عمون – محمد الخوالدة - يهدد الوضع المالي المتردي لمركز مؤتة للتربية الخاصة الذي تديره جمعية رعاية المعاقين في الكرك باغلاق هذا المركز الوحيد من نوعه بمحافظة الكرك من حيث ما يقدمه من خدمات التأهيل المسلكي لذوي الاعاقة ذكورا واناثا من ابناء المحافظة في الفئة العمرية (6-18) عاما، فيما يوفر المركز للفئة المستهدفة ايضا فرصة للتدرب في العديد من المجالات الحرفية، بما يمكنهم تاليا من إعالة انفسهم ومن الانخراط في الحياة العامة كشركاء فاعلين في المسيرة الوطنية لا عبئا عليها.

وتوقع رئيس الجمعية عماد العضايلة إغلاق المركز الذي يضم حاليا قرابة (40) مستفيدا بنهاية الشهر الحالي، فان ظلت اوضاع المركز المالية تراوح مكانها، فسيعجز كما قال عن دفع اجور (17) موظفا وموظفة يعملون فيه، اضافة لعجزه عن تأمين نفقاته التشغيلية الاساسية، مقدرا نفقات المركز السنوية الثابته باكثر من (80) الف دينار، فيما لا يزيد حجم ما يتلقاه من دعم مالي سنوي من الصندوق الاردني الهاشمي ووزارة التنمية الاجتماعية عن (36) الف دينار، يضاف لها وفق العضايلة (4) الاف دينار بدل تضمين ورشة المنجرة لاحد المستثمرين.

واعتبر العضايلة ان اغلاق المركز يعني ضياغ مستقبل الشريحة التي يستهدفها وبقائهم عالة على ذويهم ومجتمعهم، فيما يعني إغلاق المركز كذلك اضاف العضايلة فقدان العاملين فيه لمصدر رزق اسرهم الوحيد والحاقهم بسوق البطالة.

وبين العضايلة أن المركز اصبح عاجزا عن دفع رواتب موظفيه وعن تغطية كلف ما يحتاجه من خدمات اساسية، و"زاد" فوق ذلك فالمركز مطالب بسداد ديون واجبة الدفع الفوري بدل اشتراكات ضمان اجتماعي لموظفيه واثمان محروقات ومياه وكهرباء مقدرا هذه الديون باكثر من اربعة الاف دينار.

واوضح العضايلة ان كلفة المستفيد الواحد من خدمات المركز (180) دينارا شهريا، فيما تمنح وزارة التنمية الاجتماعية كل مستفيد مبلغ (70) دينارا فقط، وتشمل هذه المنحة بحكم انظمة وتعليمات الوزارة المستفيدين ما دون ثمانية عشر عاما لتشمل عشرين مستفيدا من اصل الـ (40) مستفيدا المسجلين في المركز حاليا.

وحث العضايلة الحكومة على سرعة التحرك لانقاذ المركز كمؤسسة وطنية رائدة ودعمها، قائلا: "واجب على كل المستطيعين، مؤسسات وافرادا، منوها بالدعم الذي يحظى به المركز من غرفة تجارة الكرك، وطالب العضايلة الشركات الصناعية الكبرى العاملة في المحافظة بالوفاء بمسؤوليتها المجتمعية تجاه المركز".

ولفت إلى امكانية اقامة استثمارات تحقق ريعا ماليا للمركز، اضافة لاهمية الاستثمارات ان اطلقت في تطوير برامج التدريب الحرفي للفئة المستهدفة من المركز، ومن الاستثمارات الممكنة بحسب العضايلة ان يتولى المركز تشغيل المنجرة الحديثة بدل تأجيرها لآخرين، والامل أن تمد وزارة التربية والتعليم المركز بمؤهلين من كوادر مدارسها الصناعية ليتولوا هذه المهمة، فيما يمكن ان تساعد وزارة الزراعة بتزويد المركز باخصائيين زراعيين من كوادرها لاستغلال مزرعة الخضار ومزرعة الدواجن والبيت البلاستيكي الموجود في المركز.

محافظ الكرك جمال الفايز قال انه اطلع من العاملين في الجمعية التي تدير المركز على واقع المركز واحتياجاته المختلفة، موضحا انه رفع مذكرتين وصلتا اليه من ادارة الجمعية احداهما موجهة للديوان الملكي والثانية موجهة لوزارة التنمية الاجتماعية.

من جهته قال مدير التنمية الاجتماعية في الكرك فيصل الضمور إن الوزارة تقدم اعانة سنوية لدعم الجمعية، وبالنسبة للمركز فانها مسؤولة عن متابعة ادائه فنيا، كما تدفع الوزارة والتزاما بالانظمة المتبعة مبلغ سبعين دينارا عن كل مستفيد مادون الثامنة عشرة من العمر.