facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحكومات وإرث عنق الزجاجة


أ.د. اسماعيل الزيود
27-09-2019 07:27 PM

يبقى الأمل دوما سبيل للقفز فوق التحديات ويبقى التطلع للغد بالثقة بأن القادم أفضل أيضا أمر وجاهيا يمنحك قوة الثبات بأن الأوطان تبنى بالوعي بحقيقة الواقع الذي نقف عليه وبأمر المستقبل الذي نطوقه بالأمل أكثر من عناصر اليأس رغم ما يقال بأن القادم أشد صعوبة وأكثر مرارة.

عودتنا الحكومات المتلاحقة دوماً بأن هناك إجراءات وإصلاحات اقتصادية لا تستطيع تنفيذها ولا يمكنها وحدها من المضي بها دون العودة للمواطن كشريك أساسي في الإصلاح، لكنه يبدو أن ثمة فهما غير دقيق لماهية هذه الشراكة والتي من المفروض أن تحقق العدالة والكرامة أولا ولا تذهب بالمواطن تجاه الإرهاق بمعنى التحمل وفقا لظروف محددة يراعى في ذلك حجم التضخم والغلاء والارتفاع في كافة مناحي الحياة في ذاك السياق فإن الرواتب في حالة ثبات ولم يلحقها أي نوع من المراجعة وإعادة الهيكلة وفقا للظروف الاقتصادية وموجة الغلاء العالمية.

لا شك بأن برامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي التي تنفذها الدولة والتي أيضا يكون فيها لصندوق النقد والبنك الدولي دور في تقديم النصح والمشورة المبنية على دراسات للواقع الاقتصادي والاجتماعي لدول العالم النامي والثالث، ولكن يجب في الوقت نفسه يجب القول إن أكثر ما يمكن أن تصف بها حال الحكومات الثلاثة الأخيرة أو أكثر ما يميزها وبالرجوع لإنجازاتها أنها جاءت أشبه بحكومات تسيير أعمال وكأنها جاءت وباعتقادها أنها راحلة خلال شهور بالرغم من أن هذه الحكومات هي الأكثر عمرا خلال العشرين سنة.
إلا أنه في ذات السياق فلو راجعنا بعمق ماهية وحجم الإنجاز التراكمية لهذا الحكومات لوجدتها متواضعة أو يمكن القول بأن الإخفاقات فاقت الإنجازات.
فلا إنجاز واحد بتلك الأهمية الاقتصادية أو السياسة الكبيرة الذي يدفع بالأردنيين للحديث والتفاخر به على أرض الواقع ولا مشاريع مهمة يعتد بها حتى اليوم.

نعم عنق الزجاجة هو ذلك القاسم المشرك لهذه الحكومات المتتابعة والوعود بالخروج من عنق الزجاجة بانتهاج سياسات إصلاح اقتصادية تنتهج الرفع المتكرر وقلنا وقتها لا ضير فمصلحة الأردن هي الأهم واستقرار البلاد يعنينا جميعا فأذعنا للقرارات الاقتصادية المتوالية لهذه الحكومات على أمل بأن الإنفراج قريب وعلى أمل بأن ما ندفعه من جيوبنا سيسهم في إعادة التوازن والاستقرار للوضع الاقتصادي واستقرار الدين العام إلا أننا نتفاجأ في كل مرة وكلما دق الكوز بالجرة أن الحلول تكمن في جيب المواطن وإن عنق الزجاجة يزداد ابتلاعا ولا أمل بالخروج منه وقد وجدت هذه الحكومات من عنق الزجاجة متنفسا لها وتضييقا به على جيب وحياة المواطن.
لقد كان من الأولى أن يكون عنق الزجاجة ناقوس خطر لوضع استراتيجيات حقيقية واقعية لا تتغير أو تتبدل بتبدل أو تغير الحكومات خطة وخارطة طريق تقفز قدر الإمكان على جيوب المواطنين وبإصلاح يليق أن يكون اقتصادي حقيقي يوجد المشاريع المهمة للخروج من أزمة وإرث عنق الزجاجة التاريخي.

لنتحدث من الواقع وفي الحقيقة ولنعترف بمكامن الألم والوجع والذي تراكم بتغير الحكومات وإطلاق الوعود وبناء الأمل والذي يكلل بإخفاقات لا تحتاج للنبش لاكتشاف آثارها التدميرية حيث لم تأتي أزمة المعلمين إلا لتحرح الماء الآسن فهي ليست لب المشكلة وأن تعاطف الشارع مع المعلم واضح أسبابه فلديه رواسب عميقة متراكمة وأن إضراب المعلمين ليس المحرك الأساسي ولا هو بيت القصيد بل جاءت هذه الأزمة في ظروف احتقان عامة للمواطن الذي ارهقته سياسة الحكومات المتابعة والتي خلقت لنا عنوانا مهما لاستراتيجاتها إنطلق باصطلاح أخذ المعنى التوصيفي السياسي وهو "عنق الزجاجة" وآلية الخروج والشفاء من هذا الداء الذي أصبح أقرب بمرض عضال يفتك بالأمة ولا يوجد من يقدم الوصفة والعلاج رغم وجوده إلا أنه ليس بمقدور الجميع الحصول عليه نعم هنا مربط الفرس وهنا تكمن القصة ومن هنا تبدأ الحلول.

لنسمي الأمور بمسمياتها ليس كل من هو مع الطالب هو بالضرورة ضد المعلم أبدا وفي ذات السياق فليس كل من يكتب باندفاع للمعلم هو مع المعلم ومتبنيا لقيته وحدها بل أن الغالبية العظمى ممن التقوا على وفاق وأحقية مطالب المعلمين كانوا حقيقة يتحدثوا من آلام ظروفهم العامة وتحمل شكواهم وكتاباتهم التذمر الكبير من نهج الإدارة العامة المتردي والذي كأنه يسير دون أي توجيه أو دراسة.

الحقيقة الغائبة التي يجب أن لا تخفى على أحد هي الحقيقة غير المكتوبة أو تلك التي يحاول كثيرين إيصالها وإظهارها بكتابات تارة صريحة وتارة أخرى على خجل أو استحياء بدافع الخوف على الوطن رغم شدة الألم
وبانتهاح طرق أخرى معينة بهدف إيصال رسالة واضحة عنوانها لا بد من الخروج من عنق الزجاجة ولابد أن يكون المواطن هذه المرة بعيدا لا بل يجب أن يكون المستفيد الأول بعد تلك الوعود التي استمرت لعقود ولحكومات متتابعة.

نعم جاءت مطالب المعلمين وإختيارهم الإضراب أسلوبا للحصول على ما يريدون وركب كثيرين الموج خلال تأييد مطالب المعلمين للتعبير عن موقفهم من النهج الذي تسلكه الحكومة للإدارة العامة وهو الذي لا يكاد يخفى على أحد.
لا شك بأن الرسالة المهمة التي يحاول الشارع إيصالها اليوم هي عجز الحكومة عن القيام بواجباتها حيال كثير من الملفات قد نسميها في قمة الأولويات.
وبقي أن أقول أن هذه الحكومات قد أخذت فرصتها حقا كاملة مكتملة وأخذت من الوقت والزمان وبإخفاقات واضحة أرهقت المواطن الذي رضي في بداية الأمر لاعتبارات الخروج من عنق الزجاجة ولكنه أكتشف إن هذا العنق ممتد وهو إرث بتوصيف سياسي تقاسمته حكومات ملاحقة ودفع الثمن الأكبر له المواطن لا غيره.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :