تمر علينا اليوم الذكرى الثالثة لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في تركيا بمثل هذا اليوم من عام 2016, ففي مثل هذا اليوم قبل ثلاث سنوات خرجت جموع الشعب التركي ومن كل الاطياف السياسية وتصدت للدبابات وطائرات الانقلابيين الذين احتلوا الميادين والجسور والمباني الهامه وحاولوا اعادة تركيا الى الحكم العسكري الذي عانت منه تركيا كثيرا , ولكن الشعب الذي تصدى لهم بأجساد ابنائه العارية وقدم مئات الشهداء وآلاف الجرحى ،أفشل محاولة الانقلاب وخيب ظن الانقلابيين ولم يمكنهم من الوصول إلى أهدافهم الخبيثة.

نعم إن الشعب هو من خرج رجاله ونساؤه شبابه وشيابه واجبر الانقلابيين على الاستسلام بعد ليلة طويلة من المقاومة والتضحية , وان بطولة هذا الشعب التركي الشجاع والطريقة التى تصدى بها للانقلابيين أذهلت الانقلابيين انفسهم كما أذهلت مؤيديهم في الداخل والخارج الذين يضمرون الشر لتركيا ولا يريدون لها أن تتقدم وتزدهر .

أذهل خروج الشعب وتصديه الذي لم يكن متوقعا للكثير من صناع السياسة العالمية ومن الانقلابيين انفسهم الذين ظنوا أن الامور ستجري كما جرت بالانقلابات السابقة في أعوام 1960و1980 , ونسوا أن الزمن قد تغير وأن الشعوب الحية لم تعد تقبل بحكم العسكر المشؤوم والمتخلف .