facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




«أولم نمكّن لهم حرماً آمنا»


محمد حسن التل
01-12-2009 02:58 AM

أنهى حجاج البيت العتيق امس ، مناسك الركن الخامس للاسلام ، وهم بالملايين ، وسط اجواء من الأمن والطمأنينة ، وسقطت بذلك كل الرهانات المشبوهة ، التي نادت بتعليق موسم الحج لهذا العام ، بحجة فايروس انفلونزا الخنازير ، الذي يغزو العالم.

ونسي هؤلاء او تناسوا ، قرار الله عزّ وجل ، بجعل البيت الحرام آمناً على المدى ، قال تعالى: "وقالوا ان نتبع الهدى معك نتخطف من ارضنا أولم نمكّن لهم حرماً آمنا يجبى اليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن اكثرهم لايعلمون".

ترى ، من يستطيع ان يجمع اكثر من ثلاثة ملايين انسان في بقعة صغيرة ومحدودة ، يتحركون بحركة واحدة ، منسجمة ومتآلفة بدون مفاجآت ، غير الله عزّ وجل.

لقد أراد الله تعالى الحج عبرة للبشر ، والمتأمّل بهذه الصورة ، يخرج مندهشا من التمازج الرائع ، وتذكّره هذه الصورة الروحانية ، وهو يتأمل الملاءات البيضاء ، وكأنها الاكفان ، وهنا تبرز عبرة الولادة والموت في الحج ، وحشود الملايين تهتف بلغة واحدة ، بنشيد التوحيد الخالد.

الحج ليس عبادة شكلية ، بل هو فعل حركي ، من اهم ما أنتجته الشريعة الاسلامية ، والحج في مظاهره ، هو صيحة الانسانية في الدعوة الى التوحيد والمساواة ومقارعة الكفر والطاغوت ، ويتضح لدارس عناصر الحج ، الهدف الأسمى من هذه العبادة ، حيث اراده الخالق جلّ جلاله ، صورة منسجمة بين الافعال والاقوال ، وايجاد جو من القدسية والامان ، وترتبط افعال الحج بحركية الاسلام نفسه ، وبالابعاد السياسية والاجتماعية والنفسية والتربوية والاقتصادية ، وبكل عناصر حياة الانسان ، وتتجاوز الى الفطرة والنفس البشرية ذاتها.

يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: هناك تتنفس الانسانية ، التي خنقها دخان البارود وعلامات الحدود ، سيّد ومسود وعبد ومعبود ، وتحيا في عرفات ، حيث لا كبير ولا صغير ، ولا عظيم ولا حقير ، ولا غني ولا فقير ، هنالك تتحقق المثل العليا ، التي لم يعرفها الغرب ، الا في ادمغة الفلاسفة وبطون الاسفار ، فتزول الشرور وترتفع الاحقاد وتعمّ المساواة ويسود السلام.

ما أردت الوصول اليه ، ان الله عزّ وجل ، اراد فرض الحج ووفر الأمن لكل من قصد البيت الحرام ، لأن الحج - كما قلنا - ارتبط ارتباطاً مباشراً بالاسلام في العدل والمساواة والتوحيد ، ففي الحج تبرز صورة الاسلام الناصعة ، التي حاول البعض تشويهها ، بحجج هي أضعف من أصحابها ، وما حدث في هذا العام ، اكبر دليل على قولنا.

دلّوني على تجمع ، حتى لو كان أصغر بكثير من تجمّع الحج ، وربما تشرف على تنظيمه دول عظمى ، لا تحدث فيه مفاجآت ولا ينفلت من سيطرة منظميه ، الا الحج ، فان الملايين فيه تتحرك حركة واحدة ، في دائرة شبه مغلقة ، بكل أمن وطمأنينة ، وتعزف على لحن واحد وخالد ، يحرسهم جنود الرحمن ، "وما يعلم جنود ربك الا هو".

الحج عبرة وتأمل ، والناس بأيامه يكونون في رحاب ربهم وضيافته - وكلنا في رحاب الله - فهل يخذل الجليل الاعلى ضيوفه وهو الرحيم بهم فلتسقط كل الدعاوى المشبوهة والفتاوى المدفوعة ، امام ارادة الله وحكمته. وسيبقى اذان الحج يدوّي بالخافقين على المدى ، ما دامت حياة تسري على الارض.

* الزميل الكاتب رئيس تحرير يومية الدستور ..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :