facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مقابلة رجل الدولة الباحث


د. محمود عبابنة
25-11-2019 03:58 PM

ربما كانت مقابلة جلالة الملك التلفزيونية العفوية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى في اعقاب تسلم الملك الأردني جائزة رجل الدولة الباحث تعادل الجائزة نفسها، فقد شعرت كما غيري من الأردنيين المتابعين بشعور الزهو والانتشاء وانا أرى ملكاً عربياً يجيب بتلقائية وبلا تردد او تلعثم وبلغة السائل على أسئلة حرجة ومفصلية تتعلق بمنطقة الشرق الأوسط ذات اللهب الذي لا يخبو، مرد هذا الشعور يعود الى ان العديد من الزعامات العربية تذهب في زيارات رسمية لعواصم الدول الكبرى وتقتصر اجتماعاتها مع رؤساء هذه الدول على اجتماعات قصيرة مع مترجمين ملاصقين ثم يقضون باقي الزيارة بالاستشفاء والاستجمام، ولا يتحدثون بطلاقة ويكررون جملة "احنا عاتبين" فيحتار المترجم كيف سيترجمها وعادة ما يكون عتبهم ليس على موقف مؤيد لإسرائيل بل على عدم تلبية دعوتهم للزيارة وتذوق طعام موائدهم من اللحم الحلال.

الملك الأردني يتحدث دائما بلغة عالمية موجهة للإنسانية ويحمل غصن زيتون سلام المنطقة ويشير الى نفحة الامل التي تخبو رويداً رويداً تحت وطأة الاحتلال والقهر والفقر والبطالة وينادي بضرورة التمسك بهذا الامل والتركيز على النصف المملوء من الكأس ، ولا يغفل قطاع الشباب بهذا الخصوص، ويؤكد مرة تلو الأخرى على الحقوق العربية الفلسطينية وعلى حل الدولتين، وعندما يسأل عن التطرف الديني في المنطقة، يلقي اللوم على خوارج العصر كداعش والنصرة ويحذر المجتمع الدولي بأن مهمة التصدي لهذه الازمة هي مسؤولية فكرية وامنيّة واستخباراتية، وان الاحتلال والقهر الذي يتعرض له شعبنا العربي الفلسطيني هو المغذي الرئيس لدفع المغيبين عقلياً وفكرياً نحو التطرف ، بالإضافة الى اسباب اخرى، لان من يعتقد ان ظهور هذه الجماعات هو من تلقاء نفس افكار المجتمع الشرق الاوسطي الإسلامي هو واهم ، فأجهزة المخابرات الدولية هي التي تعمل وبطرق الايحاء والتمويل المباشر وغير المباشر بهدف خلق مجموعات التطرف وتمكينهم في الميدان وقيادتهم وتوجيههم عن بعد للعمل كطابور خامس لتنفيذ اجندة هذه القوى الامبريالية ضمن مفهوم حروب الجيل الخامس التي لا تهدف سوى الى تفتيت جغرافيا هذه المنطقة ونهب ثرواتها الطبيعية وعلى راسها النفط الذي لم يعد هدف الاستيلاء عليه يدور خلف الكواليس بل تجرأ بعض الطغاة للإفصاح عن نيتهم علنا وفي وضح النهار بان هذا النفط هو من حقهم ولن يتوانوا عن سرقته بالقوة ان لم يتيسر ذلك بالتهديد والوعيد والابتزاز ، وخير مثال ما يصرح به الرئيس الأمريكي مرة تلو الأخرى بانه يريد ان يأخذ حصته من النفط العراقي والسوري بعد ان اخذ ما ينؤ عن حمله الحمالون.

هذا ما لا يستطيع حكامنا العرب حتى الشجعان من قوله ضمن معادلات القوة والضعف ولهم معذرة وعذرا، وحال لسانهم يردد قول المتنبي: " من نكد الدنيا على الحر ............ ان يرى عدوا له ما من صداقته بدّ ".





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :