facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




ھم الرائعون .. ونحن الأوفیاء لصدقنا


سهير بشناق
29-11-2019 01:17 AM

في لحظة من لحظات العمر كل ما نحتاجه ان نكون اوفياء لانفسنا بقدر ما كنا اوفياء لمن نحبهم فالحب هو ايضا يمنحنا فرصة ان نرى ذاتنا جيدا وان نسير بها الى مرفأ آمان لننصفها.

في لحظة من لحظات ذاك العمر علينا ان نرى بعيون الاخرين انفسنا التي يبدو لنا أننا ابتعدنا عنها كثيرا فهم كما يروننا يمنحوننا ما لا نستحقه.

معادلة غريبة؛ في زمن لم يعد به للمثالية مكان ولم يعد للصدق به متسع الا لقلوب لا زالت تحتفظ بنقائها لانها تفهم الحب الا بالقدر الذي ينقينا من قدرات البشر على رسم اطياف من الخيبات المتتالية ونكراننا كأننا لم نكن في يوم مضى بايامهم شيئا.

عندما نحاول ان نرى انفسنا بعيون الاخرين -نحن–لا ننصف انفسنا فحسب بل نكتشف حقيقة الاخرين بطريقة تذهلنا وتثير بنا الدهشة لنتغير ولننسحب من روايات يبدو لنا انها لم تكن سوى احلام وتبددت هم الرائعون هم اولئك الذين لم نكن لهم في اي يوم مضى سوى نسائم من الصدق لاننا نحبهم هم الرائعون الذين لطالما اغلقت الحياة بوجوههم ابوابها وكنا لهم لاننا نحبهم بدائل لآمال رفضنا ان تفارقهم فمددنا لهم مساحات شاسعة من الصدق والحب.... رفضنا بها ان نخذلهم او ان نتقمص ادوار المثالية معهم لضعفهم فتقمصنا بجانبهم ادوار الضعف ايضا كي لا نجرح قلوبهم المتعبة لاننا ندرك ان الضعف مرحلة تجتاحنا جميعا نفارقها بقرب من نحب بجانبنا وبقدرته على ان ياخذ بايدينا الى قوة باعماقنا نجهل وجودها امام انكساراتنا المتتالية.

هم الرائعون اولئك الذين يريدون ان لا نفارقهم برغم اخطائهم !.

يعتقدون اننا لاجل محبتهم ومكانتهم بنفوسنا ولاجل كل لحظات العمر التي جمعتنا بهم اقدارا كانت او خيارات يعتقدون بها اننا سنتقمص ادوار اخرين بمشاهد مسرحية هم ابطالها كل ما علينا ان نفعله ان نصفق لكل دور يؤدونه لنخرج من تلك المسرحية بمكانة اللاشيء لاننا تمكنا من خيانة انفسنا ونكران قيمة حب كبير كان لهم فالحب لم يكن ابدا بمكانة المشاهد فحسب ان لم يكن هو دور البطولة.

..نحن :لا نبحث عن خرافات ولا نعيش بعصر المعجزات،انه العصر الذي مضى، منذ زمن لكننا كل ما ننتظره من اولئك الرائعين ان لم يعد بمقدرتهم ان يكونوا اوفياء لنا الا يكونوا رائعين ايضا بزراعة الالام وخيبات امل نحن لا نستحقها وان كان لها نصيب بايامنا فهي فقط لاننا منحنا صدقنا ونقاءنا لمن لا يستحق.

لربما امام الخيبات الكبيرة التي تجتاحنا نحزن.... نتألم... على انفسنا بداية لاننا ندرك اننا لا نستحق !

ليس لاننا دوما مؤمنون بقناعاتنا وبنظرتنا للحياة وبرفضنا ان نمر من امام مواقف مصيرية كشيء عابر لتصبح جزءا من ايامنا بل لاننا لا نزال اوفياء للحياة التي نؤمن بان تنازلاتنا المستمرة لاجل ان نحتفظ بمن نحب لن تمنحنا سوى مكانة ليست لنا ولن تكون

هم الرائعون...

ولكننا لا زلنا ايضا نحن نمتلك قناعاتنا بالحب وبالصدق ليس لاجلهم بل لاجل انفسنا التي تدرك جيدا انها امام هذه الخيبات لم تعد هي ذاتها ولن تكون.... وتلك المساحات التي لطالما كانت بقلوبنا لهم بها تمكنا من ان نسامح وان نتجاهل وان نبقى ولا نغادرهم اصبحت اليوم بمكانة «اللاشيء» لربما بذلك تمكنا ان نصبح مثلهم رائعين فهم لم يكونوا باي يوم من الايام يستحقون هذا الحب وذاك الصدق، حقيقة تتكرر بالحياة... تغيرنا لنودع بها فصلا من فصول نقاء لا يستحقونه

(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :