facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تسابيح عراري عقب صلوات للفجر الطالع


ممدوح ابودلهوم
27-05-2007 03:00 AM

( إلى الأديب الشاعر ( خالد محادين ) .. على سرير الشفاء .. مع أطيب تمنياتي ) ( قنديل ) ؛
[ .. هل تريد أن تعرف ما هي قيمتك وقامتك فينا ؟
هل تريد أن تقع على أهمية إعراب جملتك الثقافية الإنسانية في كتاب الوطن بخاصة وفي سِفر الأمة بعامة ؟
هل تريد أن تتبيّن مكانك في القلوب والعقول وأوراقنا الأدبية ؟
أُحاولُ ، أبا سنان ، أن ألثم جرحاً وأُلطف حزناً ، لذلك لن آتي على مشهديّة بعينها تطيح بقمم الجبال ، فكيف بقلب أديب شاعر له رقة قلبك و ضوع قلمك ، حتى وإن كنتَ حريصاً أن تبدو دائماً ، وأعرفكَ قارئاً تلميذاً و صديقاً منذ قرابة عقود ثلاثة ، متحفزاً متوفزاً ترتدي بزة الفارس المحارب أمام الآخرين – المتطاولين منهم بخاصة ، آنئذٍ ، وقد شهدته غير مرة شهادة عين ، يستوي الصوت رعداً ضارباً هوناً والقلم سيفاً بتاراً حيدريَّ الفعل هوناً آخر ، أما المشهدية ، يا صاحب الصلوات ، فكانت وما زالت اغتيال هوى النهرين شهيد العرب والعروبة الخالد صدام حسين ، ما يعني إعداماً لآخر القلاع العربية و .. لن أزيد !
لكن وأعلم حجم الطعنة وأثرها الذي أقعد المحارب فيك على سرير الشفاء لا المرض ، وأسأله تعالى أن تمر كما مرّت حروبك القديمة ، وقد مُنعتَ من البوح غيرة مرة وإحداها حين كنت تكتب تحت اسم ( مروان الخال ) .
وبعدُ .. ولعلي أطلت ، فهاهيَ صلاة مواطن خلف إمامه صاحب ( صلوات للفجر الطالع ) ، وهي باب من روايتي ( أوجاع التطواف ) التي أهديتها لكَ وللحبيب المرحوم مؤنس الرزاز والأديب جمال أبو حمدان – كلٌّ في أفقٍ بعينه وكلٌّ لعملٍ مبدعٍ بعينه ، والتي استوقف التجريب التجديديُّ فيها الناقد اللبناني الفذ (د.جورج جحا ) – مع أنه لا يعرفني ، فسطرَّ عبر ( رويترز ) مادة نقدية نشرتها باللغات الثلاث معظم الصحف العربية ، بينما وكالعادة وهو مما بات في مألوفنا الثقافي الأردني ، لم يلتفت إليها أحد سوى الشاعر الصديق حسين نشوان والناقد الشاعر محمد ضمرة ، فقُمْ ، فارسنا أبا سنان ، رمزاً رابضاً و قلماً ضارباً ، وعُد بسرعة إلينا نحن بعض محبيك ومُريديك سالماً غانماً .. مع ( غِمر فريكة ) تبزُّ بركته طعمه الأحلى ، وكانت سنابله ( قبلُ ) تتراقص عراقة وفرحاً ، في سهل كريم من سهول الكرك الأبية في الجنوب الأشم من أردن الهواشم العظيم . ]


* * *


[ .. قد صلّى معكَ ذات كرامةٍ للفجر الطالع – الغائب ، الساعةَ ، بفعل أخدانِ العَتَمَةِ الأطلسية لكن بلون الدم !
هل تذكّرته ؟
هل تذكّرت شهادته ؟
هل تذكرُ مشهد تصفيقهِ لقصيدك ، و قصيدِ ( ابنِ زَيْ (1) ) في رحيل أُمه ، و صاحب ( عصافير الحذر ) (2) ؟
هل تذكره على مدرج كليّة الآداب ، و الكركيّ والعجلونيّ على الباب ، يحرسان أصيل القوافي (3) ؟
هل عرفته .. بعد إذ لم يعرفوه ؟
قال لهم مُنتسباً بأنه ما زال باقٍ على ما كان عليه صاحب الصلوات ، استنكروا هاجوا و ماجوا وأمروا بليلٍ ثقيل ، فسادَ و مادَ و استمعن في الشهادة صارخاً : باقٍ .. و لن أحيد !
باقٍ .. حتى لو سنّمتمُوني ذُرى ساحٍ ، كان سيكون منبرها لي و للطيبّين خِلاّني ، لو أنّها أشرقت من مشرقٍ نشمويٍ أصيل !
باقٍ .. حتى لو حطّوا صفري المسلوبَ في يميني ، ووضعوا هويتي المُدانة في يساري !
صفريّ المسلوب .. كيما أعود من جديد فأحيا حياتي المرادة ، فأطلُ من ثمَّ على صهوة جوادي ، على نقطة الانطلاق المرتجى لذاتِ السباق الباسلِ .. نحوَ قلبِ الوطن !
هويتي المُدانة .. أصيلةً ، بريئةً ، بهيةً ..كما حُضورِ نشميّةٍ من ( حِسبان ) ، تبذرُ خلف محراث ابن عمها المستبشر بموسمٍ قادمٍ .. بقمحٍ عميمٍ في صبحٍ عظيم ، لذيذةً .. مثل رائحة رغيفِ خبزٍ من قمحٍ عتيق ، خارجٍ لتوهِ من طابونِ بلقاوية أو من على صاج بدوية !
هويتي المدانة .. تعودُ عريقةً كما كانت ، فأعود بها لإصطفافي الحميم – المدانُ .. هو أيضاً ، ليس فقط لذات الأسف الغرناطيّ إياه ، بل وأيضاً لذات التكالب الخِرافويّ على خِراشٍ في داخلي المطحون !
قال لهم بأنه قد قرأَ ، قبل بائيّتهِ ( المِربديّة (4) ) ، أنّ :
( بُسطارِ شهيدٍ من بلدي / يبقى أطهرَ من كُلّ دواوين العالم ) (5) !
فقلت و .. سأبقى أقولُ كُلّما أَنشَد هذا : آمين ..ولا الخائنين !
قالها ، ثم دعا بعد ذلك .. دحنونياً ، بمجدٍ تليدٍ لنشامى وغدٍ أكرمَ لبواسلَ أحرار ولحرائر نشميّات !
باح لهم بالذي أخفى علّهُ خلاصاً يرى و .. لكن !
لم يسمعوا الدّالةَ ، أوا شاعرَ بلدي ، بعد إذ كذبوا الصلاة !
شدّوا لسانه بنسعةٍ فوثاقهُ .. مِن ثَمَ ، بحبلٍ من مَسَدهم المارجيّ كانوا يتمنطقون به وفي الأعناق ، واقتادوه إلى محطبةٍ لاهبةٍ تحاولُ كانت النارُ الهروبَ منها .. فما تستطيع !
وجاء في شهادته أنّهُ أنشدَ بلا صوت :
( ليتَ المآسي لمْ تعُدْ .. إذْ عادْ / لمْ تجثمْ على صدرِ العباد .. ) !
ثم .. علا نعيقُ غُرابٍ فنَعيبُ بُومةٍ فوق صوتهِ ، والذي خرج لحظتها مبحوحاً .. مقروراً ومخنوقاً !
وجاء في الشهادة بأنه قال لهم : فأنا ، يا أنتم ، صاحبُ الفكرة البيضاء ، الفكرة / الصيّحة التي تحاولُ أنْ تجوس في كلّ البلاد .. و لكن !
وجاء في الحكاية : لمْ يصل من نشيده المُطارد إلاّ هذه الكلمات .. وقد تقطعت حَسَرات :
