facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الذبحة الصدرية والهجوم المباغت


د. عدنان سعد الزعبي
27-07-2019 06:57 PM

أدركت الان أن للحكومة هيبة وصولة، و أن للحكومة مكانة ومٌونة، أدركت الان أن العالم المرئي وغير المرئي الظاهر والمخفي يخشى الحكومة، حتى الامراض الباطنية التي لا تعرفها اجهزت الطب الحديث تخاف من الحكومة.

هذه المقدمة ليست غريبة بل تشخيص حقيقي لواقع الحال المعاش. ذبحة صدرية مباغتة، وبدون سابق عهد او انذار وبدون مقدمات أو اشعار تتسلل الى شراييني لتعلن هجومها المبيت على شرايين قلبي وسيطرتها الكاملة على احداها ومسعاها للوصول للآخرين، ذبحة انتظرت فرصة ترجلي عن كرسي الوظيفة الذي لازمني 34 سنة لتنقض علي خلسة وتهاجم قلبي وأنا أجالس أهلي وابنائي وبناتي، ولتصدمني بجهارتها، بالقول انتظرناك طويلا، وطال الانتظار ثلاثون عاما لا نستطيع الولوج اليك تحميك حصانة الوظيفة والحكومة 30 عاما من الجهد والتعب والإرهاق والصدمات التي كانت كفيلة بالانقضاض عليك، فردعتنا الحكومة بعد ان استسلم العقل والقلب وباقي الاعضاء متفانيا للوطن جاهدا عاملا منجزا غير آبها بجسدك، ماذ الم به ومن هم الاعداء الذين يكمنون في اعضائك كالخلايا النائمة، لتنقض عليك في أي لحظة ..

ذبحة صدرية لم اشك منها ولا من عائلتها يوما وعلى مدار السنين والعقود الطويلة، ذبحة صدرية تتسلل الى صدري وتنقض على شراييني معلنة حالة الطوارىء في كامل بدني، وتغلق ابواب التنفس قاصدة القلب والدماغ والرئتين، ذبحة صدرية جعلت صدري كالجبل المثقل بالاحمال والخناجر تتسابق الى كل ذرة من صدري العريض معلنة للعقل حالة الانذار الاخير الذي يحملني الى اجنحة الطوارئ والى اصوات اجهزة الانعاش المكثف، والى غرفة العمليات التي لم ار فيها الا اللونين الازرق والاخضر وشاشات الخيوط العنكبوتية، شرايين وأوردة، واطباء ومساعدين انفاسهم عميقة وجباههم معرقة ومجهودة باصوات تنادي فيما بينها شريان مغلق وتكلس مرهق وقلب حنون يطلب الشفقة، اصوات تتبادل الرأي جرب هذا ومن ثم هذا، ليعلن كبير المشرفين وبعد ساعة مضنية ان ذلك الشريان اللعين يحتاج الى جهاز آخر لفتحة، لانه يقاوم كل انواع بالونات الفتح، ويصارحني هذا الكبير ان الجهاز في مكان آخر وقد رايت يديه تعانق قطرات دمي وكلماته تقدم الاعتذار قبل ان تقول الحقيقة، الجهاز موجود لكن التقني غير موجود. بينما جلست ساعة في هذه العملية انتظر اعلان الفرج، وأنا لا اسمع الا لا نستطيع ولا نقدر، بينما اولادي وزوجتي في الخارج تمر عليهم الثانية بالف شهر وقد استعوقوا العملية التي عادة ما تتم بنصف ساعة.

هذه الذبحة اللعينة لم تستطع ان تهاجمي وانا على كرسي الحكومة ولم تتجرأ على الاعلان عن نفسها متخفية في صومعتها بجسدي إلا بعد ان اعلنت الحكومة التخلص من كل من تجاوز ال30 مطبقة هذا القرار على من تريد ومستثنية من تريد بحجة هنا وسبب هناك، تسللت هذه الذبحة بعد ان تخلصت من خوفها من الحكومة وقالت: جاءت ساعة فرجها 30 عاما، اكثر او اقل، لا اعرف فترة استعداد هذه الذبحة وتهيئها للانقضاض، ولخبثها وحقدها على الحكومة لم تترك لي فسحة من راحة بعد اعلان الحكومة تقاعدنا فانطلقت بسرعة صواريخ اس 400 على شراييني حتى لا يسبقها أحد أو لغبائها خوفا من ان تتدخل الحكومة فتحول بينها وبين استراتيجيتها.

اليوم أو غدا سأذهب للمدينة الطبية، واعيد الكرة مرة أخرى عل طاقمها يجد حلا. واعيد البسمة لابنائي وزوجتي واعيد الحياة لجسدي الذي اكلت الخدمة فيه لحمي، ورمتني عظما، وأنا بعز شبابي وعطائي، فنعم العدل ونعم المساواة في نظام هذا البلد !!!!!!!.

لم اتصور ان تطرحني هذه الذبحة الفراش بين الحياة والموت، وان يعرقل استراتيجيتي في العطاء والعمل خاصة بعد ان حققت في آخر مشوار عملي انجازا اردنيا عظيما بابتكار نظرية اعلامية جديدة تعتبر قواعد جديد للاعلام الجديد وحصلت على شرعيتها بأطروحة دكتوراة من اعتى جامعات العالم العربي وارقى كليات العالم ومعاهده الاعلامية سجلته باسم الاردن.

ذبحة جيانه، اتحداها بأني سأمضي اذا كافح الاطباء وجودها، وسأقف على قدماي لاعلان الحرب على كل ذبحة صدرية وكل عدو خفى جبان يأطر نفسه باثواب الوداعة والاخلاص والصداقة. لعل هاجس يخلصنا من هذه الامراض الطفيلية ويخلص اجسادنا ومؤسساتنا ووطننا من هذه الآفات التي لا تستقصد إلا الصادقين الشرفاء الناذرين لوطنهم حياتهم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :