facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صوت إسرائيلي شجاع


د. موسى برهومة
12-10-2009 05:30 AM

الصرخة التي أطلقتها حائزة جائزة نوبل للكيمياء البروفيسورة الإسرائيلية عادا يونات أول من أمس تستحق الإشادة، فهي لم تجامل ولم تُرضِ شغفَ جمهورها التوّاق إلى توظيف جهودها وابتكاراتها العلمية لمصلحة تحقيق انتصار على "العدو الفلسطيني"، وإنما صدمت الشارع الإسرائيلي حينما دعت، عبر إذاعة الجيش، إلى إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين كافة في سجون الاحتلال الصهيوني.

وبررت يونات دعوتها الشجاعة تلك بأن هؤلاء الأسرى هم ضحايا انسداد أفق الأمل والسلام، مشددة على أن اعتقال آلاف الأسرى، وزجهم في السجون لا يوقف العمليات الجهادية ضد إسرائيل.

ودافعت يونات عما سمته الحلم في حدوث وعي إسرائيلي تجاه أولئك الذين ما كانوا على استعداد للموت أو القتل لو توافرت لهم مناخات الأمل والعيش الكريم والحياة الآمنة.

يتعين ألا نغفل الرسالة عميقة الدلالة التي تنطوي عليها دعوة العالمة الإسرائيلية، فهي صرخة احتجاج نابعة من وجدان باحثة رصدت حياتها للعلم والمعرفة والاكتشاف، بعد أن حازت أرفع جائزة في العالم إلى جانب العالمَين الأميركيين توماس شتايتس، وفِنكاترامان راماكريشنان، تقديرا لبحوث العلماء الثلاثة الذين درسوا تركيب وعمل الريبوسومات التي توصف بأنها مصنع البروتين في الخلية، وجرى نعتهم بـ"المحاربين في معركة ضد المد الطاغي من الإصابات البكتيرية غير القابلة للعلاج".

البروفيسورة يونات، البالغة السبعين من عمرها، هي أستاذة في معهد وايزمان للعلوم، واختصاصية في الكيمياء الحيوية، وعضو في المجمع الوطني للعلوم في إسرائيل، وفي المجمع الوطني للفنون والعلوم في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وكل هذه الصفات والرتب العلمية تضع صرختها في الإطار الإنساني العام الذي لطالما جعل مفكرين وعلماء وفنانين كبارا ينتصرون لآلام الضحايا ويتصادمون مع دولهم وترساناتها العدوانية.

إن صوت يونات ينبثق من وسط الظلام ليشيع روح الأمل التي احتقنت بها آهات المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي ينبغي استثمار نزاهة هذا الصوت من أجل ترسيخ المقاومة السلمية، ومحاورة الأغيار، والنفاذ إلى أغوار البيئات التي يتحركون في نطاقها.

إن صرخة يونات تضاهي في أثرها وصدمتها وعي المتلقي الإسرائيلي، آلاف البيانات والهتافات والمسيرات المنددة والمتوعدة التي تنتهي بعدما يجف ماء الحناجر وتنطفئ أضواء الصالات، على أن ذلك لا يعني تقليلا من شأن التظاهر والمقاومة بأشكالها الممكنة كافة، لكنّ الأمر في وجوهه وانعكاساته المنشورية، كما في حالة حائزة نوبل، يكتسب بعدا كثيفا من الوجاهة لأنه ينبع من رأي أكاديمية ضاق صدرها بممارسات حكومة لاإنسانية وحمقاء تعتقد أن سجن معتقلين وحجب الهواء عنهم سيوقف المقاومة وسيردع أقرباء المناضلين وأصدقاءهم عن الاقتداء بخطهم المقاوم، ويثنيهم عن مواصلة الكفاح والمجابهة.

ربما ينظر إلى موقف يونات بصفته شمعة في وسط العتمة الدامسة والعواصف الهوجاء، وبالتالي لا ينبغي لنا أن نجعل هذه الشمعة تترنح وتنطفئ ويخبو بريقها، بل يتعين إحاطة نورها بما أمكن من حوائط تعزيز ومساندة، لكي يصبح صوت الشمعة أسطع وأكثر امتدادا وعلوا.

وإذا كانت جمعية الأسرى والمحررين الفلسطينيين "حسام" أعلنت عن مؤازرتها العالمة يونات، وطالبتها بزيارة المعتقلين، وناشدت الحكومة الإسرائيلية الإصغاء لصوتها، فالأحرى بسائر الأفراد والمؤسسات في فلسطين وخارجها الالتفاف حول هذه الشخصية العلمية الجريئة، والبناء على مواقفها والثناء على شجاعتها من أجل إحراج الحكومة الإسرائيلية، وفضح سياساتها العدوانية والعنصرية المناوئة لتيار السلام والعدالة.

ولأن الكفاح ذو أشكال متعددة، فإن مراسلة حائزة نوبل للكيمياء عبر عنوانها الإلكتروني:

(ada.yonath@weizmann.ac.il) والشد على يديها في موقفها الشجاع من قضايا الحرية والانعتاق هو جزء أصيل من حركية الشعوب الحية باتجاه السلام والقبض على تجلياته النبيلة التي نافح عنها وتاق للاشتباك معها المناضلون والحالمون والشهداء.

m.barhouma@alghad.jo

** الزميل الكاتب رئيس تحرير يومية الغد ..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :