facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الخامس من حزيران يمر بسلام!


د. عزت جرادات
24-06-2019 08:40 PM

*اثنان وخمسون عاماً، مرت على ذكرى (5 حزيران) بما يحمله من آلام وعواطف جياشة (آنذاك)، وفي غياب إعمال العقل العربي، مرت بسلام: فلا ندوات تصدرت المشهد الفكري العربي: ولا تحليلات إعلامية، سياسية أو تنويرية،أبرزتها الصحافة العربية؛ ولا اهتزت الشوارع العربية منفعلة مع هذه الذكرى: ولا ارتفع ضمير الأمة الوجداني، الأدبي والثقافي لمحاكاة هذه الذكرى...

* أنها أخطر ذكرى مرت، حيث تتعرض القضية الفلسطينية لخطر التسوية ممثلاً بالمشروع الصهيوني الأمريكي في غياب مشروع عربي للمواجهة، وفي ظل ما يشهد العالم العربي وما يمر به من حالة تجعله يعيش على هامش الأحداث، وينتظر ما يخطط لقضية، وما سيُملى عليه، كرهاً أو طوعاً...

*لقد مرت الذكرى الثانية والخمسون(52) وغياب المشهد السياسي العربي، والموقف الموحد تجاه القضية... واحتل مكانه مشروع (صفقة القرن) الذي تعدّه الإدارة الأمريكية، وفقاً للمشروع الصهيوني... الأمريكية الداعم لإسرائيل، سياسياً وعسكرياً ولوجستياً، والذي يهدف إلى قتل آمال شعب وطموحاته وكفاحه على مدى أكثر من قرن من الزمان لتحقيق ذاته وإيجاد كيانه السياسي- المستقبل، كما يهدف إلى مصادرة الحق الفلسطيني بمباركته (لقانون قومية الدولة) الذي يختزل (فلسطين التاريخية) لتصبح (أرض إسرائيل)... لقد مرّ هذا القانون... دونما مواجهة عربية، قانونياً ودبلوماسياً وسياسياً... ليصبح التوام (لوعد بلفور).

* كان المتوقع أن يكون الخامس من حزيران في الذاكرة العربية، وأن يترسخ في الوجدان العربي، وأن يكون دافعاً قوياً للعمل على التغلب على حالة العجز، على مستوى النظام العربي، وعلى مستوى الشعوب العربية ومعالجة الخلل السياسي والاقتصادي والثقافي الذي افرزته تلك الحرب العدوانية.

* فالواقع السياسي يقتضي وجود رؤية سياسية عربية تدرك حجم خطر المشروع الصهيو- أمريكي على المنطقة العربية، بعد أن اتضح خطره على القضية الفلسطينية، فهو خطر ذو طبيعة استمرارية لا حدود زمنية لها حتى لو تم التوصل إلى حلول مؤقتة، كحل الدولتيْن، أو الدولة الواحدة، أو جمود الوضع الراهن.

* والواقع الاقتصادي، الذي يمثل شريان المعركة، ويعبر عن حيوية الأمة وقدراتها ليس بحالة أفضل مما عليه الواقع السياسي، فالإهدار الاقتصادي على المستوى العربي قد عمّق جراح الأمة، فارتفعت نسب الفقر والبطالة مما أدّى إلى انحراف حاسة الاتجاه لدى الشعوب العربية نحو الجمود ومحدودية التطلعات للخروج من الأزمة الاقتصادية؛ وضعف الإدراك الوجداني لخطر المشروع الصهيو- أمريكي.

* وأما على الصعيد الثقافي، فقد غاب عنصر مواجهة العدو الأول، إسرائيل والصهيونية، من على الساحة الثقافية العربية، وأدى ذلك إلى ضحالة الفعل الحضاري العربي والإسهام في الحضارة الإنسانية، وهو اشد قسوة ووطأة من الضعف السياسي والاقتصادي.

*أن مرور الخامس من حزيران لسلام عملية في المجتمعات العربية، وضعف التفاعل مع هذه الذكرى سياسياً وثقافياً وفكرياً، لهو مؤشر خطير على مستقبل الصراع العربي- الصهيوني، الذي يتطلب إبقاء جذوة المواجهة حيّة متجددة، مهما كانت توازنات القوى قاسية، فالإحباط إذا ما ترسخ في وجدان الأمة... يصبح الخطر الأشد على مستقبلها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :