facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لاعب جديد وحكم يصفر


ماجدة ابوطير
17-11-2009 07:33 PM

عندما قرأت خبر استدعاء السفير الجزائري من قبل الخارجية المصرية، وتذكرت ان هذا الاستدعاء قائم على لعبة كرة قدم، توقفت لوهلة وانا افكر بتفاصيل الخبر، فحين ترى ان كل هذه التجهيزات والاجراءات قائمة على لعبة كرة قدم تظن ان هذا الفوز فوز مفصلي يتنافسون من خلاله على استرجاع الاراضي المفقودة، فالذي يقرأ الخبر ويتمعن بتفاصيله يجزم بان هذه التجهيزات استعداد لحرب و هي حرب بحد ذاتها،انني لا انكر اهمية ان تتابع الخارجية سلامة مواطنيها ولكن في بعض الحالات يكون تدخل الخارجية ترسيخا للمشكلة وتعميقها .


فحين يظهر الجزائريون استعدادهم لاستخدام طائرات الجيش لنقل المشجعين، يكمن هنا اللغز، فاستخدام هذه الطائرات لا ينم عن نقص الطائرات لديهم بل ان هذه الطائرات هي جزء من الجيش وبالتالي تحمل الصبغة العسكرية واستخدامهم هذا النوع من الطائرات لم يات دون تأن لانتقائها، وكانهم يريدون ايصال رسالة بان هذه اللعبة لم تعد لعبة كرة قدم، بل الامر يتعدى ذلك ويقومون بارسال مئتي طبيب وعناصر من الدفاع المدني والشرطة الى السودان للتكفل بـ10 آلاف مشجع جزائري بدأوا يتوافدون على الخرطوم لحضور تلك المباراة ، انني لا اعتقد بل انا على يقين بان الامر تعدى كرة صغيرة يلحقون بها، فالخبر الذي نشرته وكالة الانباء ينم عن مدى الغضب الذي يحمله الشعبان، لتصبح كرة القدم الحجة التي استخدمها كلا الشعبين من اجل ايصال رسائله.


ومن جهتها مصر لم تكتف بالوقوف متفرجة، بل عملت على رصد مبلغ قدره ثلاثة ملايين جنيه مصري للاعبين كمكافأة اذا فاز المنتخب المصري على نظيره الجزائري، اليس من الأجدى بنا ان نوفر هذه المبالغ الطائلة للشعوب الممزقة المتكاثفة في منطقتنا؟، اليس من الأجدى ان تستخدم الجزائر تلك الطائرات العسكرية لصد هجومات التي كانت هنا وهناك وما زالت مستمرة ؟، واظهار السودان كدولة مضيفة لم تقصر في حق الجزائريين انما هو لاسماع مصر كيف انها تصرفت، فتم استخدام السودان بالمعادلة ومقارنتها بمصر بالرغم من طبيعة العلاقة السائدة بين مصر والسوادن،والقارئ المتمعن بالنص يدرك بان خبر تجهيزات كل من الدولتين انما هي تجهيزات مقصودة خالية من اي نقاء، هنا نحن العرب نستهلك قوانا وطاقاتنا في قنص اي فرصة من اجل نهش بعضنا البعض ، هذه الجزائر وتلك هي مصر نموذجان اوصلا رسائلهما بابسط الالعاب.

هذه هي قصتنا ندعي باننا مهتمون بما يحصل في اراضينا العربية لنجد انفسنا نلهث وراء لعبة كرة قدم زائفة للتأهل إلى نهائيات كأس العالم، نغوص بدمائنا ونحرق بنياننا كعرب للمنافسة على نهائيات كاس العالم وكأن العالم الاخر مهتم اصلا لما يجري بنا، فكيف لنا ان نصل الى نهائيات وهنالك الاف الضغينة التي تحلق بمنطقتنا فنحن لا نمثل بعضنا، فالفكرة الاساسية من هذه النهائيات بان يشارك في نهائيات كاس العالم من يمثل العرب ويبرهن ان لنا وجودا ومشاركة على الصعيد الدولي، ولكننا لا نعكس اي جزء من هذه الفكرة.


اننا لا نمثل الا انفسنا كافراد فما يجمعنا مظلة الجماعة، ولكننا كوحدات منفصلة نتصرف بشكل فردي ولا نهتم بتلك الجماعة الوهمية التي نناشدها بالمناسبات، ان فازت الجزائر او مصر فالامر سيان فكلامهما حولا لعبة كرة قدم الى لعبة صراع، وبرهنة على مدى القوة التي يحملها كل من الدولتين، هكذا نحن وسنظل هكذا ان لم يات لاعب جديد وحكم يصفر بطريقة مختلفة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :