facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بناء الدولة ومكتسبات الاستقلال


طاهر العدوان
25-05-2007 03:00 AM

عادة, تُستقبل مناسبة الاستقلال في الدول العربية بالأناشيد الوطنية والكلمات العاطفية والحماسية, من شعر ونثر, والاردنيون لا يخرجون على هذه القاعدة, غير ان ستة عقود من الاستقلال يسبقها عقدان من ولادة الدولة تكفي لوقفة مراجعة "موضوعية" لما انجز خلال هذه السنوات الطوال.منذ وقوع العراق تحت الاحتلال, ومع اغراق المنطقة بشعارات ادارة بوش عن الديمقراطية, قرأت الكثير وسمعت اكثر من التحليلات في ماهية الدولة العربية, منذ مرحلة الاستقلال الوطني في بداية النصف الثاني من القرن الماضي. مثل هذه التحليلات التي قدمها مفكرون ومثقفون وسياسيون عرب, اشارت الى فشل "الدولة القُطْرية" في بناء "الدولة الوطنية" وقد لمست وجود قراءة مشتركة بين هؤلاء على ان سبب هذا الفشل يرجع الى تدخل العسكريين, عبر الانقلابات, في معظم البلدان العربية, حيث اطاحوا بالانظمة الوطنية الوليدة التي خلفت الاستعمار, واقاموا مكانها انظمة عسكرية وامنية.

كثير من هؤلاء المثقفين والمفكرين والسياسيين العرب ينطلقون من تقييمهم لفشل الدولة القُطْرية من باب تردي حقوق الانسان وغياب الحريات العامة ومن رغبة اكيدة منهم لاثارة قضية وجوب احترام الانظمة للشعوب التي تحكمها, لكن بعض هؤلاء اراد من ترويج مقولة "الفشل" تمهيد الارض لمبدأ تدخل الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية العربية, بما في ذلك تبرير احتلال العراق, وكل الاحتلالات الاخرى التي جرى ترشيحها لهذا البلد او ذاك باسم الاصلاح.

بمناسبة عيد الاستقلال الوطني الاردني وجدت من المناسب ان ادلي برأيي في هذه المسألة, اقصد مقولة "فشل" الدولة القُطْرية في العالم العربي اولاً- ان كثيرا من اسباب الفشل, واقر بوجوده من وجهة نظر عامة, يعود الى ان الشعوب التي ورثت التجزئة والتخلف على مدى قرون طوال لم تكن تشكل مجتمعات سياسية ولا مجتمعات مدنية, بقياسات علم السياسة والاجتماع, ومع استثناءات قليلة, مثل مصر, فان دولة الاستقلال الوطني ورثت فراغا هائلا يمكن وصفه بـ "دولة فارغة" مما حال دون القدرة على ان تتطور الانظمة طبيعيا, بالاضافة الى ان زرع اسرائيل في قلب العالم العربي, قد اغرى العسكريين باستلام السلطة في اكثر من بلد عربي مما عطل مشروع النهضة العربية.

ثانيا- انطلاقا من السبب الاول, فان الدولة القُطْرية, وان كانت قد فشلت في خلق مجتمعات سياسية, تؤسس لنظم ديمقراطية ثابتة وقوية, فان هذه الدولة نجحت في اقامة اسس حضارة مدنية بتأسيس مجتمع المدينة بما يرمز اليه من تعليم, وتجارة وصناعة, وقبل كل شيء بناء مقومات "الشعب" بالمفهوم الحضاري للدولة والمجتمع.

ثالثا - وبالنسبة للاردن, فان ستة عقود من الاستقلال تميزت بمسألتين جوهريتين "1" استمرارية النظام الملكي المؤسسي ونجاة البلد من ظاهرة الانقلابات العسكرية "اي ميزة الاستمرارية" "2" اقامة دولة ونظام ومجتمع, على قواعد حديثة حلت محل فراغ هائل في العمران حيث نجحت الدولة باقامة بنية تحتية, اقتصادية واجتماعية وثقافية.

وبالنسبة لاجيال الاستقلال من بين الاردنيين, تكتسب المناسبة الوطنية مضامين لا تقتصر فقط على الارقام والصور اللفظية, انما تحتشد بسجل ذاكرة لا تزال حية في الاذهان, بمشاهدها وصورها التي تفرض المقارنة بين كيف كان الاردن قبل ستة عقود وكيف هو الآن! وهو ما يدعو الى الاعتزاز بالانجازات والتأكيد على النجاحات التي جعلت من الدولة والوطن والنظام مفهوما موحدا يرتبط بوجدان الاردنيين وبمشاعرهم الوطنية, وايضا بوعيهم بان الاردن: الوطن والشعب والدولة, كل واحد, بهوية وطنية اردنية هاشمية راسخة, مثل جباله وسهوله واغواره.






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :