facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أمانة عمان .. وتحطيم الارقام القياسية


09-10-2009 08:21 PM

تجسد احتفالات امانة عمان الكبرى بالذكرى المئوية لانطلاقة مسيرتها المئوية فرصة ثمينة للوقوف بكل الفخر والاعتزاز عند معانيها ودلالاتها الوطنية المفعمة بالنجاحات والانجازات العظيمة ، وهي تحكي قصة نجاح هذه المؤسسة الوطنية التي باتت تشكل انموذجا حيا في كيفية تخطي التحديات والصعاب بارادة وعزيمة وهي تسجل النجاح تلو النجاح . اذكر أنني سمعت أيام التلفزيون الأبيض والأسود خبراً مفاده، ان مؤسسة خدمية فنية في دولة ما ـ الاحتمال الأقوى انها من دول جنوب شرق أسيا ـ تمكنت خلال 24 ساعة من انجاز جسر او نفق لا أذكر بالضبط (المهم انها كانت خطوة حضارية لمعالجة حركة السير هناك) حتى ان بعض السيارات واكبت عملية الانجاز، وشهدتها على أرض الواقع أولاً بأول. وبديهي ان بث مثل هذا الخبر في تلك الفترة عبر وكالات ووسائل الأعلام العالمية، يجسد حدثاً تاريخياً نوعياً، وإنجازاً فنياً حضارياً، ما برر تلقينا له بشيء من الدهشة والذهول حد وصفه بالمعجزة الفنية، لأننا في الاردن لم نكن نعتاد بعد من مؤسساتنا الوطنية ذات الطبيعة الفنية والهندسية والخدمية (أمانة العاصمة وغيرها) تحقيق نجاحات وانجازات معقولة او مقبولة ولا أقول شبيهة بذاك الانجاز الذي أشرت اليه.
وهو ما أفرز عندنا عقدة الشعور بالنقص التي لازمت تفكيرنا لفترة طويلة، جراء عجزنا واخفاقنا وفقداننا الثقة بقدراتنا على إنجاز مشروعات حضارية نوعية دون الاستعانة بالاخرين (الأجانب)، وذلك عندما كنا نعقد مقارنات بين ما عندنا وبين ما عند العالم المتقدم والمتحضر. وبلغ بنا الأمر أحياناً حد استخدام لغة استسلامية انهزامية قاسية بحق أنفسنا لا تخلو من التجريح وجلد الذات من خلال الاستهزاء والاستخفاف بقدراتنا، والتي كنا نختزلها بعبارة (زي عنا) الاستهزائية، كتعبير عن حالة الفشل والاحباط التي وصلناها، والتي تجسد اعترافاً صريحاً باتساع الفجوة الحضارية بيننا (وبينهم)... الى ان حانت لحظة الحقيقة، وقالت أمانة عمان الكبرى كلمتها من على منبر الحضارة والنهضة والتقدم، وهي تحطم الأرقام القياسية في تسجيلها الانجاز تلو الانجاز في سجل المشروعات الوطنية النهضوية الكبيرة. فإذا بنا أمام رسالة وطنية مفعمة بتعاليم الولاء والوفاء والانتماء لثرى الوطن، حملتها سواعد وعقول نخبة من أبنائه اثبتت نجاعة الاستثمار في الانسان الاردني (الذي هو أغلى ما نملك) من حيث التعليم والتدريب والتأهيل.. وهي تحكي قصة نجاح احتلت على أثرها عمان موقعها الحضاري بين عواصم دول العالم، عبر مسيرة تفجير الطاقات والقدرات الشاملة التي أطلقتها الأمانة من على قاعدة بناء وطنية صلبة على شكل ورشات عمل وإنشاءات فنية هندسية، ُترجمت الى مشاريع خدمية حضارية شملت كافة مناطق عاصمتنا الحبيبة ومواقعها.. من جسور وأنفاق وحدائق ومعالم سياحية وترويحية وترفيهية ورياضية وثقافية واجتماعية وإنسانية وعلمية ودينية وتاريخية، كانت كفيلة بإزالة الصورة النمطية التقليدية التي لازمت ذهنيتنا عن طبيعة دورها (أمانة العاصمة) عندما كان ينظر لها على انها مجرد جهاز خدمات (نظافة) عاجز عن القيام بدوره، وانه أشبه ما يكون بالمنفى الذي تنفى إليه الطاقات والإبداعات.
لقد قدر لنا عبر مسيرة عمان المئوية ان نشهد انتفاضة أمانة عمان بكافة أجهزتها وكوادرها الإدارية والفنية على هذه الصورة التقليدية عندما نجحت في إعادة ترتيب خططها وسياساتها وأولوياتها على شكل منارات وإضاءات وطنية خدمية وجمالية وثقافية وحضارية، جعلتنا ننظر لها نظرة إعجاب واعتزاز، وهي تحقق النجاحات والإنجازات والمكتسبات الوطنية العظيمة.. ما حتم علينا العودة بذاكرتنا الى الوراء في وقفة محاسبة ومراجعة مع النفس في جو من العتاب والندم على ما أصدرناه من أحكام سابقة بحق هذه المؤسسة العتيدة، وصلت حد جلد الذات، أحسب انها كانت أحكاماً متسرعة.
وفي الختام، يسجل لأمانة عمان الكبرى انها حررتنا من عقدة الماضي.. عقدة المقارنة مع الآخر (الأجنبي) التي كنا من خلالها نرجح كفته على كفتنا، حيث باتت لنا مشروعاتنا وانجازاتنا ومناراتنا التي لا تقل قيمة وحضارة وإنجازاً عن تلك الموجودة لدى هذا الاخر التي كنا نعتمدها معياراً لقياس ما حققناه من تقدم ومدى مواكبته للتطورات الحضارية التي تشهدها دول العالم المتقدم، الى ان أصبحت لنا معاييرنا النهضوية الذاتية.. لذلك لم يعد لمصطلحات الانبهار والدهشة والذهول من إنجازات الآخرين وجوداً في قاموسنا.. ولم يعد لعبارات الانتقاص (الاستهزائية) من قدراتنا حضوراً في مسيرتنا..
مثمنين ومقدرين للقائمين على أمانة عمان الكبرى من مسؤولين وإداريين ومهندسين وفنيين جهودهم الخيرة التي أسهمت في تحقيق نقلة نهضوية وحضارية نوعية في مسيرة وطننا الحبيب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :