facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من آخر ما خطه الراحل أبو هلالة: الكتابة وسط رحى الموت وهم فضاء الزمالة


سمير ابو هلالة
19-11-2009 03:37 AM

الكتابة وسط رحى الموت وتشابكت الخطوط وتداخلت الصور وجاءت الحياة كلها مسترسلة كمادة مضغوطة على قرص مدمج وضع من قبل مختص فائق الإبداع في نطاق علم الحاسوب ليست بالمساءلة السهلة والإقدام عليها من قبل من انتهج خط الكتابة الداعمة للدفاع عن الحياة وبعث كل بوارق الأمل فيها.

وسط رحى الموت تأتي الأنفاس بطيئة منهكة والقفص الصدري يتحول إلى صخرة ثقيلة وتشخص العيون وتوشك ان (تتيبس) الأطراف والأوصال والقلب حائر في التعبير عن التوجهات القادمة اليه هل هي المضي قدما في الموت او التمسك بالفسحة الضئيلة المتبقية من الحياة تأتيك رغبة جارفة بالكتابة عن ذلك كله، عن الصراع المحتدم في أعماق، وتتنازعك الرغبات بين تناول قضايا عامة او البوح بالشجون والآمال والآلام الشخصية.

تتذكر انك ولدت من دون ارادتك وانك لم تختر موطنك واسم قبيلتك ولا أفراد أسرتك ولا الفرصة المتاحة لك للتعليم خاصة اذا كنت من أبناء المناطق البعيدة تتجاوز كامل سني الطفولة وبواكير الصبا لأنها هي أيضا صيغة نيابة عنك فتتوقف عند بداية الشباب وتحديدا عند اول اختيار حر لك والمتمثل بالارتباط الحزبي وان لم تكمل السادسة عشرة من العمر في ذلك الوقت.

سريعة الحياة تمضي وتخال رحى الموت ترسم نهايتها باستعجال بعد إحصاء السنوات التي تركت آثارها على الجسد ومكوناته منذ أول فرصة حقيقية للاختيار تتجمع الصور بعد ذلك وتتداخل وجلها من نتاج اختيارك الطوعي وكنتاج للعلاقات التي بنيتها في طور الشباب وتلك التي راكمتها عليها في سن الرجولة المكتملة فتضغط قرصك المدمج المستعاد وذكر رحى الموت يطوف حول ثناياها لتتوقف عند الزمالة التي اخترت سياقها ولم تختر تفاصيلها.

الزمالة مفهوما واصطلاحا وغايات الاستخدام هي غيرها الصداقة وان كانت لدى الرفاق تستخدم للتعبير الضمني عن الفوارق في الموقع النضالي او عدم ارتباط الموصوف بها للتنظيم ولكنها أي الزمالة تستخدم بكثافة في النقابات المهنية والاتحادات والجمعيات وفي مختلف مواقع العمل تجمعك الزمالة برغبة عامة غير مقننة منك بأعداد واسعة من الأشخاص وتتوهم في كثير من الوقت بأنك بالزمالة المهنية أصبحت تملك أفقا رحبا من العلاقة البشرية التي تتبادل فيها المودة والتعاضد والدفاع المشترك عن الحقوق وان لم تخل بأي شكل من الأشكال من التنافس والتطاحن تحت مسببات ودوافع مختلفة.

يتمادى بك الوهم للدرجة التي يجعلك تصدق بان الزمالة يمكن لها ان تحل مكان العلاقات الاجتماعية الأخرى وان تبني عليها قصورا من رمل حتى تدخل بين فكي رحى الموت فتكتشف بان الزمالة غير الصداقة وهي مختلفة تماما عن العلاقات الإنسانية الأخرى ولذلك تحاول النقابات والمؤسسات والهيئات التي تقوم العلاقة بين أفرادها على مفهوم الزمالة من خلال تشكيل لجان اجتماعية إيجاد صيغ أكثر متانة من العلاقة بين الزملاء.


gces@tedata.net.jo

عن الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :