عمون- حذر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين في الشرق الأدنى (الأونروا) بيير كرينبول من الحملة «غير المسبوقة» التي تستهدف الوكالة حاليا والمستمرة منذ (18) شهرا لنزع الشرعية عن الوكالة وعن قضية اللاجئين الفلسطينيين سواء من خلال التشكيك بأساس مهام ولايتها أو بتعريف أولئك الذين تقوم على خدمتهم.

ولفت الى الوسائل والسبل التي تم توظيفها في هذه الحملة، مشددا على» أنه لم ير هذا الاستهداف الشرس من قبل أي منظمة إنسانية لإنكار حقوق مجتمع اللاجئين بأكمله».
وبين إن الوقوف مع( الأونروا ) ومع خدماتها في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وغزة وسوريا ولبنان والأردن «يعد أمرا أساسيا ليس فقط من أجل التنمية البشرية للاجئي فلسطين بل وأيضا من أجل المحافظة على الاستقرار الإقليمي».

وأضاف كرينبول ، إن التحريف الأكبر على الإطلاق» هو تكرار القول أن اللاجئين الفلسطينيين هم اللاجئون الوحيدون في العالم الذين تعتبر ذريتهم من اللاجئين، وبموجب أحكام القانون الدولي ومبدأ وحدة العائلة يعتبر أطفال وأبناء أي لاجئين سواء كانوا أفغانا أو صوماليين أو كونغوليين، لاجئين تقدم لهم المساعدة من الأمم المتحدة، فهذا أمر لا يقتصر على الفلسطينيين».
وطالب كرينبول بضمان نفس الدعم للوكالة في عام 2019، كما حدث العام الماضي وأن يحظى مسار الوكالة في السنوات القادمة بالحماية الملائمة، مشيرا إلى أن ميزانية( الأونروا ) بلغت 1.2 مليار دولار لكل أنشطتها، وقد قلصت العجز في التمويل من 211 إلى 120 مليون دولار.
جاء ذلك خلال مخاطبته الجلسة ألـ 152 لمجلس وزراء الخارجية العرب، حيث سلط كرينبول الضوء على أن عمل الوكالة « لا يزال حيويا كما كان»، وخصوصا طالما أن هنالك غيابا لحل عادل ودائم لمحنة لاجئي فلسطين.
وقدم كرينبول الشكر للدول الأعضاء في جامعة الدول العربية على دعمهم ودعاهم لإظهار نفس المستوى من الالتزام تجاه الدفاع عن( الأونروا) كما كان الحال في السنوات السابقة، وخصوصا في الفترة التي تسبق تجديد ولاية الوكالة.
وكشف كرينبول عن تقديمه طلبا عاجلا للدول العربية لمواصلة دعمها المالي والسياسي للاجئي فلسطين ولعمل ودور الوكالة.
وبحسب بيان صحافي أصدرته الوكالة فان كرينبول كان قد عقد اجتماعات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية د. أحمد أبو الغيط في القاهرة ومع وزراء خارجية مصر وفلسطين والعراق وقطر، وذلك بالإضافة إلى نائب وزير خارجية الكويت، حيث أوضح أبو الغيط بأن ( الاونروا) «تواجه تحديات سياسية جمة»، داعيا كافة الدول الأعضاء إلى حماية تمويل ( الاونروا) وإلى ضمان تجديد سلس لمهام ولاية الوكالة».
وعبر كرينبول عن شكره وامتنانه وامتنان الوكالة لأعضاء جامعة الدول العربية على دعمهم الممتاز الذي قدموه في 2018 التي كانت السنة الأشد تحديا على الوكالة من الناحية المالية منذ أن تم تأسيس( الأونروا ) في العام 1949، وقام بتذكيرهم بأن الأزمة» لم تنتهي بعد وأن طبيعتها ليست مالية فحسب».
وبموازنة سنوية تبلغ (1.2) مليار دولار، فإن( الأونروا )مكلفة بمهمة تقديم الخدمة لما مجموعه (5.4) مليون لاجئ من فلسطين مسجلين لدى الوكالة وذلك من خلال خدماتها التعليمية والصحية والاجتماعية وخدمات الحماية في خمسة أقاليم للعمليات.
وفي الأسبوع المنصرم ، فتحت 709 مدارس تديرها الوكالة أبوابها للعام الدراسي الجديد لاستقبال أكثر من (530) ألف فتاة وصبي في المنطقة. وفي عام 2018، تم تقديم أكثر من ثمانية ملايين استشارة طبية في 143 مركزا صحيا تابعا للوكالة . (الدستور)