( و بكوا على قبر الصباح / لكنّهم يا حلوتي لن يعلموا / إلاّ .. متى هبط المنون ) !
وقيلَ .. أيضاً ، بأن خانساً مُلوناً مأموراً منهم قد أمرَ طُغمةً منهم ، بأن : أدخلوا رمادَ نشيدهِ في عينيه ..فلا يرى !
وجيء بالسوط الغريب / الرهيب ، أما النارُ .. فأوقدوها بين يديّ الشهود : الغزاة / الحفل : الحضور !
بعد ذلك .. أوتيَ بِ ( ليلى ) كانت له .. ذات زمنٍ شعريٍ مُونقٍ ريّانَ الهوى !
وإذ صرخ صرخةً قيسيّةً حتى توقّف كُلُّ شيء ، إلا لسع النار وصدى رؤية ليلى ، رغم ما في عينيه من رمادٍ ودمٍ وقَذَى مسألتهِ الكبرى !
تراكضوا .. يتداعون لخنق الصيحة في المكان !
سمعوهُ لكنهم لم يفهموا لغة الصرخة ، هي .. وصلتها ، هي ذات البحّة الرخيمة حين كان ينشدها ذات أماسٍ دفيئةٍ غابت ، قوافٍ تُحدثُ زلازل لا ألذ ولا أحلى في خافقها العاشق !
فهمتها .. فكانَ رذاذ فرح سرعان ما انقلب شلالَ دُموع ، حين أكملَ باقي حروف الصيحة : إلاّها .. طاب موتي .. أينكمُ يا أهلي .. أموتُ أنا .. أناكم القابض ، وتعرفونني ، على جَمْرِ ما وراء أكماتِ ما قاله أمير الشعر في بلابل الدوح ..ما قاله هنديّ أحزان الصحراء (6) .. ما أنشدهُ صاحبُ أحدَ عَشَرَ كوكباً (7) ، وهو يحنّ إلى رائحة خبز أمه وفنجان قهوتها اللذيذ .. لولا جوع المعنى .. ألف آه يا يوميات الحزن العادي (8) !
طارت الكلمات مع كلماته ولم يبق من شلال الدموع ، إلا مساقطُ تسبحُ فيها جنيات الحكاية !
و إذ وصلوهُ .. بدأوا من جديد .. سيرتهم الأطلسية الأولى !
عرّوهُ من باقي حروف صيحته .. فكرته البيضاء العتيقة ، حتى بدت .. لكن لم تسؤهم !
ثم .. عرفنا ، بعدُ ، أنّ عِلييّنَ قد أمَرَت باستشهادٍ عراريّ .. فكان الرحيل !
كانت هناك يا صاحب الصلوات أقدامٌ .. جِيءَ بها حسْبُ ، لسحقهِ حتى الصفْريّة .. فطأطأت الهوية !
بحثَ عن فجركَ وقد تنادوا بطلوعه لكي يُصلّي فلم يجده !
ثم وما زلنا نقرأ في ذات الحكاية ، بأنه رغم موته الداخلي حين أعربوه بأنّه ظلٌ أو شيءٌ أو هامشٌ ، ما زال يبدو من على تخوم المكان في حزنٍ وعلى قلق ، يحاول دون جدوى أن يكون ولو نمراً من ورق ، فما زال يبحث عن فجر وطني عربي وبهي كيما يصلي ، وعن صفره المنهوب وهويته المسلوبة .. بأمر الغرباء الجاثمين ، فلم يجد إلا ذات الصدى اللعين !
ما زال يبحث في أتونٍ مارجيٍ لعين ، في لهبه الغريب .. كل ألوان الثعابين !!!]

* * *
1- محمد ناجي عمايرة .
2- إبراهيم نصر الله .
3- خالد الكركي و إبراهيم العجلوني .
4- نسبة إلى مهرجان (المربد) الشعري في العراق .
5- من دبوان ( صلوات للفجر الطالع ) للشاعر خالد محادين .
6- تيسير السبول .
7- محمود درويش .
8- مقالة + كتاب نثري لمحمود درويش .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :