"ساقية الديزل" على الطريق الصحراوي .. مشهد مؤلم
23-07-2019 07:10 PM
عمون – رداد القلاب - نقلت منصات التواصل الاجتماعي مشهداً، صادماً ومؤلماً بامتياز، يتضمن "مواطنون يملاؤن جالونات فارغة بالديزل المنسكب من صهريج تعرض لحادث تدهور الاسبوع الماضي، في القطرانة".
الاردنيون انقسموا بشأن مكان حصول المشهد وتسجيلات الفيديو، وفيما اذا حصلت في الاردن او في مكان اخر وتم تناقل تلك التسجيلات وبين مكذب لها ويصر على انها جرت في مكان اخر، وسط صمت رسمي.
تختلط المشاهد الاردنية، المتسارعة الحزينة والساخرة إلى الجادة المليئة بصفات (النخوة والشجاعة والمروءة .. وغيرها) وفيها كثير من التفاصيل، ومنها مشهد "ساقية الديزل"، فالمسافة الفاصلة بين المشهد على الارض وبين مكان وجود رئيس الحكومة الدكتور عمر هو طبقة الهواء، فالرجل في الطائرة في سماء القطرانة والناس على الارض حيث الطريق والصحراء والفقر والحوادث القاتلة..
المسافة بين سفر الرئيس الرزاز بالطائرة إلى ثغر الاردن الباسم في زيارة رسمية وعلى الدرجة الاقتصادية وبين المواطنيين، إلى مشهد الناس وهم يملاؤن الجالونات بالديزل بعد تدهور صهريج على طريق الصحراوي وتحديدا بمنطقة الجفر بداية الصحراء..
فبعد عقود من التخطيط الاستراتيجي التي نفذته الحكومات المتسلسلة والوعود، بالخروج "الكبير" من عنق زجاجة فاتورة المحروقات والكهرباء، واخرها اتفاقية الغاز مع الاحتلال الاسرائيلي، لم نخرج بعد، بل وصلنا إلى مشهد "ساقية الديزل بالجفر" في استعادة رمزية لينابيع وعيون الماء قبل وصولها عبر "الحنفية"!
وغصت منصات التواصل الاجتماعي بالتعليقات الساخرة والمتهكمة والغاضبة، تعلقيا على مشاهد الفيديو المتداولة بين المواطنين، منهم ما اعتبرها مؤلمة جداً ومنهم اعتبرها عادية واخرين سخروا وتهكموا ووجهوا نقدا ذاتيا..
وسخر نشطاء من المشهد وقالوا: "ان الناس تركوا السائق ولم ينقذوه وملاؤا جالوناتهم بالديزل .." وعبر اخرون ان المشهد يتعلق بالفقر واخرين وصفوا المشهد بالعادي واستغلال الديزل بدلا من انسكابه على الارض إلى اخرين – حمدوا الله – لعدم وقوع كارثة بسبب وجود الديزل سريع الاشتعال بوجود عدد كبير مبلل به.
اخرون ما زالوا مكذبين للمشهد ويؤكدون انه حدث خارج الاردن ويشدد غيرهم على ان المشهد قديم وتم اعادة نشره من اجل الاثارة التي تدور في البلاد.
إلا ان هناك من حسم الامر بقوله انه كان موجودا وشاهدا على ساقية الديزل في منطقة الجفر السبت الماضي.