facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الدولة واللغة


د.مهند مبيضين
17-12-2019 01:06 AM

تثير الوثائق الوطنية التي تعود لتاريخ مبكر مع تأسيس إمارة شرقي الأردن وحقبة الثلاثينات من القرن العشرين، إلى وعي فكري لمسألة اللغة، متمثلا عام 1924 بصدور الارادة السنية المطاعة من لدن سمو الأمير عبد الله المؤسس آنذاك، بتأسيس مجمع علمي، على غرار المجمع العلمي في دمشق، وقد نشرت مجلة المجمع العلمي العربي في دمشق ما يشير إلى ترحيب مجمع دمشق بالمجمع الرصيف الذي أسس في عمان، وقد نهض بتأسيس المجمع نخبة من رجال الحركة العربية أمثال رشيد بقدونس وحسن الكرمي ورضا توفي الفيلسوف التركي المشهور.

ومن وثائق المقر العالي وثيقة نادرة صدرت بتاريخ 10/4/1938 وهي موجهة من قبل رئيس الديوان العالي إلى فخامة رئيس الوزراء الأفخم ومفادها إبلاغ أوامر سمو الأمير المؤسس آنذاك بضرورة اعتماد المؤسسات والدوائر الرسمية في الدولة لمصطلح «مرقمة» عوضاً عن مصطلح الآلة الكاتبة، نظراً لما كان يثيره مصطلح الآلة الكاتب من ارباك وغرابة، وتدل الوثيقة على تدخل الأمير المؤسس بضبط المصطلحات ومتابعته الدقيقة لأعمال ديوان الإنشاء والبلاغة في دوائر الدولة الوطنية.

في عهد الملك المؤسس ولاحقا الملك طلال يوجد عدة وثائق وخطابات من خطاطين عرب في لبنان تحديدا يأملون أن يعينوا بوظيفة خطاط الأمير أو الملك، ومنهم من اقترح شكلاً محدداً لورق رسائل الأمير المؤسس، واللافت حرص الملك المؤسس والملك طلال على اجابة الرسائل والتواصل مع أصحاب الاقتراحات عبر المفوضية الأردنية في بيروت. وهذا كله يحتم بذل جهد علمي بحثي حول مسألة اللغة والدولة، وكيفية تشكل اللغة التشريعية والقانونية والديوانية وخطابات الملوك.

في عهد الملك حسين رحمه الله، انشئت الجامعة الأردنية 1962 وكانت منارة معرفية ما زالت تشع حتى اليوم في مسألة اللغة العربية، والـتأسيس الأهم لمجمع اللغة العربية في 1 تموز 1976م، مع العلم بالفرق بين المجمع العلمي 1924 ومجمع اللغة العربية 1967 إلا أن الهدف العام كان إدراك أهمية اللغة، وفي عهد الملك عبدالله الثاني حفظة الله تضاعف الاهتمام باللغة العربية وصدر قانون لحامية اللغة العربية، واقر اختبار الكفاءة اللغوية للمعينين في الدولة وعبر بوابة مجمع اللغة العربية، الذي ينهض اليوم بالكثير من مسؤوليات الهوية اللغوية، وزادت الجامعات والمدارس إلى حدود كبيرة، تشكل اليوم مستقبل الدولة وقوتها الكبيرة.

وثمة مبادرة «ض» للغة العربية التي اطلقها ولي العهد، وتشرف عليها مؤسسة ولي العهد، وهي مبادرة جديرة بالاهتمام والدعم، كونها تمثل مسعًى نبيلاً لولي العهد الأمير حسين بضرورة توحيد الجهود المبذولة تجاه اللغة العربيّة وتمكين شبابنا بالمزيد من المهارات ليكونوا سفراء عالميين للغتنا الأم.

ختاماً إن الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في الأردن اليوم، ليس مناسبة عابرة، فمنذ الملك المؤسس ومروراً بالملك المشرع طلال رحمه الله والحسين الباني رحمه الله وصولا إلى جلالة الملك عبدالله الثاني المعزز وجهد ولي عهد الميمون وقبل ذلك لا ننسى غيرة وحمية شريف مكة الحسين بن علي على الهوية والأمة العربية، فإن من الإنصاف التذكير بجهود الهاشميين في حفظ اللغة والتوجيه للسبل الأمثل لحفظها ورعايتها بما يسهم في نهضة الأمة والحفاظ على هويتها.

(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :