facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يوميات أبو نافز (4) الشايب على الواتس آب


عرار الشرع
28-08-2019 03:20 PM

وضع الشايب يديه خلف ظهره وظل يذرع الشارع جيئة وذهابا يتمتم، يهز برأسه متعجبا، يحك رأسه من فوق الشورة، ثم يحرك يديه في الهواء متعجبا.
نحو نصف ساعة مضت وهو على هذه الحال، وأم نافز تراقبه من على كرسيها (القش) من أمام البيت، متعجبة تقول في نفسها ماذا حل بالرجل، لم يخبرها أي شئ ولم يكلمها منذ الصباح تناول كأس الشاي الصباحي وفجأة نهض ليبدأ رحلته المكوكية هذه.
لم تتحمل أكثر صرخت: هيه أبو نافز اهدا، كِنْ، اتريح أقفد، خوثتني وانت رايح جاي مثل رقاص الساعة، لم يعرها أبو نافز أي اهتمام، ومضى في ما يفعل، صرخت مرة ثانية وثالثة ورابعة، حتى اضطرت إلى الوقوف، ومسكه من طرف ثوبه لتقول: عزا*، مالك يا زلمة انجنيت بتسولف حالك، انتبه الشايب عند ذاك، وقال لها: شو بدك فيّ، آه انجنيت، مهو إشي بحط العقل بالكف.
صرنا إذا بدنا نفوت عالحمام نخاف نلاقيها على مواقع التواصل، أضاف أبو نافز مستغربا، أي امبارح بس امبارح، ابن جيراننا كان بتعليلة* لابن عمه في القرية وصار طخ، هو شو دخله عشان يصوروه ويقولوا "إطلاق نار بحضور الأمن العام"، المسخوط شقفة شرطي وبشتغل كوّى كمان يا ريته مسلح، صار رفقي ابن الحج اسماعيل ممثل الأمن العام وصار الطخ بعلمه، هيو تحول للتحقيق والله يستر شو بصير معه، يمكن يرمجوه* على هالسالفة.
لم تتورع أم نافز عن لوم زوجها مستغربة: ول هذا انت شايل همك وهم غيرك.. شو دخلنا الله يستر عليه وخلص.
رد أبو نافز باستغراب، ولك احنا شو دخلنا، ولك، ما هذا اللي بصير عليه بصير علينا، صار الواحد يمشي متلفت في الشارع خايف من شي ابن حرام يكون بصوره عالموبايل ويعمل منها قصة، وهاي السوشال ميديا فيها ناس بتمنوا الجنازة عشان يشبعوا فيها لطم.
تنهد أبو نافز ولم يتوقف مكملا، سقا الله على أيام لا تلفزيون ولار حتى راديو، هو راديو واحد ببيت المختار ونيال اللي بطلعله يقعد بمضافته ويتسمع عليه، ما كان حدا سائل عن حدا، يوقفوا مع بعض في الفرح والحزن بدون الشماتة اللي حاصلة هالأيام.
بعدين يا أم نافز، مهي المشكلة إنه إذا لزقت بالواحد السولافة، صابون نابلس ما بغسله منها، وبس تطلع كذب ما حدا بكلف خاطره يخبر العالم وبتروح بكيس اللي انفضح.
طيب والحل؟ تساءلت أم نافز، بدك تظل تهري وتمكت بحالك عشي فاضي؟ أي دع الخلق للخالق.
ضحك أبو نافز، حتى قهقه، وقال لزوجته، الله يستر الجارات ما يسجلوا قعداتك واستقبالاتك، وينشروها على الفيس والا تويتر والا الانتستغرام، والله لتصير فضيحتكو بجلاجل، قاطعته أم نافز بالقول، عزا شو هظول؟ وضع حينها رجلا على رجل، وقال لها: غشيمة شو بدي أساوي، ما بتمسكي التلفون غير عشان تردي عليه، أي أنا مبارح فضحت أبو نزار جارنا على برتية* المحبوسة، وعلى الواتس عرفوا كل الشباب إنه اتبهدل...
حملت أم نافز صينية الشاي وتوجهت إلى البيت وهي تتمتم: هذا زعلان، لأنه خايف السولافة تصل لذقنه، طلع مش قليل هالشايب..


• كِنْ: مرادف آخر لطلب الهدوء.
• رقاص الساعة: البندول
• عزا: مفردة تؤشر على الاستغراب الكبير
• تعليلة: سهرة عرس
• يرمجوه: يطردونه
• برتية: دور طاولة زهر





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :