facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل المثقف الأردني شخص عام .؟


27-05-2007 03:00 AM

ببساطة المقصود بالمثقف العام هو المبدع الأردني ابن مؤسسته المدنية إيمانا بدورها واحتساباً للوعي الناجز بالوطن ؛ سيكولوجية أبناءه نقاء حنجرته وتضاريس رسالته ، وهو صاحب إسهامات متنوعة قد تكون فكرية او فنية إبداعية او بصرية وإعلامية نوعية تمثل حضوراً خارج حدوده الذاتية كونها – أي الإسهامات – تحمل بالضرورة لون واقعنا الإنساني حزناً وحداءً واعياً يؤذن به هذا المثقف في الناس أن انحازوا لقيم الحياة والانفتاح والمواطنة بتنوعها وغناها في ظل دولة أردنية عربية تفردت بتعدد بُناها الفكرية والعلائقية مع الديمقراطية ( منذ عام 1928) والثقافة كنسغ حياة متجدد نجحت من خلاله في التأثير على ما هو اكبر من جغرافيتها الاردنية لأنها باختصار عربية المنشأ إنسانية الضاد والدور . ولكن السؤال المرّ الذي بدأ يظهر في مدادنا كمتابعين وعاملين في الميدان الثقافي خارج العاصمة ونخشى ان يصل عروقنا الذهنية – لا سمح الله - وهو جوهر المشكلة المسكوت عنها .. وهي؛ كيف بوسع المثقف الأردني – أفرادا ومؤسسات كشخصية معنوية – وبرغم تنوع الصعوبات التي يغالبها ان يغدو شخصاً عاماً بمعنى ان يمثل حضوراً متفاعلاً وقائداً مدنياً ضمن مسيرة الحداثة والتحديث في الدولة الاردنية الواثقة بقيادتها ؛ رسالة وإيقاع حياة كوني متسارع ، ونحن نلمس بوضوح هذه الأيام تخلي قيادة ابرز مرجعية للمثقف الأردني قانوناً وسيادة – وزارة الثقافة – عن بعض الأدوار المفصلية للحفاظ المرن على دوام هوية الثقافة والمثقف الأردني وتطورهما عبر حزمة من الملاحظات الشاخصة أمامنا والمطلوب الإجابة الإجرائية عليها من قبل المعنيين.. .

اولاً - هل الذي جرى من إهمال لدور مؤسساتنا التطوعية ويجري للان هو بداية تخلِ عن دعم واجب لملتقيات ثلاث تعمل دوماً على الحفاظ على قيم الحوار وتعميقها في محافظة الكرك كجزء من الوطن سيكون بداية لسعيّ ما لدى أسرة الوزارة حالياً بخصخصة الفعل الثقافي الأردني ومحاولة إرجاعه – بعد كل هذه الانجازات الوطنية – لمكوناته البسيطة والتي يحذر من تكريسها جلالة الملك( عشائرية الدور وليس النسب ، الجهوية ، الأفكار المحلية المنغلقة ،الوساطة )وكأننا نعود لمراحل تأسيس الأمارة في مجتمع لم تنضج مؤسساته العلمية والثقافية بعد حينها متخلين بقصد او بدونه عن الدفاع عن مكتنز ثقافي وحياتي أسسه الأوائل ولم يحصنه بعض اللواحق .. إذ ليس من المعقول ان تصدر صحيفة الحق يعلو وغيرها في بداية القرن الماضي في الأردن ولأبناء الأمة جمعاء ونرجع الآن للاستخفاف بحوارية الملاحق الثقافية وكأنها أعدادا ( اثنان فقط ) ومستديرة هذه الملاحق والصفحات الثقافية اليومية التي لم يذكرها معاليه في تبريره لامتناعه عن رعاية مثل هذا النشاط النوعي في محافظة احترمت قرار اللجنة العليا بكل وعي بالمسؤولية الثقافية لاختيار حبيبتنا اربد كمدينة للثقافة هذا العام وبمنأى عن الانفعال وإطلاق أسراب الوعود الموثقة بدعم المدينتين(السلط والكرك) استعدادا لتواصل هذه الممارسة التي نعتز بقيامها والتي مازلنا ننتظر تحقيقها من المسئول الرسمي الأول عن الثقافة والذي مازال يتقشف في دعمنا اللائق ضمن المضمار ذاته دون ان يرتجف قلمه وهو يوئد مثل هذه المبادرات المعتقة بالوعي الوطني واستشراف الخشية من سطوة التمويل الدخيل على بعض مؤسساتنا سواء أكان (إسلاميا) او أجنبيا والذي مازلنا نرفض ان يخالط ضعف إمكاناتنا تناصا مع موقف الشاعر بدر شاكر السياب وهو على فراش المر ض في دولة الكويت الشقيقة والتي استضافته للعلاج - حتى الليل هناك أجمل لأنه يضم العراق أي بلده . ماذا نقول نحن لمن لا يستمعون لنا للان وفي أفواهنا تَمر!!

ثانياً - بماذا يمكن ان يُفسر قلة توجيه الدعم للملتقيات الثقافية الفاعلة خارج عاصمتنا الحبيبة عمان غير انه بداية تخل غير مبرر للآن عن الحضور الداعم لأبوة طويلة للقطاع الرسمي إزاء الثقافة والمثقفين بدء من ديوان الملك المؤسس – رحمه الله – وتواصلاً مع الملك المعزز عبد الله الثاني عندما أعلن بوضوح مشروع التنمية الثقافية من الديوان الملكي العامر في دلالة لم يلتقطها جُل المسئولين عن الشأن الثقافي للان عموما، وإلا ماذا يستذكر او استفاد المثقفون ومؤسساتهم الثقافية عندما هبوا مطالبين بعودة وزارة الثقافة عندما تم استبعادها في الحقبة السابقة .؟
ولعل من المفارقات الواخزة أيضا للموجوعين بنون الأردن كجزء من أبجدية امتنا العربية والإسلامية بآفاقها الإنسانية رسالة وانفتاح ما يرشح بين الفينة والأخرى ان وزارة الثقافة لا تصنع المثقفين ولكنها ترعاهم وتدعمهم ، ترى هل ما جسدته تعاملات الوزارة مثلاً مع المؤسسات الثقافية الاردنية التي تعاني من تورم الجزء الأكبر من القطاع الخاص بشهوته المتنامية للأرباح فقط ودون اعتبار لمسؤولياته الاجتماعية لا سيما نحو الثقافة وبين النزوع الطوعي الذي أصبحنا نلمسه للأسف – بتخلي وزارة الثقافة عن نصف كأسها الملآن الذي نثمنه على الدوام ربما لصالح سيادة الأطروحات الانسحابية من العمل التطوعي الثقافي لدى العاملين المؤثرين فيه من جهة ومن ثانية المساعدة على تفشي أو انتشار مفاهيم دخيلة على حياتنا الاردنية مفادُها حض جزء من الشباب نحو اعتبار هذه الحياة زائلة بالمعنى الإيحائي وتجسد يباساً في الأخلاق والفضيلة وكأنها نكراناً للآخرة وقيمها الإلهية – لا سمح الله - وبالتالي هي دعوة ضمنية مغرضة لدى البعض نحو اطروحات لافتة ومخيفة يجب الاحتراز منها اقل ما توصف به هو أنها لا تحترم قيم العلم ومكانة مؤسساته الفكرية والمدنية كما أنها دعوات لا تعظم أسباب الفرح ومعاني الحوار الهادف لالتقاط ضالة المؤمن بالوطن وعظم انجازاته وكأنه كأس فارغة لا تدفع هؤلاء المغرر بهم للتطلع نحو غد أفضل كما يجب وهنا مكمن الخطورة المضافة في غياب او ضبابية هذا التحليل.

أخيرا ... ما دور الوزارة عندما ينسحب او يُنكص العاملون تطوعاً – ودون منية منهم على احد – عن إضاءة شموع الحوار والفرح في بؤر البساطة والفقر والشعور العميق بالتمايز التنموي بين محافظات الوطن الحبيبة على صعيد الثقافة وفرص المشاركة في المؤتمرات واللجان والمعسكرات الإبداعية والنشر وحتى الدعم الزاهد أصلا لهذه المنتديات والملتقيات ؟
انه جرح إداري واستراتيجي- اذا استمر الحال على حاله- مفتوح على الحوار كجزء من مشروع طامح لثقافة أردنية ما زالت أسئلتها المدببة بحكم موقعنا الإقليمي وأمننا الضافي تزداد حضوراً امام ضعف واضح في إدارة أزمة/ أزمات بسيطة بين مؤسسات ثقافية فاعلة ووزارتها الأم كما يفترض ، وبالتالي هل من العبث الحديث عن دور مرتجا للوزارة ولو بتدخل اكبر في دعم أعلام الثقافة ومؤسساتها كي يكونوا أشخاصا عامين على مسرح الوطن العربي. لست اجزم للان وشروعاً على حوار آخر..!!

* رئيس الملتقى الثقافي – الكرك
DR_MAHADEEN@YAHOO.COM





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :