facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




انفلات الجامعات الخاصة يؤذي سمعة التعليم


أ. د. انيس الخصاونة
06-07-2019 06:01 PM

سيطرت قرارات وزارتي التعليم في كل من الدولتين الشقيقتين الكويت وقطر بخصوص تعليق اعتماد معظم الجامعات الأردنية للدراسة من قبل طلاب الدولتين على المجتمع الأكاديمي في الجامعات الأردنية العامة والخاصة، كما أن هذه القرارات أصبحت محط اهتمام من جهات متعددة مثل الشركات الاستثمارية التي تمتلك الجامعات الخاصة ،وكذلك من قبل جهات كثيرة أخرى لها علاقة بالانعكاسات الاقتصادية ومداخيل بعض الجامعات والقطاعات الاقتصادية من دراسة الطلبة الخليجيين في مؤسسات التعليم العالي الأردنية.

وقد جاءت تصريحات وزير التعليم العالي والبحث العلمي ملفتة للمراقبين حيث أن الوزير يؤكد بأنه كان متوقعا لهذه القرارات، ومتفهما لها على اعتبار أن مخرجات الجامعات التي تم تعليق اعتمادها ربما أنها ليست بالمستوى المتوقع، ونحن هنا نقول كيف للوزير أن يدلي بهكذا تصريحات في الوقت الذي كان من المفروض أن يفعل شيئا أو أن يتخذ إجراءات وقائية تحول دون وصولنا لهذه المرحلة التي بالتأكيد تسببت بكثير من الأذى لسمعة جامعاتنا ومستوى التعليم العالي في الأردن والذي طالما تغنينا به وكان مبعث فخرنا واعتزازنا! لا أعلم كيف يختزل وزير التعليم العالي وهو الاستاذ والتريوي والخبير المعروف أسباب تراجع جودة التعليم العالي التي دفعت بالإخوة الكويتين والقطريين لاتخاذ قراراتهم في التدريس خارج الحرم الجامعي!كيف يمكن لوزير التعليم العالي أن يلقي باللائمة على التدريس في مكاتب الإرتباط للجامعات وكأنها هي التي تسببت بالتراجع في جودة التعليم ومخرجات الجامعات؟

وفي الوقت الذي ربما أسهم اقتصارالتدريس في عطلة الإسبوع أو ما اصطلح عليه "تدريس الويكند" في رخاوة معايير التعليم الجامعي، فإننا نعتقد بأن المشاكل الحقيقية للتعليم العالي التي أوصلتنا لهذه الحالة بعيدة كل البعد عن ما تداوله النشطاء والمراقبين والمسؤولين في التعليم العالي.ولعلنا نلخص أهم هذه المشكلات بما يلي:

1- ضعف الإمكانات المالية للجامعات الأردنية الرسمية وتراجع الدعم الحكومي لها مما جعلها تعيش في أزمات مالية متعاقبة أضعفت من قدرتها على تطوير بنياتها التحتية والابتعاث والاحتفاظ بكوادرها الأكاديمية المتميزة(ٌRetention of outstanding Faculty Members) إلى جانب عدم قدرة الجامعات الرسمية على التحكم بمقدار الرسوم الدراسية ،وأعداد الطلبة الذين يمكن استيعابهم.

أمام هذا الوضع المالي المتأزم أصبحت مهمة رئيس الجامعة تركز بشكل أساسي على تأمين الموارد المالية بدلا من الانشغال في التطوير والتحديث والتركيز على جودة المخرجات.ولمواجهة الأزمة المالية بدأت الجامعات ببرامج الموازي واستقطاب الطلبة العرب والخضوع لرغباتهم ،وتصميم برامج خاصة لهم، وعدم التشدد بالمعايير الأكاديمية مما أوصلنا لما نحن فيه من عدم امتلاك الخريجين من رعايا الدول العربية للحدود الدنيا من المعارف والمهارات في تخصصاتهم.

2- تكاد قضية "طلاب جسيم" أن تتسبب بإفلاس بعض جامعاتنا الرسمية حيث أن هؤلاء الطلبة ممن يتمتعون بفئة جسيم (أولياء أمورهم ممن خدموا في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية حصلوا على تقارير طبية تتعلق بإصابتهم أثناء العمل) لا يدفعون فلسا واحد للجامعات التي يدرسون فيها.وفي الوقت الذي نعتقد بأن هذه الفئة ينبغي أن تكرم وتدرس مجانا في الجامعات ،فإنه ينبغي على الدولة أن تتحمل تكاليف دراستهم.إحدى جامعات الشمال تحملت مبلغ( 27) مليون دينار خلال السنوات السبع الماضية بسبب طلبة جسيم والجامعة بالكاد تتمكن من الاقتراض من البنوك لدفع رواتب الأساتذة والعاملين فيها!فكيف يمكن لإدارات الجامعات أن تحافظ على الجودة في الوقت الذي لا تستطيع أن تدفع تكاليف المختبرات والأساتذة والمؤتمرات؟

3- الانفلات الكبير في الجامعات الخاصة وخضوع التعليم والتوظيف والإدارة في هذه الجامعات لأسس تجارية بحته.

وأعتقد بأن أبرز أسباب قرارات سحب الاعتماد من بعض الجامعات الاردنية يعود لبعض الجامعات الخاصة التي راج في الآونة الأخيرة ما لوحظ عن تركيزها على مبدأ "ادفع رسمك وانجح فصلك".معظم إن لم يكن جميع الجامعات المشمولة في قرارات قطر والكويت بإلغاء الإعتماد هي الجامعات الخاصة واربع جامعات حكومية.الجامعات الخاصة هي في حقيقة الأمر شركات استثمارية ومن يعود لأسمائها المسجلة في وزارة الصناعة والتجارة ولدى مراقب الشركات يجدها عبارة عن فروع لشركات ولا تعدوا كونها أحد خطوط الآنتاج للشركات المنبثقة عنها.

فرئيس الجامعة فيها ليس رئيس جامعة حقيقي، والرئيس الحقيقي هو أكبر المساهمين أو الملاكين ،وهيئة المديرين أقوى بكثير من مجلسي الأمناء والعمداء،ويتم تعيين كثير من المدرسين من خريجي جامعات شروط الدراسة فيها سهلة ،لا بل رخوة جدا ،فلا غرابة أن تكون مخرجاتها متواضعة.وأذكر هنا بأن الجامعات الخاصة تستقطب أعداد كبيرة من الطلبة الخليجيين ويتم تصميم البرامج بما يحقق رغبة الطلبة ،كما أن بعض إن لم يكن كثير من المدرسين يتساهلون مع الطلبة ويمنحوهم التقديرات العالية ومراتب الشرف العليا!

هذه أبرز القضايا التي على وزارة التعليم العالي ووزيرها المبجل أن يتعامل معها لرفع جودة التعليم.حرصنا على جودة التعليم العالي ليس من أجل الإخوة في الكويت أو قطر أو السعودية وإنما من أجل أبنائنا وبناتنا ومن أجل خريجي جامعاتنا الذين يبحثون عن فرص عمل في خارج سوق العمل الأردني.عدد الطلبة الكويتيين والقطريين والخليجيين في الجامعات الأردنية محدود وهو أقل من أعداد الطلبة الماليزيين والاندونيسيين ،وينبغي أن لا نعيد هندسة جامعاتنا فقط من أجل استقطاب طلبة الخليج وانما من أجل الأردنيين الذين استثمروا ودفعوا من ضرائبهم لتأسيس هذه الجامعات.

مجالس الأمناء في الجامعات الرسمية ينبغي أن تمنح مزيدا من الاستقلال، وينبغي أن تحرص الحكومة على حشد وانتقاء أفضل الكفاءات والشخوص الذين يمتلكون بعد النظر والإمكانات الذهنية والسلوكية والفكرية لتوجية التعليم في هذه الجامعات.

إن أرادت وزارة التعليم العالي النهوض بالتعليم العالي ورفع مخرجاته فعليها التوقف عن التعامل سياسيا مع الجامعات من خلال الضغط على الجامعات بتعيين الأساتذة الأردنيين لمجرد أنهم أردنيين ،وليس لكفاءاتهم وقدراتهم.

ومع إيماننا بحق المتعطلين عن العمل من حملة الدكتورة فإننا لا نعتقد أن الجامعات ينبغي عليها استيعابهم جميعا
دون النظر للجامعات التي تخرجوا منها، والتخصصات وشروط الدراسة السهلة التي خضعوا لها.الدارسين بالانتساب أو الدراسة عن بعد دون حضور محاضرات ومقررات نظامية ينبغي أن نكون متحفظين جدا في تعيينهم في الجامعات، ويمكن للدولة أن تعينهم بمواقع قيادية في الوزارات والدوائر الحكومية إن شاءت.

يكفينا مجاملة وتقلب في مواقفنا من التعليم العالي والجامعات ،فجامعاتنا الرسمية ما زالت بخير مع اعترافنا بأنها تواجه مشاكل وتحديات خطيرة إن لم تقم الدولة بمعالجتها ووضع التعليم العالي ضمن أولويات الحكومة فإنه سيأتي اليوم التي تصبح جامعاتنا مثل بعض الجامعات التي لا أذكر اسمائها حتى لا نصبح موضع مقاضاه في المحاكم فهل من مدكر!





  • 1 ميرامار 07-07-2019 | 04:26 AM

    صح لسانك دكتور .. ويا ريت وزارة التعليم العالي تنظر الى تلك المشكلات وتعمل على معالجتها قبل فوات الاوان .. دام نبض قلمك بالحق .. كل الاحترام

  • 2 الدكتور حسن المومني-جامعه الطفيله التقنيه 07-07-2019 | 04:57 AM

    مقال رائع دكتور أنيس. اتفق معك تماما.

  • 3 الصابر عربي 07-07-2019 | 06:31 AM

    ... صوت من الوادي العميق يحلل بمعرفة بصدق أوضاع التعليم العالي، ثروة الأردن التي تكاد تضيع وتتحول إلى دوائر عامة. هل يسمع معالي وزير التعليم الذي يقدر الجميع مهنيته ؟. هل يعمل على وضع رؤيا جديدة للجامعات تعيد الجامعات إلى مربع الريادة المهنية والأكاديمية.

  • 4 محمد قواسمه 07-07-2019 | 08:18 AM

    أعتقد أن كل ما جاء في هذه المقالة القيمة صحيح تماماً باستثناء النقطة الأولى حيث أن قلة الامكانيات لا تبرر التساهل مع الطلبة الذين يقدمون الرشاوى (الهدايا)حتى من قبل بعض الجامعات العريقة !!!!

  • 5 ا.د رياض المومني 07-07-2019 | 08:24 AM

    طالما كنت اتفق مع ا.د الخصاونة في بعض الآراء وقد اعارضه في أخرى لكنني فيما أشار إليه في هذه المقالة اتفق معه مئة بالمئة الوضع دقيق ونحتاج إلى مراجعة حقيقية لما يجري في جامعاتنا ليست القضية فقط شروط اعتماد خاص وعام شكرا د انيس

  • 6 ليست الخاصة فقط 07-07-2019 | 01:29 PM

    والرسمية ايضاً - إذهب وشوف الطلبة جالسون لعدة ساعات من اليوم الجامعي في الساحات والمطاعم داخل الجامعة وخارجها فقط لقضاء اليوم مثل حضانات الأطفال

  • 7 ا. د. إخلاص الطراونه 07-07-2019 | 02:34 PM

    لماذا هذا الرضوخ والتسليم لنتائج هذه اللجان من الاعتماد للدولتين لماذا لم يتخذ موقف الرفض او مزيدا من التفاصيل في مجريات التصنيف حتى او او... .لا زال التعليم العالي بالف خير ولا زلنا بحاجة إلى مزيد من العمل على تحسينه فعلا بعيدا عن المجاملات في العلم والتعليم.

  • 8 د.رجاء الخليلي 08-07-2019 | 05:03 PM

    تشخيص سليم لمشاكل التعليم العالي في الاْردن . ولكن الا ترى دكتور بان حملة الإساءة للتعليم العالي من قبل البعض الذين لديهم طموح في التعيين في الجامعات ساهمت في إعطاء صورة كارثية للوضع الراهن. أظن انسب حل للجامعات هو وجود جسم نقابي للعاملين في الجامعات قادر على تصحيح الأوضاع

  • 9 د. محمد بطاينة 08-07-2019 | 09:39 PM

    أصبت كبد الحقيقة دكتور أنيس. بل الكوارث في الجامعات الخاصة اكثر من ذلك بكثير.

  • 10 علي ملحم أبا شرف 08-07-2019 | 09:57 PM

    أن يتم احاله من أن أتم الستين من عمره إلى التقاعد لافساح المجال أمام الشباب المعطلين عن العمل للتدريس في الجامعات فلقد أكلوا الأخضر واليابس هؤلاء الآساتذه يعطيهم العافيه

  • 11 اكاديمي 09-07-2019 | 05:59 AM

    هذا ليس رضوخاً بل اعترافاً بالواقع

    في جامعات الأطراف يتم تعيين عمداء مجاملة للمجتمع المحلي، فماذا تتوقع من هكذا عمداء

    وصل الحد لتعيين عمداء برتبة أستاذ مساعد و أعادة تعيين نفس العميد لأكثر من مره

  • 12 محمد قواسمه 09-07-2019 | 12:29 PM

    إلى الأستاذة الدكتورة إخلاص الطراونة
    أعتقد أن الدولتين الشقيقتين لم تسيئا لنا ... ولكن هناك جامعات تعطي الدرجات النهائية للذي لا يستحقها ودون أي جهد (؟؟؟!!) ولا أظن أن مثل هذه الأمور خافية عليك كونك أستاذة جامعية !!! نحن نعشق وطننا ونريد له كل الخير ... لذلك يجب ألا نتعامى عن الحقائق.

  • 13 د. عويد الصقور 18-07-2019 | 10:22 AM

    كلام في الصميم، كذلك هناك وهن و ضعف بين في مخرجات التعليم العام و التي هي مدخلات التعليم الجامعي، لذلك لا بد من معالجة مشكلات التعليم العام و العمل بكل جد و اجتهاد من أجل الارتقاء به... هناك تفشي للواسطة و المحسوبية و الشللية في الجامعات الرسمية و الأهلية...اضف إلى ذلك التوسع الكبير في الاستثناءت في القبول الجامعي الرسمي... الهم كبير و الحزن اكبر على الوضع الراهن... أين و المساءلة والمحاسبة للمسؤولين عن ذلك؟


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :