facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ثقافة العيب تهدر الطاقات وتبدد موارد الوطن


09-10-2019 11:18 AM

عمون – محمد الخوالدة - إذا صحت الارقام التي تقول ان تحويلات العمالة الوافدة في الاردن الى بلدانهم تبلغ زهاء ملياري دينار سنويا حتى وان قل هذا الرقم ، فالحديث هنا عن مشكلة وطنية ، لابد وان تجهد الجهات الرسمية والاهلية ذات العلاقة للوقوف على دواعيها وتخير الاطر الملائمة لمعالجتها لوقف هذا النزف المفزع للمال الوطني العام ، وبما يقارب ثلث موازنة المملكة.

يسأل مواطنون هل يعود عزوف شبابنا عن العمل الذي يقبل عليه العمال الوافدون الى ما يعرف بثقافة العيب التي لازال شبابنا متعلمين وحتى انصاف متعلمين ، بل وربما بالكاد لبعضهم اجادة كتابة اسمائهم يتمترسون خلفها لتبقيهم تركة ثقيلة الوطىء على وطنهم وناسهم ، ان كان الامر كذلك يضيف المواطنون فظاهرة تستدعي تاملا وعلاجا .

وهنا سرد احد المواطنين ل"عمون" ان شابا مصري الجنسية ، يشتغل منذ قدومه للاردن قبل زهاء سبع سنوات عامل نظافة في احدى بلديات محافظة الكرك ، ورغم انه خريج معهد جامعي وينتظر دوره في "القوى العاملة" للتعيين بوظيفة حكومية في بلده ، فان تعليمه العالي لم يمنعه من العمل الذي يعتبره شبابنا مخطئين دونية لايرتضونها .

يقول هذا الشاب وفق من سرد حكايته ان العمل ليس عيبا طالما هو كسب بالحلال ، وساستمر بعملي الحالي كما قال الى ان استدعى للتعيين في بلدي ، ويضيف انه لايكتفي بالراتب الذي يتقاضاه من البلدية والبالغ حوالي (250) دينارا ، بل يعمل خارج اوقات دوامه بتشذيب الحدائق المنزلية وبغسل السجاد وغير ذلك من اعمال نظافة يطلبها ارباب المنازل .

يضيف الشاب الوافد اياه انه خلال السنوات السبع التي مضت على وجوده في الاردن استطاع ان يجمع مالا وفيرا بحسبة بلده مكنه على حد قوله من شراء اربعة افدنة ارض اقام عليها مزرعة يباشر العمل فيها والدته واشقاء له ، اضافة الى قيامه بتوسيع منزل الاسرة ببناء طابق ثان وفرشه باثات فاخر .

ومثل عامل النظافة الوافد هذا فثمة عمال وافدين كثر يعملون في مجالات متعددة تكسبهم دخلا مجزيا ، في الانشاءات وفي خدمة المحال التجارية وغسل السيارات والمطاعم وسواها ، ناهيك عن مئات يعملون بمهن حرفية مختلفة ، وخاصة في صالونات الحلاقة والمخابز ومحال القصابة.

ياتي هذا براي مواطنين في وقت يشكو فيه شبابنا البطالة ، فالمتعلم ونصف المتعلم يبحث عن وظيفة قد لاتاتي ، وان اتت فلاتسمن اوتغني من جوع ، اما غير المتعلمين فلا مبرربقناعة مواطنين لشكواهم غير ثقافة العيب وكسلهم وخمولهم ، والمحصلة بحسب المواطنين ان يظل هؤلاء واولئك عالة على اسرهم وعلى مجتمعهم ، وقد يخرج بعضهم عن جادة الصواب فيباشر تصرفات تضره وتؤذي المجتمع بشكل عام .

وفي تقدير مواطنين فان ترسخ ثقافة العيب لدى ناشئتنا يطرح تساؤلات ، اولها ، هل الحالة ناتجة عن شكلية مراكز التدريب المهني فلا تطرح مايكفي من المجالات التدريبية التي يحتاجها السوق فعليا ، ام ان محدودية جدوى مخرجات تلك المراكز متسببة عن عدم رغبة خريجيها بالعمل الحرفي واليدوي ، وهنا خلل سلوكي وثقافي تتحمل مسؤوليته الاسرة وغيرها من هيئات المجتمع المدني التي تركز في ما تقيمه من فعاليات على امور لاترتبط بحاجات مجتمعها الاساسية وفي مقدمتها ثقافة العيب اكبر معطل لطاقات شبابنا ، والاشد اضرارا بموارد الوطن المالية .

اما السؤال الثاني بحسب المواطنين فيقول ، هل صحيح مايشكو منه الشباب الراغبين بممارسة العمل الحرفي واليدوي من حيث تجبرارباب العمل وسؤ معاملتهم وتدني مايدفعونه من اجور وباقل من الحد الادنى احيانا ، فان كانت الشكوى صحيحة يقول مواطنون فلماذا لاتتابع وزارة العمل الامر وتعمل على تصويبه ، ام ان همها تحصيل مايمكن من مال كعوائد لرسوم تصاريح العمل من الوافدين .

ولمحاربة ثقافة العيب فيدعوا مواطنون الى تضمين التحفيز على ممارسة العمل الحرفي واليدوي في مناهجنا المدرسية وحتى الجامعية ، وان يكون ذلك ايضا متضمنا في خطب المساجد ، وجزءا اساسيا من مهام المعنيين بالوعظ والارشاد الديني لدى وزارة الاوقاف ، انسجاما مع منطوق الشريعة الاسلامية الى تقدس العمل الحرفي واليدوي الذي كان مهنة لبعض انبياء الله عليهم السلام.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :