facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أن تكون محترما في هذا الزمان


شحادة أبو بقر
08-12-2019 02:00 PM

مؤلم حد الحزن ، أن تغدو القيم النبيلة والمبادىء الجليلة والأخلاق الحميدة في هذا الزمن المعاصر ، بضاعة كاسدة لا رواج لها في الأسواق ، فيما الظفر والغلبة لمفاهيم مستجدة عناوينها الفهلوة والشطارة وما يسمى بفن العلاقات والقدرة على قنص الفرص وإنتزاع المكاسب ، وبغض النظر حتى عما إذا كان ذلك يرضى خالق الكون جل جلاله ! ، أو حتى يحظى بشيء من رضى الضمائر ، هذا إن كانت الضمائر ما زالت تعمل لدى الكثرة من الخلائق ! .

مناسبة هذا الكلام ليست شخصية البتة ، وإنما هي عامة تماما ، وقد يكون دليلي هو كم كبير من الخبرة التي تراكمت بحكم سنوات طوال في العمل العام ، وفي أهم المواقع لدولتنا العزيزة العتيدة ، وهي سنوات خبرت فيها نوعين من الرجال ، الأول رجال أصحاب مباديء لا يتخلون عنها ويناضلون سلميا في سبيلها إذ يرون أن فيها صلاح البلاد والعباد ، وهم محترمون بالفطرة ، لا يصدر منهم ولا عنهم ما يمكن أن يناقض مبادئهم ، سواء إتفقنا أو إختلفنا مع تلك المباديء ، وهؤلاء أصفهم أنا ولا شأن لي بغيري بالرجال المحترمين .

والثاني ، رجال يميلون حيث الريح تميل ، يمدحون حيث تقتضي مصالحهم ، وبالذات ما داموا يتسممون صهوة المناصب ، ويذمون حيث تقتضي مصالحهم ذاتها ، سواء أكانوا على صهوة المنصب أو هم ترجلوا عنها ، وتلك هي سجاياهم بالفطرة أيضا ، ، ولن أصفهم تأدبا بما لا يليق لا بهم ، ولا بي .

أقصى ما تسمح به أخلاقي وأرجو الله أن تكون حميدة ، هو وصف النوع الأول بأنهم رجال كبار ، ولا أعني هنا كبر السن ، وإنما كبار في شمائلهم وسجاياهم ، وهؤلاء قطعا لا يغدرون ولا يخونون ولا يتآمرون تحت أي ظرف كان ، وحتى وإن خاصموا ، خاصموا بشرف ولا يمكن أن يصدر عنهم ومنهم إلا طيب في السلوك والكلام معا ، فهم أجواد كرماء سواء أمحلت أم أغلت ، وسواء تسنموا المناصب ،أم لم يجدوا وسط الزحام فرصة لشيء منها .

أما النوع الثاني ، فهم رجال جولة لا يصح فيهم أبدا وصف رجال دولة ، وهذا هو وإن صح التعبير والتقرير ، حظهم من هذه الدنيا الزائلة الغرور ، فالوطن عندهم بقرة حلوب ، يحبونه وإليه يتوددون ما دام الضرع يدر خيرا ، وإن نضب ، ذموه وعنه تحولوا إلى سواه ، ولا يضيرهم ذلك أبدا ، فإما أنا ، وإلا ، فبعدي فليأت الطوفان .

لن أطيل أكثر ، وما فائدة الكتابة أصلا في هذا الزمان ، فأنا وقد كتبت وفي أهم المواقع عشرات آلاف المقالات والخطابات والبيانات والكلمات والأخبار والمحاضرات والمداخلات وكل ما قد يكتب ، أستغفر الله العلي العظيم إن كنت قد زللت أو ظلمت في ما كتبت ، لكنني ارغب في أختم بما أعتقد وأجزم أنه الحقيقة والحق ، وهو أن الكبار في فكرهم ومبادئهم وسلوكهم وأخلاقهم ، هم في طليعة من يؤتمنون على الأوطان دون أن يرف للمؤتمنين لهم طرف ، ومن كانوا غير ذلك ، فنسأل الله خالق الكون ومدبر أمره وهو سبحانه لسائر خلقه بالمرصاد يمهل ولا يهمل ، أن يرأف بحالهم ويهديهم سواء السبيل ويجعل منهم كبارا كما يجب أن يكونوا.

حلم حيارى أن تكون محترما في هذا الزمان ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، وهو سبحانه من وراء قصدي .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :