facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تركيا بعد سوريا


د. عامر السبايلة
25-10-2009 05:19 AM

لا شك أن الزيارة الرسمية الأردنية الاخيرة الى سوريا وما حملته في طياتها من نتائج ايجابية تمثل اليوم بداية مرحلة جديدة من جهة ودعوة الى المضي قدماً في بناء تحالفات استراتيجية ذات بعد سياسي عميق ، فكل المؤشرات والمعطيات تشير مؤخراً لضرورة اعادة لصياغة المعادلات السياسية في المنطقة.

إن تسارع الأحداث على المشهد السياسي يفتح أبواب التساؤل حول السياسة التي يتوجب اتباعها لمواكبة هذه الديناميكية من جهة , والصفات الرئيسية التي لا بد أن تتسم بها السياسات الخارجية المحدثة كسياسات الأبواب المفتوحة والخيارات المتعددة والرهانات المتبدلة ، فالدول التي تصبو اليوم الى تبوأ مواقع ذات عمق سياسي واستراتيجي مدعوة لاعادة ترتيب التحالفات الخارجية و البدء ببناء تحالفات استراتيجية تواكب تطورات ومعطيات المرحلة.

الخيار الأردني الاستراتيجي يبدأ منطقياً اليوم من علاقة قوية ومتينة مع سوريا ليصل الى حلف سياسي استراتيجي مع تركيا الجديدة والتي تثبت سياستها الخارجية قوة حضورها كلاعب أساسي على مسرح السياسة الدولية.

ان عودة الأتراك الى المشهد السياسي بهذا الزخم وبأسلوب مغاير تماماً لما كانت عليه دائما السياسات التركية لهو البرهان على فعالية ونجاح سياسة الخيارات المتعددة والأوراق المتبدلة والتي كان قد تنبأ بها عراب التحولات السياسية الخبير في شؤون الشرق الأوسط وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو منذ لحظة تسلمه لمنصبه بقوله : " تركيا لم تعد البلد الذي تصدر عنه ردود أفعال إزاء الأزمات وإنما يتابع الأزمات قبل ظهورها ويتدخل في الأزمات بفاعلية ويعطي شكلا لنظام المنطقة المحيطة به".

ان عملية الاصلاح التي يقودها الأتراك سواء بالصلح التاريخي مع أرمينيا والمحادثات الدائرة مع الأكراد من جهة أو بتوطيد التحالفات الاستراتيجية من جهة أخرى تمثل مثالاً واضحاً لفعالية التحولات السياسية ومدى مواكبتها للأحداث المحيطة , حيث كانت هذه الخطوات أولى النقاط في أجندة أوغلو , حيث كان قد أكد أن" إن تركيا لديها الآن رؤية سياسة خارجية قوية نحو الشرق الأوسط والبلقان ومنطقة القوقاز و يجب أن تتولى دور بلد يرسي النظام في كل تلك المناطق».

الأتراك اليوم يثبتون أنهم الأقدر على قيادة التحالفات السياسية الجديدة وأنهم يشكلون عنصر ضمانة وقوة لحلفائهم ، فهم براء من التهم التي قد تكال لكثير من التحالفات كالأطماع الاستعمارية أو التشيع و نشر أفكار المذهب الشيعي كما يمكن أن يحدث في أي محاولة تقارب مع ايران.

ان التاريخ الحديث والمسجل لمواقف حزب العدالة والتنمية والرئيس أردوغان لا ينفك يسجل نقطة تلو الأخرى في صفحات كتاب كل الأشراف في العالم ويكفي النظر للمواقف التي يتخذها الحزب في كثير من القضايا وعلى رأسها الحرب على غزة كما تؤكد مواقف الحزب باعتبار أن " الهجوم الاسرائيلي العنيف على غزة وجه ضربة كبيرة لجهود السلام نريد وضع حد للمأساة الإنسانية في قطاع غزة ."

لا بل أن الحزب الحاكم امتلك الجرأة الكافية ليحمل الاسرائيلين ذنب تدهور عملية السلام بالقول :" عندما تقف اسرائيل من جديد على طريق السلام ، فان علاقة الثقة بين الفلسطينيين والاسرائيليين ستوستأنف على نفس ".

ان تعدد التحالفات الاستراتيجية الأردنية يشكل اليوم صمام الأمان في مواجهة أي من التحولات المفاجئة , لنا بالتاريخ عبرة, و قد تكون عبرتنا اليوم بما كان فيلسوف و كاتب روما القديمة فايدروس قد قال :
" عندما يكون حليفك قوياً جداً فلا بد أن لا تأمنه."

amersabaileh@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :