facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أنا وطلبتي والقانون المواطَنة العمليّة


أ. د. مجلي محيلان
25-11-2019 03:21 PM

في مطلع حياتي الأكاديمية والعملية، وبعد أن أنهيت بكالوريوس الطب، يَمَّمتُ وجهي مباشرة نحو بريطانيا، وتخصّصت في الجراحة العامة ثم جراحة الكلى والمسالك البولية والتناسلية مدة ثماني سنوات. كنت حينها شابا مُقبلا على مناهل العلم ومناحي الحياة، فحصّلت هناك عِلما وعملا في مستشفيات متعددة، وحصّلت معرفة تساوي ذلك قيمة ألا وهي الاطلاع على نمط حياة اجتماعية عريقة لها معاييرها وقيمها ومرجعياتها وضوابطها الأخلاقية.

وكنتُ حديثا في الولايات المتحدة الأميركية، إذ مكثت هنالك مدة عام تقريبا، وبالطبع ما بين مقتبل العمر وحَداثة السِّن وخوض غمار التجربة في بريطانيا، وبين نضج التجربة وحّداثتها في أميركا، اختلفت اهتماماتي وملاحظاتي كثيرا، والأهم من ذلك هو الاختلاف الذي لاحظتة في ذاتي أنا، ومقارنتي بين كل ما لاحظتة في أميركا وبين ما كنت ألاحظه وأمارسه في الأردن.

كل يوم هناك الاحظ شيئا جديدا وتعلمت منه؛ وقد يكون للتجارب التي مررت بها في أثناء عملي وممارساتي الأكاديمية والسريرية والإدارية خلال خدمتي الطويلة والمتعددة الجوانب في الأردن قبل ذهابي إلى أميركا أثر في اتساع زاوية الرؤية وشموليتها. وما أكثر ما لاحظتُ، وما أكثر ما تعلمتُ، لكنني سأشارككم إحداها.

ثلاثة من طلابي ممن درّستهم في السنوات السابقة في كلية الطب في الجامعة الأردنية قابلتهم في جامعة (Stanford) حيث عملت هناك، أحدهم أستاذ مشارك والآخر محاضر، وثالثتهم إدارية في البحث العلمي، أدهشني وأسعدني كما أدهش الذين كنت أعمل معهم بالاضافة لعميد الكلية ورئيس الجامعة لهذا العدد من طلبتي الذين يعملون في هذه الجامعة المميزة، وقد حصلوا على مواقعهم بتنافس شديد وتميز مشهود له، وكانوا ولا يزالون مثالا للتفوق والإبداع، في حين لم يكن لمن عملت معهم في تلك الجامعة مثل هذا العدد من طلبتهم يعملون أعضاء هيئة تدريس في جامعة (Stanford).

جلستُ مع من كانوا طلبتي ذات زمان، وصاروا زملائي عندما كنت في ستانفورد منفردين ومجتمعين، وكان جُلّ نقاشنا يتمحور في موضوعين:

• لماذا نحن مميزون في أميركا وعاديون في الأردن؟؟؟

• لماذا نحن ملتزمون في أميركا ومتهاونون في الأردن؟؟؟

تداولنا في أسباب كثيرة لهاتين الظاهرتين وتوافقنا على أهمها، وهي:

- التربية البيتية.

- التربية المدرسية.

- الحياة الجامعية.

- البيئة المجتمعية.

- الحوافز المادية والمعنوية.

تحاورنا... اختلفنا في أشياء واتفقنا في أخرى على مدى أهمية تلك الأسباب ومدى تأثيرها في الموضوعين المذكورين، لكننا توافقنا وبالإجماع على أن السبب الأساس للتميز والالتزام هو سيادة القانون والتزام الجميع به في أميركا.

• القانون يُشرّع من مجالس الأمة.

• يُنفذ في الوزارات.

• يُحتكم به إلى القضاء.

كما اتفقنا على أن صفات هذا القانون الذي يلتزم به الجميع ويُظهر التميز:

• ينبع من الحاجة إليه.

• قابل للتطبيق.

• لا يوجد فيه بذرة تجاوز.

• لا يخضع للأهواء وله ميزة الاستقرار.

• هو المنظم الأساسي للحقوق والواجبات.

• مفعَّل ومتابَع ومراقَب في التنفيذ.

• مطبَّق على الجميع.

اتفقنا: أن قاعدة (لا أحد فوق القانون) هي حجر الزاوية لبناء العدالة، والإبداع، والالتزام.

واتفقنا: أن المواطنة الحقة هي بالقبول بسيادة القانون.

واتفقنا: أن البداية يجب أن تكون الآن فعجلة التطور سريعة لا تنتظر أحدا.

وأخيرا وليس آخرا كيف نبدأ؟؟؟؟!!!! الجواب واضح.

. (أبدأ بنفسك) فورا، اعرف واجباتك وحقوقك.

. أدِّ واجبك كاملا وحالا نحو:

• أسرتك.

• مؤسستك.

• مجتمعك.

• بلدك.

. طالب بحقوقك وعبِّر عن رأيك بوضوح واحترم الرأي الآخر .

. لا تُحمّل مسؤولية نجاحك أو فشلك للآخر فأنت صاحب القرار في الاتجاهين.

. استمر عند النجاح وصحِّح المسار عند الضرورة.

وختاما أضم صوتي إلى صوت طلبتي، الوطن يناديكم الآن.......فلبوا النداء بالعمل الجاد المخلص في مظلّة القانون وفي ميزان عدالته... لا أحد فوقه ولا أحد بمحاذاته.

أستاذ – كلية الطب – الجامعة الاردنية

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :