facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الشباب العربي في زمن التردي العربي


د. خلف ياسين الزيود
19-11-2019 11:08 AM

أصبح الشباب العربي يقوم بدوراً هاماً في الحراك السياسي والمجتمعي الذي تعيشه بعض الدول العربية حاليا وبات يشكل الامل بتعديل النهج وترسيخ العدل الذي هو أساس كل شيء, وهنا يبدأ التساؤل حول مكانة الشباب في المرحلة الحالية والقادمة على الساحة السياسية.

ولا أحد ينكر الدور المحوري الذي كان لهذه الفئة في الدفع بعجلة التغيير إلى الأمام في كثير من الدول، لكن حتى يستطيع هؤلاء الشباب تقديم رؤيتهم وتصورهم في الحكم أمامهم طريق صعب للوصول إلى مراكز القرار. ويراهن الشباب في العديد من الدول العربية على المرحلة القادمة من أجل تبؤ مكانة تسمح لهم بالمشاركة في تسيير دواليب السياسة.

وهذا الامر مبرر من خلال ضعف قدرة هذه الفئة الاجتماعية الكبيرة عددياً على المنافسة الانتخابية للوصول إلى البرلمانات في ظل سيطرة الأحزاب التقليدية في بعض الدول وارتفاع التكاليف المادية الكبيرة التي تتطلبها الحملات الانتخابية في كل الدول الى جانب وجود أبناء ذوي النفوذ ووجهاء المال والسياسة الذين يستحوذون على الكثير من المقاعد البرلمانية بطريقة مباشرة او غير مباشرة, وهو الأمر الذي يجعل المنافسة غير متكافئة.

فرغم أن نسبة الشباب كبيرة وعالية في المجتمعات الا ان الذين يصلون إلى البرلمانات هم من الذين تتجاوز أعمارهم سن الأربعين. لذلك أعتقد جازماً ان الشباب العربي ليس بحاجة إلى مقاعد هنا وهناك من أجل إسكاته فقط, وإنما هو بحاجة إلى إشراكه في دواليب صناعة القرار وصياغة مستقبله ومستقبل وطنه.

وإنني أرى أن كل المبادرات التي أطلقتها الدولة لتحفيز الشباب على الانخراط في الحياة السياسية وتشكيل نخب سياسية هي مبادرات تبقى كما هي لقاءات ومؤتمرات وتنتهي هنا.، فلا الأحزاب هي القادرة على خلق النخب ولا الدول راضية بتجديد النخب وصناعة نخب جديدة مع أن المجتمعات مليئه بالعديد من الطاقات الناشطة في كل الاتجاهات.

من هنا وكما ان لامركزية الحراك الشبابي فاجأت جميع الأطراف المعنية وغير المعنية، عن التقليد المعتاد أن يكون لأي حراك زعامة أو قيادة مركزية واضحة ومعروفة، لكننا اليوم نرى غير ذلك وكأن الذي ينظم ويرتب ويعلن وينهي هو وسائل التواصل الاجتماعي, لهذا نرى التخبط في التعاطي مع هذا الحراك عند الدول وعند شريحة لا بأس بها من النخب السياسية والثقافية ومن وسائل الإعلام, وهنا تكمن المفاجئة بانه لم يعد ينفع استخدام الإستراتيجيات التقليدية القديمة مع حراك يظهر في كل مكان ليحاصر الانظمة، لا بل كلما زاد الاعتقال والترويع زادت حدة الحراك واقترب أكثر من تحقيق أهدافه.

هذا يؤكد للجميع بأن لامركزية الحراك هي أهم عناصر قوته، ويعطي مؤشراً جديداً يقول نريد الانتقال من الزعامات الفردية إلى حكم المؤسسات، واستمراره بهذا الشكل يشل حركة الأنظمة السياسية في مواجهته.

ومن جانب واقعي فانه يتضح أن الشباب غير قادرين في هذه المرحلة على لعب دور سياسي مؤثر، وهم بحاجة إلى سنوات لبناء قاعدة مؤثرة على أساس برامج عمل، لكن الدور التعبوي الضاغط الذي يمارسوه مع بعض والتنظيم يمكنه الضغط لاستكمال أهدافهم والضغط على القوى السياسية الفاعلة كي تصبح بنفس المسار حيث ان هذه القوى وكما نرى الان ستصبح بلا قواعد كبيرة والكل يتجه بالتدريج الى الطرف الاخر.

هنا يأتي دور الدولة التي تبدأ بالتنسيق مع هذه الحراكات والتفاعل مع مطالبها وطموحها وتحقيق سياساتها من خلال اساليب وطرق كثيرة، كل الدول أمامها فرصة تاريخية لإعادة بناء دولها على أسس حديثة، وتيار الشباب يمكنه لعب دور حاسم في هذا الأمر عبر التأكيد على مفاهيم المدنية والمواطنة والديمقراطية من أجل تغيير يرضي الشباب والشعوب ويختزل الزمن من الضياع والعبث والمشاكل التي ستوصلنا لنفس النتيجة ولكن بعد دفع ثمن وخسائر كثيرة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :