facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وقفة تحليلة لانتخابات بلدية اسطنبول


المهندس حسين منصور الحياري
24-06-2019 06:53 PM

جرت يوم الأحد الماضي 23/6/2019 انتخابات الإعادة لرئاسة بلدية اسطنبول الكبرى، وذلك بعد أن قرر المجلس الأعلى للانتخابات إلغاء نتيجة انتخابات 31/3/2019 والتي فاز فيها السيد أكرم إمام أوغلو (مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض واتفاق الأمة ) بأغلبية بسيطة جداً لم تتجاوز 13 الف صوت، وفي انتخابات الإعادة الأخيرة فاز السيد امام اوغلو بأغلبية كبيرة تجاوزت 700 الف صوت حيث حصل على نسبة 54% من الأصوات وحصل منافسه مرشح حزب العدالة والتنمية واتفاق الشعب السيد بن علي يلدرم على نسبة 45% .

ولدى محاولتنا القاء الضوء على نتائج هذه الانتخابات وما جرى فيها وتحليل نتائجها ومعرفة أسباب تراجع مرشح حزب العدالة والتنمية السيد يلدرم , وهو القيادي المخضرم في حزب العدالة الذي توالى المناصب الكثيرة والكبيرة في الدولة التركية، فمن نائب بالبرلمان لدورات عديدة، إلى وزير لعدة حقائب إلى رئيس للوزراء ثمّ إلى رئيس لمجلس النواب، وهو رجل مهندس أقرب منه للتكنوقراط منه إلى السياسة، ومع ذلك خسر الانتخابات أمام مرشح شاب لا يمتلك الخبرة السياسية ولا التكنوقراطية المماثلة.

ودعونا نقف على بعض من أسباب خسارة بن علي يلدرم للانتخابات ونجملها للأسباب التالية :-

1- فارق السن الكبير بين المرشحين، فـبن علي يلدرم تجاوز الخامسة والستين من عمره وإمام اوغلو في الاربعينيات من عمره ولكون غالبية الناخبين من فئة الشباب الذين يميلون بالفطرة إلى من هو قريب منهم بالعمر ويعتقدون أنه الأكثر معرفة بمشاكلهم واندماجاً بها , ويرغبون أن يكون مرشحهم من فئاتهم العمرية، بالاضافة الى الكاريزمة والجاذبية الشبابية والروح الرياضية النشيطة التي تمتع بها إمام اوغلو وميزته عن بن علي يلدرم الذي نظر له الشباب كمرشح تقليدي من الجيل القديم الذي تجاوزه الزمن، (والأجيال تطرب لبعضها كما يقولون ).

2- وأخذ كثير من الناخبين التقليديين على السيد يلدرم قبوله الترشح لرئاسة البلدية بعد أن شغل الكثير من المناصب التى يرون أنها أكبر من منصب البلدية وهذا موجود لدى الكثيرون الذين ما زال لديهم النظرة والتفكيرالشرقي للأمور.

3- تدخل رئيس الجمهورية اردوغان شخصياً لصالح حملة بن علي وتوليه قيادة الحملة وإلقائه العديد من الخطب لصالح مرشح حزب العدالة، مما ولّد انطباع لدى الكثير من الناخبيين بأن السيد إمام اوغلو مظلوم وأنّ اردوغان لا يريده , فتعاطفوا معه خاصة أنّهم يرون أن رئيس الجمهورية يجب أن يكون على مسافة واحدة من جميع المرشحين لذلك كان هذا التدخل في صالح إمام اوغلو بشكل غير مباشر.

4- حرب الاشاعات التي أطلقها الطرفين ضد بعضهما البعض والتي أثرت على المواطن العادي البسيط الذي يصدق هذه الاشاعات بسهولة، وكانت الإشاعة التي أطلقت قبل يوم من الانتخابات لها دور فعّال لصالح إمام اوغلو حيث قالت الإشاعة أن عبدالله اوجلان زعيم حزب العمال الكردي أرسل رسالة من سجنه في جزيرة امرلي ببحر مرمرة إلى أنصاره من الأكراد في اسطنبول طالبهم بها بالوقوف على الحياد في هذه الانتخابات بناءاً على اتفاق مع حزب العدالة الذي طلب منه ذلك، مما أدى الى امتناع عدد كبير من أنصارحزب الحركة القومية المتحالف مع حزب العدالة امتناعهم من الذهاب إلى الانتخابات (يملك حزب الحركة القومية 12% من أصوات اسطنبول، لم يشارك منهم سوى 4%) .

5- النظرة إلى اللاجئين السوريين والذين يعدون بمئات الالاف من قبل كثير من أبناء الطبقة الفقيرة والمتوسطة كمنافس لهم في سوق العمل الشعبي واليدوي، مما أدّى الى انخفاض دخل هذه الطبقات العاملة، وحمّلوا حزب العدالة مسؤولية السماح للسوريين بالعمل باسطنبول مما أدّى الى تأييدهم لإمام اوغلو الذي وعدهم بإخراج السوريين من اسطنبول، فمنحه أبناء منطقة الفاتح و أيوب سلطان أصواتهم وهي المرة الأولى التي تخرج فيها هذه المناطق من يد حزب العدالة.( المعاقل الرئيسية للاسلاميين منذ زمن بعيد ).

6- قرار اللجنة العليا للانتخابات بإعادتها لم يقنع الكثير من الناخبين بعدالته واعتبروه ضغطاً من اردوغان على اللجنة، وشعروا بظلم السلطة الحاكمة لإمام اوغلو وهضمها لحقه بالنجاح، فوقفوا بجانبه ضد مرشح حزب السلطة والناس بطبعها تتعاطف مع المظلوم .

7- لعب أصل المرشحين ووضعهم المادي دوراً كبيراً لصالح إمام اوغلو وخاصة في المناطق الغنية من اسطنبول مثل كادي كوي وشيشلي وبشكطاش وساري ير وبكر كوي وغيرها من المناطق الغنية حيث فاز إمام اوغلو بفارق كبيرعن منافسه فيها، فإمام اوغلو ابن عائلة اسطنبولية غنية جداً ووالده صاحب أكبر شركة اسكان في اسطنبول، ويلدرم من أصل أناضولي لم يعش كثيراً باسطنبول رغم أنه درس وتخرج من جامعتها الفنية.

8- وهناك سبب أراه مقنعاً لحد ما وهو أنّ السيد يلدرم غير محظوظ بالانتخابات البلدية والانتخابات الفردية المباشرة ولا ينجح إلا بانتخابات القوائم، فهو هُـزِم في انتخابات بلدية ازمير عندما رشحه الحزب قبل عدة سنوات.

9- هناك أيضاً أسباب أخرى داخلية وخارجية، حيث اصطفت كثير من الدول الأوروبية والعربية والأمريكية واسرائيل - التي تعادي سياسة اردوغان -علناً وتتمنى هزيمته وحزبه في أي انتخابات وتتدخل بشكل مباشروغير مباشرفي اتنخابات تركيا، أما الأسباب الداخلية فالاصطفاف الحاد لكثير من الأقليات التي تسكن اسطنبول كاليهود والأرمن والروم الشيعة والأكراد وغيرهم من العلمانيين والماسونيين وبعض الإسلاميين الغاضبين من حزب العدالة و سياساته وخاصة الداخلية منها.ولعل انخفاض قيمة الليرة وتردي الوضع الاقتصادي مثال على ذلك .

وبعد هذا بقي لنا أن نبارك لتركيا عامة اسطنبول خاصة ديمقراطيتها التي شهد العالم كله بنزاهتها وشفافيتها وانشغل بها، فهذا إن دلّ على شيء فإنه يدل على أهمية هذه المدينة العالمية الجميلة وهنيئاً لمن فازولأنصاره وحظاً أوفر لمن لم يحافلهم الحظ وأقول لانصار ومؤيدي حزب العدالة ( عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) , ولقد كان لموقف السيد بن علي يلدرم والسيد اوردوغان أثر طيب وايجابي عندما قاما بتهنئة السيد إمام اوغلو بالفوز ووعدوه على أن يتم التعاون معه بكل ما يفيد اسطنبول و يعمل على تقدمها وازدهارها، فهذا الموقف يُشكران عليه و يدل على مدى ايمانهم بالديمقراطية و ينفي عنهما صفة الديكتاتورية التي يتهمون بها من قبل كثير من زعماء العرب الذين لا يعرفون معنى للديمقراطية في بلادهم ولا معنى لتداول السلطة (وفاقد الشي لا يعطيه يا عرب). والسيد إمام اوغلو يعرف أنه بحاجة ماسة إلى تعاون مجلس بلدية اسطنبول المنتخب معه حيث يسيطر حزب العدالة و التنمية على أغلبية أعضاء هذا المجلس فلهم 25 عضو من 39 وإذا لم يتعاون المجلس مع رئيس البلدية فإنه لن يستطيع أن يحقق شيئاً من برنامجه الانتخابي، ولذلك قام بالطلب خلال إلقائه خطاب احتفالية النصر من أعضاء المجلس البلدي أن يتعاونوا معه ويدعموه لتحقيق أهدافه.

وبقي لنا نحن العرب البعيدين كلياً عن الديمقراطية وأجوائها الحقيقية أن نتسائل: متى يا ترى ستصبح الديمقراطية هي نهج حياتنا؟ ومتى سنتمكن من انتخاب أمناء عواصمنا على الأقل بطريقة ديمقراطية صحيحة؟ فهل نحن أقل شأناً من شعوب العالم كافة التي نعمت بالديمقراطية واتخذتها منهاج حياة وسبيل تقدم وازدهار؟ ولماذا نحن من دون باقية البشر ممنوع عنا الديمقراطية الحقيقية.

أسأل الله أن يغير حالنا إلى ما يحب ويرضاه إنه سميع مجيب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :