facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ضد البصق في الشارع


ابراهيم غرايبه
30-10-2009 04:41 AM

العالم يشن حملة على البصق في الشارع، وبعض الدول فرضت غرامة تزيد على الخمسين دينارا عقوبة على البصق في الشارع، وسبقت سنغافورة العالم بثلاثين سنة في هذه الحملة، وسبق الإسلام العالم بألف وأربعمائة سنة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "البصق على الأرض خطيئة، وكفارتها ردمها".

وقد يكون مناسبا في حملة مواجهة الأوبئة أن نشارك في هذه الحملة، وبخاصة أنها ظاهرة ليست فقط غير صحية، ولكنها مؤذية للذوق، وعندما يخرج البصق من سيارة فخمة وجميلة فإنها تكون إساءة تهز البدن ولا يمكن نسيانها، وتؤشر إلى أنها ثقافة راسخة وعميقة لم يغير منها ما يظن أنه ترقي الإنسان وارتفاع مستوى دخله، كيف تصل قدرات الناس إلى الحصول على سيارة بخمسين ألف دينار، ولا تصل إلى شراء علبة مناديل بعشرة قروش، .. يا إلهي ساعدنا.

في المدن والجامعات والشوارع المزدحمة بالناس والعربات يكون البصق أمرا خطيرا ومخجلا، لا يختلف عن التبول والتبرز في الشارع، وممارسة هذه العادة باستخفاف وبلا خجل يؤشر إلى حجم الاستخفاف الذي يتمتع به عدد كبير من الناس تجاه المواطنين والنظافة والأخلاق والذوق العام، كيف سننتظر من هؤلاء احترام القوانين والقيم والالتزام بها، وهم لا يمتنعون عن كتمان وإخفاء الأذى المادي والمعنوي للناس ومنظومتهم الاجتماعية والثقافية.

المدن تحميها طبقات من الناس تتصالح على منظومة من السلوك والثقافة والوعي، وهذا هو "التمدن" وبغير ذلك لا يمكن حماية السلامة العامة والأخلاق، وإذا لم تنشئ المدن تمدنا تحدث كارثة خطيرة، لأن البصق في الريف والبوادي قد لا يضر أحدا، ولكنه في المدينة يؤدي إلى الوباء والتلوث وأزمة نفسية عميقة، ففي هذا الفضاء المزدحم بالناس والعربات، يؤثر سلوك الناس بعضهم على بعضهم وراحتهم وحياتهم وخصوصيتهم، البصق، الصوت العالي، منبهات السيارات، التطفل والفضول،.. وكل ما يمكن أن يكون عاديا ومسليا خارج المدينة يمكن أن يحول حياة الناس في المدينة إلى كارثة، كيف نحمي سلامتنا الصحية والنفسية؟ فهذا العنف والاستفزاز المنتشر والمتمكن يصعب مواجهته بالقوانين والسلطة، ولا أمل سوى بسلوك "متمدن".

ونرى ويا لهول ما نرى كثيرا من الناس يعتزون بأنماط ريفية من السلوك، ويتعمدون الإزعاج والفوضى والعنجهية معتزين "بأصالتهم" ساخرين من السلوك المديني، بل يعتبرونه أمرا منفرا ومخجلا، وبالطبع ففي حالة مثل هذه لا يمكن الحديث عن ثقافة وفنون وآداب يمكن أن تنشأ، ولن يكون في هذه القرى العملاقة سوى النميمة وقصص الآباء والأجداد، والبصق في الشارع تعبيرا عن الأصالة، والتحرش بالنساء وإيذائهن بالنظر والإشارات، والأسوأ من ذلك كله أن سنوات متعاقبة من العمل والإقامة في المدينة لا تغير شيئا في السلوك والفهم والتصور، .. يا إلهي ساعدنا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :