facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ليبرالية في الشكل فساد في المضمون


طاهر العدوان
04-11-2009 02:31 AM

كثير من مفاهيم وشعارات مدّعي الليبرالية الجديدة تهاوى واندثر مع السقوط المشين في الازمة الاقتصادية العالمية. ما بقي منها من مظاهر في المنطقة هو (مسارح الثرثرة المتأنقة). فمن مؤتمرات الاحزاب الحاكمة الى الندوات السياسية والاعلامية والاقتصادية يُسْتخدم ديكور واحد. جمهور مندهش يراقب 4 او 5 اشخاص يجلسون امامهم في المسرح على مقاعد مريحة واضعين قدما فوق اخرى وسماعات للترجمة او لشيء اخر على آذانهم, وحيث يسرد كل منهم خبرته وحكمته ووصاياه على من دُعي للاستماع اليه, حول قضايا ديمقراطية, اعلامية, اقتصادية!!

عادة يُنتقى هؤلاء المحاضرون من خريجي جامعات امريكية واوروبية, وعادة ما يتحدثون باللغة الاجنبية, رغم ان جمهورهم عربي, وذكر لي صديق انه حضر مؤتمرا ثقافيا تربويا في البحرين في عام ,2008 وكان جميع المحاضرين على المسرح عربا ما عدا استاذ من جامعة اكسفورد, كلهم تحدثوا باللغة الانجليزية باستثناء البريطاني الذي تحدث باللغة العربية.

لو بحثنا في اصول هذه الظاهرة نجد انها ولدت مع مؤتمرات دافوس, سواء السويسرية, او دافوس البحر الميت, او دافوس شرم الشيخ. وهي مرتبطة بمناخ ازدهار شعارات مدّعي الليبرالية التي لم تجلب للعباد والبلاد على هذه الكرة الارضية غير ازمة اقتصادية مستفحلة ظهر فيها ان (النصب والاحتيال والخداع والفساد والتضليل) جزء اساسي من قيمها التي افرزت نصابا مثل اليهودي الامريكي مادوف الذي بلغ رصيد احتيالاته 50 مليار دولار.

من الخطأ اهمال الظاهرة بدون العودة بين وقت وآخر لدراستها ومحاولة استخلاص العبر منها, ومن باب المحاولة اسجل ما يلي:

1- ولع مدّعي الليبرالية الجدد, ومن يمُثلهم على الكراسي في المسرح بالشعارات البراقة وصك هذه الشعارات جزء من اللعبة مثل شعار »شرق اوسط جديد« و »عراق جديد« و »سلام اقتصادي« و »قرية عالمية« الى آخره. والقاسم المشترك لهذه الشعارات انها بلا رصيد.

2- اصرار مدّعي الليبرالية ومن يمثلهم على المسرح البقاء على خشبته وعدم وضع اقدامهم على ارض الواقع حيث تغرق الشعوب بمشاكل الفقر والبطالة والفساد. انها مجموعات طفيلية متضامنة عبر الحدود يجمعها الفساد والرغبة بالثراء السريع ولا علاقة لها بقضايا الشعوب.

3- الاكتشاف, بان اكثرهم - من خريجي الجامعات الغربية في اعرق الديمقراطيات - لكن بعضهم يعود الى بلاده بعقلية تتجاهل الحريات العامة, وتحتقر حرية الرأي بالنظر الى الناس كجهلة لا يعرفون كيف يشاركون في بناء مستقبلهم, بينما هم وحدهم يمتلكون المعرفة والحق في الفعل والقول وبما يخالف مفاهيم وقيم الديمقراطية. واذكر مقولة لصديق استغرب فيها من ميل المسؤولين من خريجي الجامعات الاوروبية والامريكية الى معاداة الديمقراطية فيما يشجعها خريجو جامعات بغداد ودمشق والقاهرة.

4- ان فشلهم في صناعة الحرية والديمقراطية لا يقل عن فشلهم في ميادين المال والاقتصاد الوطني. وهنا اكتفي باقتباس رأي المفكر التونسي مصطفى الفيلالي الذي يقول فيه "اذا تخرج الطالب من جامعة غربية يتخرج بتفكير مبني على مرجعية غربية, والمرجعية ليست بريئة, تفكيره ليبرالي, يؤمن باقتصاد السوق بكل ما يقتضيه من تحجيم للقوى العاملة وتسريح لها, من منطق الربح وتقديس حرية التجارة, وان كان فيها افراط وتفريط".

واضيف بان اخطر انواع الافراط والتفريط تعميم الفساد كقيمة عمل في عالم عربي يحتاج الى توفير 85 مليون فرصة عمل جديدة والى محو امية 65 مليونا آخرين.0

taher.odwan@alarabalyawm.net





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :