facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أزمة منتصف العمر


رنا شاور
23-05-2007 03:00 AM

من الطبيعي أن يحلم الإنسان وهو صغير أنه حين يكبر سيحقق كل أمنياته، وهكذا يصبح كل يوم بمثابة طموح متزايد تغلفه الثقة على تحقيق كل الأحلام الذهبية، ليغيب عن بالنا أن الحياة أقسى وأصعب بكثير من استطاعتنا تجسيد خيالاتنا إلى واقع. وبما أن الأحلام هي المعين الأول لاستمرارية الإنسان أمام وعورة الحياة، نبقى نؤجل أحلامنا التي لم تتحقق إلى أن نصل منتصف العمر ويلفنا القلق بأن ما تبقى لنا من سنين لن يتيح تحقيق شيء، فيضيع الأمل في زحام مشاكل الأسرة والأبناء متزامنا مع تزايد الشعور بالوحدة وظهور علامات ترهل البطن والصلع والسكري والضغط لتبدأ بعدها علامات تمر بالكثير من الرجال تحديدا وهي أزمة منتصف العمر.ومن ناحية ثانية فهناك من ينهمك منذ بداية شبابه بأعماله ونجاحاته ومكاسبه منصرفا عن فورة الشباب إلى حياة أكثر عملية وجدية، حتى إذا ما استقر مهنيا وماليا تطلع حوله وتذكر شبابه الضائع وبدأ يبحث عن التعويض.

حين يبدأ الرجل بنبش أوراقه والتساؤل عن صحة اختياراته يمر بهزة من المشاعر المحبطة فتراه يزهق من عمله وروتين حياته وبيته وزوجته ويعيد حساباته خوفا من أن تدركه الكهولة، فيصاب بالضياع بين آمال الشباب وقناعة الشيخوخة.

يعتقد خبراء السلوك الإنساني أنها مرحلة من عدم الاستقرار تظهر حين تبدأ علامات الشباب بالخفوت وقد تمتد من ثلاث إلى عشر سنين، وهي كذلك تصيب المرأة إلا أن علاماتها لا تظهر بوضوح كما الرجل الذي يعمد إلى التمسك بتلابيب الشباب عن طريق وأد الخصلات البيضاء في شعره تارة وتجديد مشاعره بنزوة عابرة أو زوجة جديدة تارة أخرى أو الخروج الدائم مع الأصدقاء والسفر غير المبرر.

لكن الكثير من الرجال يتجاوز هذه الهزة دون خسائر إذا ما وجدوا زوجة متفهمة لمتطلبات المرحلة التي تحيل الرجل إلى آخر بسلوكيات ومتطلبات طفل أو مراهق، فهو أشد ما يكون إلى المعاملة برفق ودبلوماسية وأن يشعر أنه ما زال شخصا مرغوبا فيه لتنتهي الفترة العاصفة بقناعات جديدة تتبلور فيها وجهة نظر مختلفة وناضجة لا ينقصها القناعة والرضا بالحياة والإحساس بقيمة العائلة أكثر بكثير من السابق.

المبالغة في الطموحات أو المبالغة في الانهماك بالأعمال بالإضافة إلى روتينية الحياة أسباب رئيسية لعاصفة منتصف العمر، لكن يبقى السبب الأقوى هو ذاك الانفصال العاطفي بين الأزواج والذي يخيم بصمت على الكثير من البيوت الزوجية وهو ما سأفرد له مقالة لاحقاً. إلى اللقاء.

ranaframe@yahoo.com www.maktoobblog.com/shawar2








  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :