facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أولاد الداية في جامعاتنا الخاصة


سليمان الطعاني
27-07-2019 07:44 PM

شعور بالظلم يلمسه كل طَموح في الأردن، شعور يخلق غصّات كثيرة، لماذا هناك دائما “أولاد الدّاية” في إداراتنا وخاصة المواقع القيادية، وهناك أبناء الحرّاثين أو الرّعيان الذين لا يجدون إلا الضّنك والتعب ولا أحد يسأل عن أحوالهم.
أولاد الداية، مزروعون في كل مؤسسة ودائرة حكومية أو خاصة ومنها الجامعات الخاصة بالذات إذ يدعى بعض مالكي هذه الجامعات انهم قاموا بتأسيسها لأولادهم ولمحاسيبهم وأنسبائهم وذراريهم،

أولاد الداية في جامعاتنا الخاصة بالذات لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ولدوا بليلة القدر، قليل ذنبهم والذنب جمّ، ذنوبهم مغفورة وعيوبهم مستورة، هذا محسوب على ذاك، وذاك محسوب على هذه، وتلك على عطوفته وهؤلاء محسوبون على دولته، وهذه محسوبة على معاليه، وهذا من شِلّة صاحب الجامعة ومحسوب عليه وهكذا دواليك... ، يتمتعون بالرواتب العالية، والحظوة الكبيرة عند رئيس الجامعة الذي هو من أبناء الداية أيضاً، إذا تكلموا بالخطأ قالوا لهم أصبتم، ويبصمون على أقوالهم ..

أبناء الداية هؤلاء زرعوهم دون حياء مسؤولون غير مسؤولين، في الجامعات الخاصة، يسميهم البعض (مسامير الصحن)، مقربون، يعتمدون عليهم في نقل أخبار الموظفين والوشاية بهم والتجسس عليهم لتكتمل دائرة الظلم، يحق لهم مالا يحق لغيرهم، يجنون الزيادات والثمار مدللون تقيمهم ممتاز بلا منازع،

زرعوهم في جامعاتنا مسؤولون من سقط المتاع يشقّون على الناس بسياسيات ظالمة وكريهة تعتمد على الجغرافيا البغيضة، أنت من وين؟ عبارة ينفطر لها القلب في وقت يئنّ فيه الوطن من ويلات الفساد، يوزعون الكعكة في الجامعة على أبناء الداية فقط، الزيادات والحوافز لهم، رضي من رضي وسخط من سخط، ماتت المروءة عندهم وهم يميزون بين أبناء المجتمع الواحد الذي تربى على الألفة والتآلف وايواء الملهوف!، انطمس عندهم الحياء وهم يحاربون أبناء المجتمع بلقمة عيشهم، " وإذا مش عاجبك قدّم استقالتك" عبارة تقطر ألماً لا يتأثر بها الا أصحاب المروءات، حتى الابتسامة لا يحظى بها إلا أولاد الداية، ومحجوبة عن أبناء الحراثين المبغوضين.

أولاد الداية، غير مطلوب منهم أن يثبتوا جدارة وتميزاً في أعمالهم في جامعاتنا، ولا مطلوب منهم الالتزام في الدوام أصلا، ولا ينطبق عليهم قانون سن بلوغ الضمان الاجتماعي، فهناك من بلغ أرذل العمر ووهن عظمه ولكنه متشبث بوظيفته منذ تأسيس الجامعة ولا تنطبق عليه القوانين فقط لأنه محسوب على فلان أو علّان! ، أما أبناء الحراثين كلّ شيء ضدهم، القوانين والأنظمة لا تطبق إلا عليهم،

أولاد الداية في بعض جامعاتنا الخاصة يجيزون أنفسهم بأنفسهم، يعتبرون الجامعة لهم ولمقربيهم وانسبائهم وذراريهم، وليست مؤسسة وطنية تسهم في تنمية المجتمع ورفعته وتطوره وحل مشكلاته.

أولاد الداية في بعض جامعاتنا الخاصة لا يخفى عليهم خافية في الإدارة، يطّلعون على كل شيء ولديهم أخبار لا توجد عند غيرهم "مماسك"، من تنقلات محتملة لبعض الموظفين البسطاء و"ترويحات" مرتقبة لبعض الشرفاء وغير ذلك من أخبار الزيادات والترقيات والاستغناءات والمكافآت والاعطيات والهبات!

نحن المغلوبون على أمرنا ننظر إلى فئة أبناء الداية، ونفوسنا تقطر ألماً مما آلت إليه الأوضاع من فساد وظلم وحرمان، وغياب للعدالة التي ينادي بها جلالة الملك على الدوام، ولا نستطيع أن نفعل شيئا لأننا محاربون بلقمة عيشنا ونرى العداوة ولا نعرف أسبابها!

السؤال: إلى متى نظل نتجرع الظلم في جامعاتنا الخاصة، التي يجب أن تكون جميعها وطنية، ونقاسي أصناف القرارات الظالمة والتفنن غير الأخلاقي بإجبار أبناء الحراثين على عمل فوق طاقتهم، أوليس بمستواهم أو تحجيمهم ومحاصرتهم حتى يقدموا استقالاتهم فقط لأنهم ليسوا من أبناء الداية ولا من المحسوبين على رئيس الجامعة أو على عطوفته أو دولته أو معاليه! وانما من أبناء الحراثين رمى بهم القدر في عتمة اليأس والمعاناة والقهر المادي في زمن انعدم فيه الحياء وانطمست معه المروءة على أعتاب المادة الزائفة والديموغرافيا البغيضة فباتوا يقبلون بالفتات في ظل سياسات زرع التفرقة والاختلاف بين أبناء مجتمعنا الواحد: هذا من غَرْبَه وذاك من شَرْقَه، وهذه المؤسسة تأسست لأبناء هؤلاء ومحرم على أبناء أولئك دخولها، باعتبارهم غرباء،

صرخة أضعها في أذن معالي وزير التعليم العالي مفادها سياسات بغيضة تمارسها إدارات بعض الجامعات الخاصة جعلت من أبناء البلد الواحد " أبناء الداية وأبناء الحراثين.... !!

taasoleiman@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :