facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مشكلة رواتب ام مشكلة إدارة موارد ؟


د. اسماعيل ملحم
07-09-2019 12:18 PM

مشكلتنا ليست في عدم كفاية الرواتب و غلاء المعيشة بل مشكلتنا في تدني الرغبة بالتغيير الإيجابي و التمسك إلى حد ما بنمط الإدارات التقليدية التي تعودنا عليها في جميع القطاعات العامة و الخاصة ، و التي تعمل بمستوى غير كافي على تفعيل التخطيط الاستراتيجي و حسن إدارة الموارد ، و التي أدت بسياساتها التجريبية و الفردية إلى ما يمكن تسميته بنتائج غير إيجابية ، انعكست سلبا على الواقع المعيشي ، إذ ما زالت معظم إدارات القطاعات المختلفة تدير قطاعاتها اعتمادا على التمويل المبني على الدين الداخلي و الخارجي او اعتمادا على المنح و المساعدات وسط تدني الإنتاج المبني على استثمار الموارد الذاتية و إيجاد الفرص الاستثمارية المحفزة و المنتجة .

ان الحل المنطقي لرفع مستوى المعيشة و تحقيق الرفاه الاجتماعي هو بالسعي لاحلال إدارات رشيدة تتمتع برصيد اخلاقي و مهني و ذات فكر إبداعي و فق خطط استراتيجية واضحة في جميع القطاعات و المرافق العامة ، هدفها الاساسي تحقيق الحياة الكريمة للناس و رفع الانتاج و حسن تسويق الموارد البشرية و الانتاج الصناعي و الزراعي و التسويق السياحي و الإفادة من التجارب الناجحة للدول الأخرى في العالم في هذا المجال ، و العودة إلى استثمار مواردنا الطبيعية و استغلال الاف العقول المفكرة في البحث العلمي على جميع الصعد الصناعية و الزراعية و الطبية و غيرها .

لقد حفزني على الكتابة في هذا الموضوع التصريح لاحد المسؤولين في القطاع التربوي - مع الاحترام له - عن عدم القدرة على توفير حوالي مائة مليون دينار لرفع رواتب موظفي هذا القطاع، دون النظر في بدائل أخرى و منها امكانية استغلال القدرات العلمية و الاقتصادية للموارد البشرية الكبيرة في قطاعه لتوفير هذا المبلغ ، و في توجيه افكار المطالبين برفع رواتبهم الى افكار جديدة تحقق طموحهم و تحفز همتهم دون الاضرار بموازنة القطاعات الاخرى ، فعلى سبيل المثال :

لماذا لا يلجأ إلى فتح شركة حكومية مساهمة للتزود الغذائي و اللوازم التعليمية تخدم المدارس و يفتح فيها المجال لموظفي قطاعه للدخول فيها بأسهم و توزع الارباح نهاية العام الدراسي على جميع المساهمين ؟
لماذا لا يفتح المجال للافكار الإبداعية بالتعاون مع الجامعات في برمجة الحاسوب و تأليف الموسوعات العلمية وتسويقها عبر العالم بما يعود بريع سنوي أكثر من مائة مليون دينار على مؤسسته ..الخ .
و المقصود هنا ان نغير طريقة التفكير في التعاطي مع المشكلات ، فإذا كانت الموزنات محدودة ، فليس هذا يعني أن نغلق باب التفكير في تحصيل موارد جديدة و بأقل كلف ما دام باب الأفكار الإبداعية مفتوح و فيه تقدير لأصحاب هذه الأفكار.

و هنا يحضرني مثال حي ، ان احد الاشخاص الذين أعرفهم جيدا ، في لقائه مع فريق وزاري قابله قبل مدة لاختيار منصب قيادي لاحد المؤسسات ، و سؤالهم له ماذا يمكن أن تقدم في حال اختيارك ؟ ، طرح أفكارا عليهم من ضمنها رفد خزينة الدولة بما يقارب( ٢٠٠ مليون دينار ) سنوي من خلال أفكار جديدة لاستثمارات اقتصادية و حل مشكلة البطالة لمعظم خريجي أحد القطاعات العلمية الواعدة من خلال أفكار قابلة للتطبيق ، و لكن فيما يبدو لم تكن أفكاره مناسبة للمرحلة الحالية ، لذلك لم يحالفه الحظ .

اتمنى ان ندرك أهمية التغيير الإيجابي في حياتنا، فليس كل ما تعودنا عليه من سلوكيات او ثقافات هو المناسب لحياتنا ، فالعالم كله يتجه اليوم إلى الإنتاج و يتنافس في تقديم المنتج ذي الجودة العالية، و هذا التفوق لا يتحقق إلا بمؤسسات ذات رؤى واضحة و قدرات بشرية متعلمة و مخلصة لا تعرف سوى تحقيق المصلحة العليا التي من خلالها سيتمتع الجميع بفرص متساوية و حياة أفضل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :