facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خطاب السلطة الطارئة


عيسى أبو جوده
17-10-2019 04:17 AM


للطبيعة فلسفة بريئة في استعادة ذاكرتها من الأرصفة المنهوبة، في هذا المساء تبدو السماء حذرة مشوبة وقد استعدت وأعدت البعض القليل من أدوات بوحها النبيل. إنه المطر ديدبان الذاكرة العامرة بالقسوة، فتراه يسقط تباعا في محاولة بريئة وجريئة لاستعادة ما سقط منا نحن المارة في الطريق إلى ما لسنا نعرف، فتراه ينجح في أحيان قليلة ويكبو في مواضع أخرى كثيرة.

لم أكن أعلم قبل الآن بأن للنوافذ رائحة، إنها تشبه المثول أما حقيقة ما مجافية تترفع عن الحديث فيما قد يقلل من شأنها. أنا لا أقلل من قيمة البرتقال عندما أختار عن طيب قصد أن لا أجرحه وقد فشلت فشلا ذريعا في أن أحرسه.
-إياك والحديث عن جدوى الحديد وأنت لا تملك مسوغا واحدا يعلي من قيمة البعيد-.

للنوافذ كما الأخيلة فلسفة جميلة في استعادة ذاكرتها من الأرصفة المسروقة، فتراها تترك من خلفها وعن طيب خاطر بعض مما ترك الوالدين، حفنة من تراب وباب، يكفيان حتى الآن لكي أقرأ واقفا سيرة الأمس المحتفظ قسرا بتآويل مفردات كنهه الأولى، الأمس الغير قادر على تدبر البعض الكثير من شؤون بيته المنزلية وحيدا.

للشوارع فلسفة حصيفة بسيطة في استعادة أسمائها من الأقبية المنهوبة. في هذا المساء تبدو السماء رمادية مترددة في طريقها صوب المنازل والمعامل وقد استعادت بعض من أدوات بوحها القتيل، فتراها تترك وعن طيب خاطر غيمة عند كل نافذة وباب، قد تتلكأ في أحيان كثيرة فهي لديها دائما ما يشغلها ولكنها لا تنسى بأن تعود، غالبا ما تعود كخاطرة أو كأغنية مهاجرة.

هذا هو الحنين، حنين التخلص من الزوائد المعيقة من أجل اندفاع التجربة صوب ما بات يصفها ويحضنها، إنها الصدارة، واحدة من تجليات إفراد الوقت المتأتى بتتبع الإشارة الحانية وذلك لنأي بالذاكرة عما سواها، شيء يشبه المثول أمام مسوغات نفيها وأنت لا تملك حتى الآن واحدة من متطلبات إفرادها،
-إياك والمساس بأغنيات الأمس البعيد وأنت لا تملك مسوغا واحدا يعلي من قيمة النشيد -.
إنه الحنين، صراع الذات مع الذات على قطعة من مطر وذاكرة، إنه جرأة الوقوف بالنافذة الساقطة هكذا عاريا من خطاب السلطة الطارئة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :