facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حتى لا يبقى الأردن وحيدا في الميدان


عبد الله ابورمان
28-10-2009 04:40 AM

التصعيد الإسرائيلي الأخير، في القدس، هو من حيث التحليل السياسي: تعبير دقيق عن أزمة اليمين الإسرائيلي الخانقة، وكذلك؛ هشاشة حكومته، وتداعيها، الموضوعي، للسقوط.. وفي ذات الإطار، فإن ما تشهده ساحات الأقصى الشريف، من اعتداءات تضاف إلى سجل الانتهاكات التي طالت هوية المدينة المقدسة، ضمن سياسات التهويد ؛ إنما يعيد إلى الذاكرة، اقتحام شارون للمسجد الأقصى عام 2000م، واندلاع الانتفاضة الفلسطينية المباركة، كاستجابة فورية للتحدي.. أما وجه الشبه، فلا يقتصر، فقط، على شكل العدوان وموقع الاستهداف، ولكنه يشكل مقاربة، لا بد من قراءتها، فيما يخص وضع حكومتي اليمين المتطرف في الحالتين، السابقة والقائمة، ولجوئهما إلى تفجير الأزمات هروبا من الاستحقاقات.

حكومة يمين اليمين الإسرائيلي اليوم هي في أسوأ أحوالها.. وهي تعلم أن استحقاقات عملية التسوية تطاردها؛ فيما يشكل تقرير غولدستون ، بغض النظر عن مآلاته القانونية، إدانة أخلاقية وسياسية للكيان الإسرائيلي، بأسره، ويطارد أركان الحكومة القائمة؛ إن قضائيا أو معنويا. وبذلك، فإن التصعيد القائم، بكل انتهاكاته وعدوانيته، في القدس؛ قد يشكل من جهة حسابات وأوهام اليمين الإسرائيلي، محاولة أخيرة لصرف أنظار العالم عن التقرير وما حفل به من إدانات تاريخية، كما أن من شانه التحايل على استحقاقات التسوية وتجميدها، وبما يخدم استمرار الحكومة اليمينية لأسابيع أو أشهر، قادمة، على أبعد تقدير.

..أمام هذا التصعيد الإسرائيلي، المدروس والمقصود؛ والاحتمالات المفتوحة، وبأي اتجاه آخر؛ يبدو الأردن، بالذات، هو رأس الحربة، في مجابهة التحديات، والتحذير من مغبة السكوت على ما يجري. وما مواقف جلالة الملك ولقاءاته وتصريحاته خلال الأسابيع الماضية، إلا شاهد ماثل على دقة التقييم الأردني، لحقيقة التحدي وطبيعته؛ وامتلاك إرادة التصدي لهذه الانتهاكات، عبر الوسائل المتاحة كلها، ومن ضمنها مخاطبة الشارع الإسرائيلي نفسه، وتذكيره بالحقائق التي يسعى اليمين الصهيوني لتزويرها. وفي ذات السياق، جاءت التحركات الدبلوماسية الأردنية، واضحة ومكثفة، باتجاه بلورة استجابة عربية ودولية ترقى إلى مستوى التعامل مع التحدي، بجدية تامة؛ فكان الأردن خلال الأزمة القائمة وما يزال هو الفاعل الرئيس، على كل الصعد، وفي حالات عديدة كان يقف، منفردا، في الميدان، بانتظار الدعم العربي والإسلامي.

الأيام القادمة، وكما تشير التطورات، قد تشهد المزيد من التصعيد، تبعا لطبيعة الأزمات الإسرائيلية، الداخلية والخارجية، وتداعياتها.. والخطر المتنامي، يتمحور حول الأقصى والقدس، ولا بد من وقفة عربية إسلامية تاريخية، تدعم الموقف الأردني، وتؤزره، في الدفاع عن المقدسات، وبالتالي: أمن واستقرار المنطقة برمتها؛ وإلا، فإن البديل، هو بالاتجاه إلى المجتمع الدولي، لطلب حماية دولية، للمدينة المقدسة، وهويتها ومبانيها، بوصفها إرثا إنسانيا، وعنوانا لاستقرار الإقليم بأسره، بما يرتبط بذلك من مصالح عالمية حيوية، أو تهديدات قد تستجد ولا تستثني أحدا.. وبحيث يكون الحل الدولي مرهونا بالحفاظ على كل ما يتعلق بالدور الأردني التاريخي الديني، في القدس الشريف، والحقوق والالتزامات المترتبة عليه.

abdromman@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :