facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اللاجئون الأردنيون


05-12-2009 05:10 AM

لو أحصينا عدد الأردنيين من أبناء المحافظات الذين لجئوا الى العاصمة عمان كونها السوق الأردني الأكثر عطاء لوجدناهم يشكلون أعدادا كبيرة من البشر الذين لم يجدوا في مدنهم الجنوبية والشمالية وقراهم ما يغريهم ، لا بل ما يجعلهم يزهدون في حياتهم فيبقون هناك وهم يعضون على صخر الحياة القاسية فهربوا يبحثون الحياة في مدينة أُريد لها ان تكون كل شيء في هذا الوطن مترامي الاوجاع ، على الرغم من جماله وروحه الحلوة.

لا شك إن عمان أخذت دورا أكبر من مدينة الزرقاء التي كانت تعج بعائلات العسكر في زمان غير زماننا ، وما جيئة هؤلاء الى عمان إلا من "قلة البخت والحظ العاثر " الذي تناوبت على صنعه حكومات الأردن غير الرشيدة طيلة سنوات خلت ، فلم يجد الأردني الذي أرخص روحه ليحمي النظام والدولة ، ويقبل بمن جاء ومن راح من رؤساء الحكومات السابقين السابقين وأقرانهم اللاحقين ، وكل أولئك الفائزون من مسؤولين لم يسعفهم التفكير ليجدوا سبب المشكلة في الهجرة الداخلية من الأرياف والمدن الريفية الى عمان المدينة الصاخبة ، حتى إذا ما جاؤوها وجدوا أن " الطيور طارت بأرزاقها " ، وباتوا يكافحون ويكابدون في صراع البقاء ما بين حكومات تعتاش على ظهورهم ، ومابين وكالات تجارية وأسواق وعمارات تبتز جيوبهم في أخر كل شهر ، ورجالات دولة من جلودهم ، يتسلقون عبر ظهورهم ،، حتى أصبحوا كالدجاج البياض ، يطعمونهم عشر حبات ذرة ، ليبيضوا لهم كل يوم ، وبين القوم ديك يصيح بين الفينة والأخرى فترمى له حبة ذرة زيادة.

لذلك ، ومع جملة من الرواسب الفكرية والعاداتية ، ليس أقلها " الوظيفة العامة في القطاعين " وليس الخاص منهما ، أصبحت معيشة هؤلاء الأرادنة أشبه ما تكون بشيبس أطفال قراهم " أبو الشلن " ينفخ البطون ، ولا يشبع ، ولم يعتمدوا لا على زراعة وفلاحة ومواشي أهاليهم ، ولم ينخرطوا في قطاعات الصناعة والتجارة البينية وسوق العمل الخاص ، وهذا كله كان من تأثيرات الدولة التي لعبت دور الأم الحنون التي تخشى ان يتزوج أبنها من فتاة شرسة ، فلا تجده يوما ليقبل يداها ، وتتحول الى "حماة حربجية " ، ولم تلعب دور الأب الصارم صاحب الرؤية الثاقبة ، بل حتى إن دور الأبوة تجاوزته ، عندما اشتدت أظفار الدولة وأصبح لها أولاد كثر ، من زوجات أخُـّر ، فلم يعد مهما أن يأكل الاردني خبز نظيفا أم أن يأكل تراب .


الاردنيون في عمان من أبناء المحافظات هم في المحصلة لاجئون اجتماعيون ، هجرّوا قسرا تحت حروب الوضع الاقتصادي و مغريات الحياة الأفضل ، ونعود للأسف مرة تلو المرة ، لنقول إن أهل التخطيط أحكموا بناء عمان على أسس تجارية ، ولم يوفروا في المدن الرئيسة في المحافظات أسس التنمية الصحيحة ، ولا صناعات ولا تجارات ، ولا خدمات كالتي في عمان المدينة الممتدة ، ثم بعد ذلك تحولت عمان الى الأردن الصغير وقامت بابتلاع المدائن الصغيرة المحيطة بها ، وتركزت فيها السياسة والعمالة والوفادة .


هنا تبرز مسألة مهمة وهي الاستحقاق السياسي للأردنيين من أبناء المحافظات في مدينة عمان ، فإن كان حقهم الوظيفي والعملي وجدوه في عمان ، فإن السياسي يجبرهم على العودة الى مدنهم وقراهم في الكرك والطفيلة والشوبك ومعان واربد وعجلون والسلط ومادبا وغيرها من المدن والقرى التي لم تستطع ان توفر لهم ما وفرته عمان من خدع بصرية و تسكينات معاشية ، وقليل من رزق كثير .

سيعود غالبية هؤلاء الى قواعدهم المكانية والى عشائرهم التي لم تعد تعجب " البوي فرند والقيرل فرند والآنتي والداد " والمجتمع الهجين الجديد الذي أصبح يكتسح الساحة بأفكار قادمة من كوكب نيبتون على ما يبدو ،، فلا هم قرأوا التاريخ ، ولا هم جالوا في أرجاء المعمورة الأردنية ، وليس لهم دخل فيما يجري في الاردن ، وما سيجري على الأردن .. وأقسم بالله إن أحد أصحاب الفنادق العمانية ، سمعني اتحدث على الهاتف عن رئيس الوزراء " الحالي " فبادرني بسؤال صعقني حين قال : " أخي فايز مين هو رئيس الوزراء هلا ?" ، فما كان مني إلا أن عاجلته بقبلة تبعتها قهقهة ، وأتبعتها بغبطة .. نعم غبطته على تلك النعمة ، حين لا يعرف من هو رئيس وزراء الأردن !

يجب على الأردنيين أن يعيدوا قرائتهم للواقع ، يجب أن نرمي عباءات جيل الآباء ، وأن ننهي ما بقي من عوالق العيب والانزواء ، والشعور برعشة الخوف من المغامرة ،، لقد كان جيل الأجداد مفخرة وطنية ، صنعوا فيها وطن لم يدافع عن وجوده فحسب ، بل استبسل في الدفاع عن أعز مقدساتنا في فلسطين العروبة التي لن تموت على الرغم من معاهدات واتفاقات ودسائس الملح الأسود التي يبرمها الخونة الذين رهنوا أنفسهم للصهيونية ومتطرفي اليهود في الكيان الإسرائيلي الذي لن تصفى له نية تجاه العرب وأولهم الفلسطينيين والأردن المستهدف ، وكيف تصفى نيته وهو كيان بُني على السرقة والاغتصاب والدم ، وهل ننتظر من مجرم لص أن يقاسمنا بيته أو رغيفه ؟ .. هل ننتظر من اللصوص في مدننا وعواصمنا السياسية أن يخلصوا للطيبين المساكين في المدن الريفية ، وأحياء العاصمة الفقيرة .

يجب أن يشمر الأردني لينشب أظفاره في الحياة الجديدة ، وأن ينصب الآباء أنفسهم أساتذة معلمين لأولادهم ، والأب الذي لا يعرف فليذهب ويأتي له بمعلم كي يؤدبه ويعلمه هو وأولاده كيف يعيشون الحياة القادمة بقسوة الأيام الخالية من السنين الغابرة فالقادم بحاجة الى رجال قوادم حماة كالمسامير في أجواف الخشب لا تهزها الريح ،، يجب ان نتعلم كيف نواجه الحياة حينما تتخلى عنا الدولة التي تمتلك عصمة الزواج فلا نتفاجأ ، حينما تقول لنا : انتم طالقون بالثلاثة ..

يجب أن يعيد الشعب ترتيب أولوياته ، ابتداء ً من اختيار مجلس النواب القادم ان شاءت له الظروف ان يولد ولادة طبيعية ، دون إبر طلق ، أو "دايات " أو أدوية مستوردة من الخارج ، تنقذ الطفل حتى لو ماتت أمه ، وأن يقف كل مواطن ليلطم وجهه خمس لطمات كي يفيق من تنويمه المغناطيسي ، قبل يـُصفع على مؤخرته وهو ساه لاه ، يبحث عن ابن عمه ليؤازره لينابز غيره ، فيبقى شعب الدولة متخلفا دائما ..
وبالمناسبة ، لقد سرقت لكم قولا لروائي غربي اسمه هنري آدامز مضمونه " توّلد الفوضى الحياة ، عندما يُولدّ النظام العادة " ،، لم أفهم المعنى ، ولكن أعتقد ان الحياة تستحق ان نفعل المستحيل كي نعيشها ، ويعيشها أحفادنا كي لا نتحول الى لاجئين جدد ،، رغم أنف مهندسي العالم الجديد .

Royal430@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :