ان التعليم العالي في بلدنا يشكل احد الروافد الاقتصادية المهمة والحساسة التي تاتي كداعم اساسي للاقتصاد الوطني ، والذي نسعى للحفاظ على هذه الثروة الوطنية سواء من خلال دراسة طلابنا في الجامعات الاردنية الحكومية والخاصة ، بالاضافة الى الطلبة العرب والاجانب الذين ياتون على شكل منح من دولهم او على نفقتهم الخاصة ، والتي ساهمت في انعاش الاقتصاد الوطني بالمليارات من الدنانير ، من خلال السمعة التي يتمتع بها التعليم العالي على مستوى المنطقة والذي ساهم في تنمية الكوادر البشرية الوطنية والاقليمية ..

الا ان ناقوس الخطر ظهر في الفترة الاخيرة من خلال انخفاض اعتماد الجامعات الاردنية من دولتي الكويت وقطر لتدريس ابناءهم في جامعاتنا الوطنية ، والذي مرده كما تحدث بعض المسؤولين لديهم او القرارات التي صدرت عن وزارة التعليم العالي لهذة الدول يعطي مؤشرا بان هنالك خلل معين في العملية التعليمية لبعض الجامعات لدينا ، وبغض النظر عن مبررات هذا القرار سواء كناحية تنظيمية او ما يسمى توطين التعليم العالي لديهم واتساع رقعة الجامعات وضرورة ضبط النفقات الخاصة بذلك لتذهب الى المؤسسات الوطنية بدلا من الدول الاخرى ،بالاضافة الى اعتمادها في هذا القرار على معايير ضبط الجودة للتعليم العالي وضمن المقاييس العالمية المرتبطة بذلك .

وما زاد الطين بله تصريحات وزير التعليم العالي لدينا بالاضافة الى رئيس هيئة الاعتماد لمؤسسات التعليم العالي بان هنالك خلل في ادارة الهيئات الوطنية للجامعات الاردنية وعدم ضبط العملية التعليمية والرقابة عليها بالشكل السليم مما ساهم في ايجاد تجاوزات واخطاء اثرت على سمعة التعليم العالي لدينا وكانت من اسباب عزوف هذة الدول في عدم اعتماد كثير من جامعاتنا لازدياد الاخطاء والتجاوزات في السنوات الاخيرة ...

وبالتالي فان المتابع لمشهد التعليم العالي يلاحظ ان هنالك اخطاء وتجاوزات فردية كان لابد من معالجتها من قبل الجهات المختصة للحد من خطوراتها وعدم تفاقمها حتى لا توثر على مسيرة التعليم العالي في وطننا الغالي..

بالاضافة فان على وزارة التعليم العالي وهيئة الاعتماد وغيرها من المؤسسات الوطنية ان تدرك خطورة الموقف وتعيد تنظيم سياسات واستراتيجيات التعليم العالي وتضع ضوابط تحقق من خلالها معايير الجودة الخاصة بذلك، من خلال معايير دولية تساهم في رفع سوية التعليم العالي الوطني والذي نعتز ونفتخر به ونطمح بان يبقى كما عهدناه يقدم افضل الموارد البشرية في الوطن العربي وتركز على دعم البحث العلمي وتنمية قدرات اعضاء الهيئة التدريسية والبنية التحتية التكنولوجية وتحسين مخرجات التعليم العالي بما يساهم في بقاء الجامعات الاردنية في مقدمة الجامعات العربية والاقليمية.