facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الكلام من فضّة والصمت من ألماس


أ.د.محمد طالب عبيدات
02-10-2019 12:39 AM

الصمت في معظم الأحيان أبلغ من الكلام، وإذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب والصمت من ألماس وربما من أكثر، وفي هذا الزمان زمان "كُثرة القيل والقال" وفقدان منظومة القيم فالكيّس مَنْ حَفِظ لسانه "فليقل خيراً أو ليصمت":

1. لا تخصصية في هذا الزمان فالكل أبو العُرّيف ويتحدّث بالسياسة والإقتصاد والإجتماع والطب والهندسة وكل شيء، والسبب ليس توفّر المعرفة أو المعلومة أو مَلَكَة الكتابة بل حبّ الكلام والحديث والجدل البيزنطي أنّى كان وفي أي وقت ومجلس.

2. الغيبة والنميمة والنفاق والكذب وشهادة الزور والأنانية والكراهية صفات منتشرة في هذا الزمان، والسبب نقص الإيمان عند النمّامين والمُستغيبين والمنافقين والكذّابين وشاهدي الزور.

3. بسبب تردّي منظومة القيم، أصبح الناس شاكرين للصامتين إزاء مَنْ يتحدّثوا عنّهم بالسوء، لأن ذلك ببساطة أفضل من أن يخوضوا مع الخائضين للحديث بالسوء نفسه.

4. الساكت عن الحق شيطان أخرس، فَمِن المُعيب والظلم واللاأخلاقية أن لا يُنصِف أحدنا الآخر بغيابه أو أن يشهد الزور والبهتان.

5. المٌستغيبون والنمّامون وشاهدو الزور يُحَمَّلون السيئات لتصبح حسنات لصالح المُستغابين والمُستنَمين، ولهذا فإن قالوا الخير تجاههم كسبوا الحسنات وإن صَمَتوا يخرجون مُتعادلين فلا يخسرون ولا يكسبون.

6. المجالس مدارس، وسلوكياتنا تنعكس على مَنْ نُجالس، فلنقل الخير أو لنصمت، ولنقل الحق بشجاعة حتى ولو أغضب أيّ كان، فالحق لا ينتصر إلّا بمنازعة الباطل.

7. مطلوب في هذا الزمان الذي بات فيه الحليم حيران أن نميّز بين الصراحة والوقاحة وبين الحق والباطل وبين الألماس والحديد وبين الحرية المسؤولة والفوضى على الغارب وبين المصالح العامة والشخصية وبين الغثّ من السمين وبين المسؤول ومُصرّف الأعمال والقائمة تطول.

بصراحة: بتنا نمتدح مَنْ لا يسُبّنا في هذا الزمان حتى وإن كان يعلم الحقائق ولا يتحدث بها أو يعلم ما بنا من خير، لأن ذلك خير من أن يسبّنا، والمطلوب تصويب السلوكيات لقول الحق أو للصمت فذلك أضعف الإيمان؛ فإذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب والصمت من ألماس.

صباح الأخلاقيات والخير





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :