facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




«زيت النواب» و«مقلاة الحكومة»


ماهر ابو طير
27-11-2009 05:31 PM

اعرف رئيسا سابقا للوزراء ، هدده نائب بالتصويت ضد قانون هام ، احتجاجا على رفض وزير الزراعة آنذاك ادخال "تنكتي زيت" من الضفة الغربية ، والنائب الذي حاول ادخال الهدية ولم ينجح ، هدد الرئيس شخصيا ، بمحاربته ، من اجل تنكتي الزيت.

القصة حقيقية ، مائة بالمائة ، واحتفظ بأسماء شخوصها لنفسي. هي تثبت ان معيار العمل العام تدنى لدى كثيرين. عليكم ان لا تصدقوا كثيرين ممن يرفعون سقف غضبهم في مقال صحفي او ممارسة برلمانية او عبر بيان حزبي. القضايا الشخصية تلعب دورا كبيرا في كثير من المواقف. لنتذكر اليوم كتلة الاخاء البرلمانية التي انقلبت على رئيس الحكومة الحالي بعد ان كانت تتملقه ليل نهار ، وكتبت رسالة وحملتها الى الديوان الملكي مطالبة برحيل الحكومة قبيل شهور ، والديوان لم تمر عليه القصة ورفض التدخل في الموضوع ، لان الملك وقتها اذا اراد ترحيل الحكومة فسيرحلها لانه يريد ذلك وليس لان بعض نواب الاخاء قرروا ذلك. موقف النواب يومها كان يعكس الهشاشة والضعف ورغبتهم بخلع قميص مرحلة ولبس قميص جديد ، فخلعوا القميص القديم ، ولم يجدوا جديدا ، وبقي صدرهم مكشوفا ، هذا اذا وقف خلع القطع عند هذا الحد ، بعد حل مجلس النواب.

احدهم حمل معاملة من اجل اقامة عربية فاتنة ، وذهب بها الى مسؤولين ، وحين رفضوا منحها اقامة ، شن الحملات الشعواء ضد الحكومة ، ولم يترك احدا من شره لان الفاتنة تضغط على اعصابه ، والمواطنون يظنون ان هذا "الذات" غاضب لاجل قضايا وطنية ولا يعرفون للاسف ان عيونها المكحلة اعمت بصيرة النائب ، ولم تجعله ينام في ليل او نهار ، والمسؤولون كانوا يعرفون سر غضبته ، ويبتسمون ابتسامات صفراء امام هول المشهد ، وعدم قدرتهم الاخلاقية على فضح النائب ودوافعه الاساس.

احدهم طلب مالا من رئيس حكومة سابق ، واخر طلب تنفيعة ، وثالث فقد تنفيعة ، وثلاثتهم لم يتذكروا عيوب الحكومة ، الا بعد ان تعرضوا لاضرار وفقا لمقاييسهم ، فيتم شن الحملات تلو الحملات.من اجل الثأر والانتقام. احسن مافعله رئيس الحكومة الحالية هو انه اغلق الباب واراح رأسه فلا يسترضي نائبا ولا صحفيا ، لانه يعرف انه لو فتح الباب لواحد فسيأتي خلفه طابور من ذات الطينة ، والرئيس لا يؤمن اساسا بمبدأ الاسترضاء ، ولا يفكر بهذه الطريقة ، شخصيا ورسميا ، ويعرفه كثيرون في سلطة العقبة الخاصة انه اوقف رواتب وشرهات شهرية كانت تدفع لحفنة هنا وهناك ، ووقتها شنوا عليه حملات كثيرة لكنه كان يعرف "السر الخفي" خلف المشهد.

احد الذين شنوا الحملات ضد الرئيس الحالي كان قد استدعى من اجل تسديد ديونه ، وآخر كان قد طلب ان يتم تعيين قريب له في موقع قريب ، وغير ذلك من القصص التي تثبت كلها اننا بحاجة الى اعادة انتاج لكل شروطنا الداخلية ، من نصوص القوانين الى الحسم والهيبة ، مرورا بالتزام كل انسان لمكانه وشروط مكانه ، وان يتم رفع سوية المرحلة المقبلة ، ليس عبر القوانين وحسب ، بل عبر تكييف الظروف بشكل مختلف ، لنعود الى القاعدة الاساس حول ما يجوز وما لا يجوز في حياتنا ، بدلا من هذه المناحرات الصغيرة التي اضرت بالبلد ، وخلفها في الاغلب يقبع الهم الشخصي.

اذا كان النائب يهدد من أجل زيته ، فعلى الحكومات ان تعيد تسخين مقلاتها ، لرد كل واحد الى حجمه الاساسي.

mtair@addustour.com.jo

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :