facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لماذا الإنسان العربي عموما محتقر


16-11-2009 11:36 PM

أتعلمون لماذا الإنسان العربي في بلده عموما محتقر ، وضعيف ، و إهانته أسهل من التنفس عن طريق الأنف ، والاعتداء عليه أسهل من التنفيس من سبيل آخر ،، السبب بسيط : لأن المسؤولين عنه يريدون ذلك فحسب ، فخلقوا الطبقية ، وزرعوا التنافس بين رعاياهم دون عدالة ، وربطوا الانتماء بالولاء .

في الوقت الذي كان آلاف العراقيين والعرب ومثلهم المسلمين في أنحاء العالم يتساقطون أمام القذائف الأمريكية ورصاص مرتزقة بلاك ووتر في عام 2004، كان بوش يذرف الدموع على كلبته "سبوت " وينعاها للأمة الأمريكية التي نفقت ، ثم يقام لها مراسم دفن رسمي في مزرعته بتكساس وتقبل العزّاء بها بحضور كبار السياسيين والقادة العسكريين ، وأرسل أكثر من رئيس دولة ومسؤول عالمي برقيات تعزية له بوفاة فقيدته الغالية .

عندما يقوم رئيس أكبر قوة في العالم من واشنطن ليقول ان مهمتي هي "حماية أبناء " الأمة الأمريكية ، وعندما يتفاخر الرئيس الفرنسي بأنه لا يجد ضيرا من أن يساند أي قانون يضمن "حماية الدولة" وفكرتها الأساسية ، وحينما لا يجد رئيس وزراء ايطاليا " الصايع " بمفهومنا من أن يكسر قواعد البروتوكول الرسمي ، حين يتجاهل موعدا رسميا مضروبا منذ أشهر مع زعيم دولة ، من أجل حضور حفل خاص مع شيخ جاء فجأة الى بلاده ، فلنا ان نبحث عن السبب لنجد ان الضيف الطارئ كان يحمل حزمة من الإغراءات التي تحتاجها روما وهي الغاز والودائع البنكية .

وحينما تضحي حكومة تل أبيب برهانها مع العالم الغربي بسمعتها الديمقراطية ، و ورواية حماية حقوق المدنيين ، والترويج لكيانها بأنها دولة السلام وان هدفها حماية "شعبها " ، وبعد ذلك تشن حربا لا تشبهها حرب على مدنيين عزل ، ثم تقايض مجموعة من السجينات ثم السجناء العرب لديها مقابل إثبات مادي على أن " أحد جنودها " لا يزال على قيد الحياة ، وأعني " شاليط " ، لتطمئن انه لا يزال في قبضة أهل الأرض وأهل الحق ومحاربي غزة .. كل ذلك يجعلك ترى كم هو الإنسان العربي رخيص ، بل هو لا يرتقي الى مستوى بهيمة ، قد يحتاجها رجل راجل في الصحراء ، أو " كلب " أكرمكم الله يحبه البعض كحب أبناءه أو أكثر حبا ، ومع الإعتذار الشديد لهذا الوصف ، ولنا في كلبة سيد الليبراليين والمحافظيهم الجدد " بوش الأبن " أدق المثل .

ما قرأتموه أعلاه ، أرموه في البحر .. ولكن لنسأل لماذا دائما العربي رخيص الثمن ورخيص الدم ومسلوب الإرادة والقرار ؟!

لا شك إن نظرية التغير والتغيير هي إحدى النظريات الثابتة في هذا الكون ، حتى ان النفس البشرية يتغير مزاجها كل حين ، ولكن الضوابط التي تحكم أي تغيير باتت من الضرورات التي تحتم على المرء أن يأخذ بها ، ومن أهم ضوابط التغيير هو ضابط المصلحة العامة للوطن والمواطنين ، وهذا للأسف أحد المفقودات التي لم يتم العثور عليها نظرا لعدم اهتمام القائمين على أمور الخلق بحماية المصلحة العامة .. بل ان مصالحهم الخاصة هي في المقام الأول .

لذلك وما دامت هناك أكذوبة كاد إن يؤمن الإنسان العربي بها وهي نسبة نجاح في استفتاء الدولة أو رئاسة الدولة بلغت 99 وخانة رقمية بعد الفاصلة بالمئة فلن تنبت شجرة الكرامة للشعوب ، لأن أول دليل على وجود كرامة للمواطن هو أن يكون رئيسه صادقا معه ، متحسسا وجعه ، مستعدا لأن يضحي بكرسي عرشه في سبيل كرامة شعبه ، وسيادة بلده ، و استقلال القرار الوطني ، ثم تبدأ بعد ذلك متوالية الدلائل التي تجعل من العلاقة بين الرئيس والمرؤوس علاقة تبنى على الاحترام أولا ثم تتعمق أكثر ، وقد يكون الحب والعشق من أساسيات العلاقة فيما بعد .. أما ان تفرض الزعامات والحكومات محبتها على شعوبها بالهراوات ، فذلك يخلق جوا من الابتسامات الحاقدة ، والنظرات الناقدة ، يحسبها المراقب المغفل ابتسامة عاشق ونظرة مغازل

أذا ماذا نستخلص .. إذا كانت الدولة والزعامة السياسية تنظر الى المواطن على أنه أبن للوطن فإنها مهما غضبت منه على فعل ما لا يجرمه بدم أو فساد أو خيانة عظمى ، فإنها تعاقبه بعقاب رادع كي يستقيم من حاد عن الطريق القويم ، ولكنها لا تقسوا عليه فتقتله ، فحينها تسقط الدولة في شبهة الدولة المستعمرة وقوتها هي قوة إذلال لا قوة آمنة .. في المقابل فإن المواطن الذي يستسهل قتل أخيه المواطن أو سرقة ماله ، أو ترويع أمنه ، أو الاعتداء على المرفق العام فإنه خارج من ملة الشعب ، ويجب نفيه في غياهب السجون او الأمصار ، بعد تضمينه جميع الخسائر التي تسبب بها .

لذلك آن للشعوب أن تحرق كل كتب التربية الكاذبة التي سوقتها السلطة عبر السنين بين النشء والدارسين ، وان يعاد صياغة مفاهيم الدولة والسلطة والقانون والسيادة وحقوق المواطن الأصلية والمكتسبة ، وان يتعرف الأمي قبل الأستاذ على حقوقه وواجباته ، فلا يضيع حقه ولا يبخل بواجباته ، حينها فقط سيحترمنا الرئيس ، حينها فقط سيحبنا حقا المرئوس دون خوف أو نفاق .. حينها سينظر لنا "العالم الحر " بكل احترام وتقدير ، لأنه سيجد من يقول لهم .. إياكم وحقوق شعبي ، سأموت قبل أن أضحي بأي حق لهم!

Royal430@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :