facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل يلين العناد الجزائري؟


م. أشرف غسان مقطش
01-09-2019 11:43 AM

أحاول أن أفهم ما يجري حاليا في الجزائر، أكبر بلد عربي من حيث المساحة، وإذا كان فهم السؤال نصف الجواب كما يقول المثل، فإن فهم الشخصية المجتمعية لأي بلد هو نصف جواب السؤال القديم الجديد: ما الذي يجري في البلد إياه؟

وفهم الشخصية المجتمعية ينطلق من قراءة تاريخ هذه الشخصية في عدة أطر مختلفة، منها: الإطار السياسي، والإجتماعي، والثقافي.

وإذا رنت كلمة "الجزائر" في أذني، حضرت في ذهني أولا حادثة المروحة.

وهي الحادثة التي قيل فيها أن الداي حسين طرد من قصره القنصل الفرنسي دوفال ملوحا في وجهه المروحة. وفي مثل هذا اليوم، قبل مائة وإثنين وتسعين عاما، حدثت تلك الحادثة.

كنت أظن الداي حسين جزائريا لكي يكون لي عينة هو ومجموعة شخصيات أخرى أدرس من خلالها الشخصية المجتمعية الجزائرية، فإذا به تركي من مواليد أزمير.

هذه المفاجأة قادتني إلى الغوص أكثر في أعماق تاريخ الجزائر، بحثا عن السر الكامن وراء إصرار الجزائريين على المضي قدما في إعتصاماتهم جمعة وراء جمعة حتى تتحقق جميع مطالبهم، وعلى رأسها زوال كافة رموز النظام القديم: القيط والقرميد.

وتاريخ الجزائر الحديث يبدأ بالنسبة لي من فشل البحرية الإسبانية بقيادة كارلوس الخامس في إحتلال قلعة الجزائر عام 1542، أواخر تشرين الأول.

ونحو ألف كيلو متر من البحر تفصل بين الجزائر وفرنسا كفيلة بأن تشكل فرنسا جزءا مهما من تاريخ الجزائر، بدءا من محاولة إغتيال مبعوث ملك فرنسا هنري الرابع وهو يزور إيالة الجزائر، ومرورا بطرد قنصل فرنسي من إيالة الجزائر في عهد ملك فرنسا لويس الخامس عشر.

وعندما قامت الثورة الفرنسية وأعلنت مبادئ حقوق الإنسان، حاصرتها الدول الأوروبية لكي لا تنتقل عدوى "الجمهورية" إلى الأنظمة الملكية الأوروبية المحيطة بها، فما كان من إيالة الجزائر إلا أن تمد فرنسا بالحبوب.

ثم ذات يوم، حاصرت سفينة جزائرية ميناء سان تروبيه بالقرب من مدينة تولون الفرنسية عام 1802، فصاح نابليون:" إنها لفضيحة للجمهورية".

أما أزمة الديون المستحقة على فرنسا لإيالة الجزائر، وقيمتها أربعة وعشرون مليون فرنك فرنسي، فيقال أن شركة يهودية قد تسببت بها بين إيالة الجزائر وفرنسا. والشركة اليهودية هذه التي كان يملكها الإخوة بكري، هي التي كانت تشرف على عمليات إمداد فرنسا بالحبوب.

أرسل الداي حسين عدة رسائل وبرقيات إلى فرنسا يطالب فيها سداد الديون، "وعند عمك طحنا". فاستدعى الداي حسين القنصل الفرنسي دوفال وسأله عن سبب إمتناع فرنسا عن إجابة برقياته ورسائله، فأجابه القنصل الذي كان يتقن العربية والتركية: "إن فرنسا لا تتنازل للإجابة لرجل مثلكم" -طاط- فما كان من الداي حسين إلا أن طرد القنصل الفرنسي من القصر وهو يلوح له بالمروحة.

وعلى إثر هذه الحادثة، أمر ملك فرنسا شارل العاشر جيشه بإحتلال إيالة الجزائر، فكان إنزال سيدي فراج الذي تم عام 1828 بعد حصار بحري فرضته البحرية الفرنسية على الجزائر العاصمة نحو نصف سنة، ليتم إحتلال الجزائر في غضون عامين، ولتقع الجزائر تحت نير الإحتلال الفرنسي مائة وإثنين وثلاثين عاما، قدمت الجزائر خلال تلك العقود الثلاثة عشرة نحو مليون شهيد فداء لثورتها.

وأبو الثورة هذه هو مصالي الحاج، وهو أمازيغي، وبطل الثورة مصطفى بن بولعيد، وهو أيضا أمازيغي.

ولا توجد إحصائية رسمية حول نسبة الأمازيغ في الجزائر، لكن لك أن تقدر تلك النسبة حين تأخذ بعين الإعتبار أن
الأمير عبد القادر الجزائري أحد قادة الثورة، ومفدي زكريا شاعر الثورة، وهواري بومدين أول رئيس للجزائر بعد الإستقلال، وزين الدين زيدان، وكريم بنزيمة، واليمين زروال الرئيس الجزائري الأسبق، هؤلاء كلهم أمازيغ.

ومن هم الأمازيغ؟

لكي نعرف من هم، ولأن الشعر ديوان العرب كما قيل، لنقرأ معا اللازمة التي تكررت خمس مرات في النشيد الوطني للجزائر، الذي كتب كلماته شاعر الثورة، الأمازيغي مفدي زكريا:

وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا.. فاشهدوا...فاشهدوا...

والذي يجري في الجزائر حاليا أن الجزائريين عاقدو العزم على أن تستمر إعتصاماتهم جمعة وراء جمعة حتى تحيا الجزائر يوما ما بكرامة، بعزة نفس، بحرية، ولو كلفهم ذلك مليون شهيد آخر، ولو كلفهم ذلك مائة واثنين وثلاثين سنة أخرى من عمرهم؛ فالشخصية المجتمعية الجزائرية ليست شخصية وسطية حين يتعلق الأمر بكرامتها، وعزة نفسها، وحريتها.

ودليلي في ذلك مثلان، أولاهما أن زين الدين زيدان لم يتوان قيد أنملة عن نطح اللاعب الإيطالي ماتيراتزي حين مس كرامته بألفاظ نابية، حتى لو كلفه الأمر خسارة نهائي كأس العالم، وذلك عام 2006.

وثانيهما أن الشخصية المجتمعية الجزائرية تردد المقطع التالي حين تنشد النشيد الوطني وقد أقسمت فيه ب"النازلات الماحقات": نحن ثرنا فحياة أو ممات.

لكن،هل يعيد التاريخ نفسه فيما يجري في الجزائر حاليا؟

أقصد، هل من مكيدة يدبرها اليهود المتصهينون للجزائر؟ وهل من دوفال آخر يتواطأ مع أولئك اليهود كما قيل عن تواطؤ دوفال الأول مع الإخوة بكري؟

أكاد أجزم أن هناك مكيدة يدبرها اليهود المتصهينون للجزائر، ودوفال الآخر لا أستطيع الكشف عنه هنا إلتزاما مني بقوانين الدولة الأردنية، لكن يكفي الإشارة هنا إلى أن دوفال الآخر هذا كان الجزائريون قد وصفوه في شعاراتهم بأنه شيطان دولته.

وإذا كان هناك "مبعوثون" أجانب مندسون بين الجزائريين في ساحة البريد المركزي وسط العاصمة الجزائرية، ماذا ستفعل الشخصية المجتمعية الجزائرية؟

إن الشخصية المجتمعية الجزائرية سوف تحاول إغتيال أي "مبعوث" أجنبي مندس بين صفوف أفرادها كما حاولوا من قبل إغتيال مبعوث ملك فرنسا هنري الرابع. ألم تتخذ الشخصية المجتمعية الجزائرية "رنة البارود وزنا" وتعزف "نغمة الرشاش لحنا" كما تنشد في نشيد بلادها؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :