قيمنا التربوية اربع تكبيرات مالم توقف الجهات الرسمية هذا الجن.

  • 2 ابو يعقوب 14-06-2019 | 11:29 PM

    أخ هاني .... يجب عليك ان تكون واضح اكثر

  • 3 عوض الكاتب / السويد 14-06-2019 | 11:45 PM

    افضل وادق مقال تحليلي كتب في هذا الموضوع.

  • 4 محمد هاشم 15-06-2019 | 02:55 AM

    مقال رائع يناقش أساس المنظومة الأخلاقية برمتها ويؤشر على الخلل في موضعه الصحيح

    الجرائم التي تحصل في مجتمعنا

    اداب الحوار

    اداب قيادة المركبات

    أزمة الأخلاق في كل مكان في مجتمعنا

    لو عملنا مقارنه بسيطه بين كل ما ذكر ومسلسل جن لوجدناه في منتهى البراءة

  • 5 الشاهين 15-06-2019 | 11:20 AM

    كلام رائع وموزون د.هاني ويصيب عين الحقيقة والواقع الهزيل الذي نعيشه والانحدار الاخلاقي الذي وصلنا اليه .

    لكن الا تشاركني الرأي د. هاني بضرورة البحث والتحري عن كل من ساهم او سهل او شارك في السماح بتصوير هذه المهزلة سواء من رئيس هيئة تنشيط السياحة ورئيس اقليم مفوضية البتراء ووزيرة السياحة والثقافة والاعلام الم يكونو على اطلاع مباشر واذا كان الجواب بكلا فهذه ايضا مصيبة اخرى .

    حفظ الله الاردن وقيادته الهاشمية المظفرة .

  • 6 سعاذ 15-06-2019 | 09:12 PM

    كلامك صحيح، ولكن حان الوقت ليستيقظ الجميع ويتم انقاذ ما تبقى لدينا من قيم!

    الدين بين العبد وربه ولكن القيم لا بد من تشريعات وقوانين تحاسب كل من يقوم بتشويهها، القووانين فيها فحوات لا يمكن معالجتها الا عندما نتحمل المسؤولية المجتمعية و ويكون لدينا ضمير حي ونغلب المصلحة العامة على الخاصة ونتخلص ممن يتسلقون على اكتافنا لتحقيق مآربهم الشخصية واهدافهم الضيقة.

  • 7 سعاذ 15-06-2019 | 09:12 PM

    كلامك صحيح، ولكن حان الوقت ليستيقظ الجميع ويتم انقاذ ما تبقى لدينا من قيم!

    الدين بين العبد وربه ولكن القيم لا بد من تشريعات وقوانين تحاسب كل من يقوم بتشويهها، القووانين فيها فحوات لا يمكن معالجتها الا عندما نتحمل المسؤولية المجتمعية و ويكون لدينا ضمير حي ونغلب المصلحة العامة على الخاصة ونتخلص ممن يتسلقون على اكتافنا لتحقيق مآربهم الشخصية واهدافهم الضيقة.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :