facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




واخيرا .. اما آن لي أن أترجل


فيصل تايه
05-08-2019 09:04 PM

اعتبَاراً مِن ٣١ / ٨ أُعْتَبَر نفسي "وَظيفيًّا" مُحالًا عَلى التَّقاعُد -بُنَاءً عَلى طَلبي- بالرغم من ان لدي الكثير ، لكن هَذه حَقيقة لا وَهْمٌ ، جاءت استناداً الى قرار مجلس الوزراء الموقر للاستفادة من المزايا التي ستتاح لي بموجب ذلك ، وحتَّى تَتم المُوافَقة عَلى طَلبي "المُريب"..!

نَعم .. قررت احالة نفسي على التقاعد بَعد أن خَدمتُ قرابة ٢٨ سَنة ونصف قَضيتُهَا في سلك التَّعليم والتدريب والتأهيل والإدارة ، وعملت فيها معلما ومساعداً ومديراً لعدة مدارس داخل "عمان " وكذلك كاتباً واعلامياً وناشطاً ومدربا ومحاضراً وباحثا لعدة برامج تربوية على المستوى الوطني والإقليمي والدولي ، ومنحت منذ عام ٢٠١٣ الدرجة الخاصة فكان فضل الله عليّ عظيماً ، أمَّا الآن وقد قررت بمحض إرادتي ان أنزل مِن سلالم الوَظيفَة ، التي لم آخذ حقي كاملاً بها بفعل صولجان المسؤول، لا يَسعني إلَّا أن أشكُر كل الشرفاء من أبناء الوطن ، الذين وَقفوا مَعي ودَعموني ، كَما أشكُر كُلّ مَن عَملتُ مَعهم ، أو عَملوا مَعي ، لأنَّني مَعهم رَسمتُ أجمَل لَوحات أيَّامي الوَظيفيّة، بكُلِّ مَا فِيها مِن تَعبٍ وسَهرٍ وإرهَاق، وأطلُب مِنهم أن يَذكروَني بالخَير، كَما أذكُرهم كُلَّما جَاء ذِكرهم..!

الآن سأترك العَمل -رَغم الإلحَاح عَليَّ بالبَقاء- ولَكني أبدَيتُ رَغبتي الجَادَّة في الحصُول عَلى مزايا التَّقاعُد ، لَيس لأنَّني قاربت على خريف العمر ، بَل لأنَّه لَيس لَديَّ أي جَديد يُمكن أن أُضيفه للعَمَل ، في ظل الظروف الحالية ..! ، فقد كان بامكاني ان أمكث قليلاً في كُرسي الوَظيفة ، كُلّ ذَلك رَفضته، لأنَّ كُرسي الوَظيفة مِثل كُرسي "الحلَّاق". الذي نَجلس عَليه ، مع المعذرة لهذا التشبيه ثُمَّ نُجْبَر عَلى النّزول مِنه ، لذَا أحبَبتُ النّزول برَغبتي ، قَبل أن يَقولوا لِي : "انزل وفرجينا عرض أكتافك"..

أما وقد قررت احالة نفسي على التقاعد ، سأُطلق قَلمي في بَراري النَّقد ، لاكتب عَلى الطَّريقة التي أشَاء ، وانقد أُولئك الذين دمرونا بفكرهم الظلامي ، وتلفيقاتهم المكنونة بحمى الضغينة ، فحسدونا على لُقمَة شَريفة ، حمتنا مِن طَلَب الشَّرهَات ، التي اعتَادوا عَلى أخذهَا..! حَقًّا سأُطلق قَلمي في فضَاء النَّقد البناء ، لأنَّني كُنتُ في السَّابق "أُراعي" وأحتَرم مَن أحسَنوا الظَّن بِي ، ممَّن عَملتُ تَحت إدَارتهم وسلطتهم ، ولَم أُحبب أن أحرجهم ، بأي قَولٍ أو نَقدٍ أُمَارسُه..! فهم في زوال ومصلحة الوطن اهم منهم جميعاً .

وأخيرا وليس آخراً .. فما قدمته لإسناد الجهود الطيبة على امتداد مساحة الوطن ، خلال العمل المتواصل يرتبط بالوفاء والإخلاص الموشح بأسمى آيات الولاء للوطن قيادة وأرضاً ، ولثقتي وايماني بالله وقناعتي بنفسي التي اعرفها جيدا دون تبجح او مغالاه ، فأنا -والحمد لله- أُجيد التمسك بجميع الحبال القوية لبلوغ النهايات المشرفة حيث تسبقني في ذلك النية الصادقة والمبيتة لرفعة هذا الوطن الذي سرنا على نهجه قولاً وتطبيقه وفعلاً ، فلن نقلق على الوطن فقد جادت هذه الأرض بمسؤولين مخلصين لا تحركهم المصالح والمطامع الشخصية أو الدنيوية وإنما يحركهم ضميرهم الحي الذي لا ينام ولا يقبل حتى بالإغفاءة أو أنصاف الحلول ، وقد قيل : “ إن العظماء قد يذهبون لكن تبقى أعمالهم خالدة منقوشة ومحفورة على صفحات صدر الزمن “ أدام الله وأبقى كل من عمل من أجلي ذخراً وفخراً لنا وللوطن وأبنائه وأجياله اللاحقة .

بقي أن أقول ان الوفاء من شيم النبلاء ، والعطاء من صفات الأوفياء ، بها تزيد الأخلاق ، ومعها تنبت زهور خدمة الوطن المعطاء ، ما أجمل الوفاء إن أتى ممن عرف عنه ذلك ، وما أقسى الوداع لمن شاطرتهم الحب والعطاء يرافقه الدعاء لرب السماء بان يبارك العمل ولا ينقطع العطاء ..

والله ولي التوفيق





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :