facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في الجاهزية والبنية التحية


أ.د. اسماعيل الزيود
01-01-2020 06:04 PM

أستهل حديثي بالحمد لله على أمطار الخير بعد أن تأخر الموسم المطري على غير العادة ولكن رحمة الله كبيرة
إن ما يمكن أن يقال ويجب الإنتباه إليه جيدا في سياق الحديث اليوم عن الجاهزية أو الجهوزية إستعدادا لاستقبال الشتاء بكل مفاجآته الطيبة الخيرة إن ننظر لتاريخ واقعنا الحاضر برمته ومحاولة دراسة ذلك الواقع عبر العقود الثلاثة الماضية لمعرفة الحاضر للبنية التحتية وما شهدته من ضغط سكاني كبير فيما واقع تلك البنية التحتية بقي على حاله مع إجراء الصيانة المستمرة والدورية لها، إلا أن ذلك لا يمكن أن يكون كافيا أمام موجات الهجرات الداخلية المتوالية للعاصمة عمان مضاف إليها موجات الهجرات القصرية نتيجة لما شهده الإقليم من ويلات وحركات احتجاج وثورات وحروب وتغيرات كثيرة أدت إلى زحف وتجهير قصري للأردن فكان نصيب العاصمة عمان الأكبر.

وبعيدا عن لغة المديح أو القدح والذم أو الاستهتار بالردح واللوم الذي أصبح عادة سنوية في هذا الموسم الطيب فالأمر أبدا ليس بالخطابات ولا بالاعلانات المسبقة ولا حتى بحجم التحذيرات المتوالية وليس مرتبط أبدا بعدم توفر الآليات والمعدات اللازمة.

الأمر يحتاج حقيقة لحلول جذرية وإن إتخاذ تلك الحلول أمر أظنه ليس بالبساطة والسهولة واليسر الذي يمكن به الخروج من معضلة مشكلة البنية التحتية في عمان وأطراف عمان.

هنا لا بدّ من أن نورد الآتي ونخاطب المواطن بواقع الحا فإن الأمطار التي تسقط اليوم لا أظنها تلك الكميات التي إعتدنا على هطولها قبل ثلاثة عقود ونيف والتي تعايشنا معها آنذاك باعتبارها تمثل جزء من موسم الشتاء فأصبح لدينا ثقافة التعامل مع الموسم المطري مضافا إليه هطول مستمر للثلوج وأظن أن فترة أو عمر فصل الشتاء أيضاً قد قصر عما كان عليه.

إذن أين تكمن المشكلة ولماذا حالات الغرق والفيضانات التي نشهدها في الشوارع والبيوت اليوم والتي تتكرر سنوياً بالرغم من إعلان الجهات المختصة بالجاهزية لاستقبال فصل الشتاء والتوعية المستمرة.

وعليه بالاستاذ إلى ما أوردته أعلاه فإن القضية الأهم التي

يتم تجاوزها والقفز عنها من الجميع دون الوقوف عندها مطلقا هي الزيادة الكبيرة المضطردة في عدد السكان اليوم عما كانت عليه في تسعينيات القرن الماضي يعني بعد ثلاثه عقود تجاوز عدد السكان على الضعف وأكثر ، بينما أن حال البنية التحتية والصرف الصحي بكافة أشكالها لم يطرأ عليها أي تغيير بل فقط أعمال الصيانة الاعتيادية الدورية عند الحاجة وذلك ليس لأي سبب كان أو مرتبط بتقصير جهة بعينها فالأمر بجله مرتبط بأخطاء تراكمت أو بعدم التنبه مبكرا للتخطيط وإتخاذ السياسات والاستراتيجيات حيال مستقبل التوسع والزحف في السكن والمساكن والابنية المختلفة والتي أدت إلى الضغط على العاصمة عمان حيث زاد الضغط في عدد السكان إلى حد الانفجار السكاني والتي أصبح يسكتها ما يزيد على ثلثي إجمالي سكان الأردن. بالتالي أصبح من الطبيعي جدا مهما كانت درجة الجاهزية سوف لن تكون الحلول الانية كافية لتحل المشكلة وسيتكرر الحال نفسه من تحت الأرض إلى فوق الأرض ليوثر على واقع الحال والاستثمار والمحال والإسكان والسكان.

فالصورة تعكس ذاتها في شكل الضغط على حال التعليم في الجامعات والمدارس والواقع الصحي والمستشفيات وفي الشارع العام نفسه إثناء القيادة وإثناء مسير المشاة نفسهم.

أمام كل ما ذكرت أعلاه أعيد وأقول بأن الحال سيبقى وستتكرر نفس المشاكل التي نعيشها في فصل الشتاء وبهذا الموسم، والتي هي أصبحت ومنذ عشرة سنوات تكرر ذاتها، نعم ستبقى المشكلات لأن من خططوا سابقا لبناء عمان وبنيتها التحتية لا أظنهم أدركوا مسبقاً أو حسبوا حساباتهم ليوم كمثل هذا اليوم ولا لعدد سكان بهذا الشكل الذي تضاعف بهذه السرعة نتيجة للهجرات المتتابعة والحروب والكوارث في الإقليم اليوم.

هذا كله أبدا لا يعفي أحد من أخطاء جسيمة في التنظيم والتخطيط لمستقبل عمان وأطرافها بتجاوز أزمة البناءالعشوائي الذي يقف عائقا شاهدا كبيرا وتحديا رئيسيا أمام أي مشاريع إصلاحية هيكلية للبنيَة التحتية للعاصمة عمان التي يزيد سكانها عن خمس مليون نسمة.

أخيرا أتمنى أن ندرك اليوم بأن القادم أيضا مجهول وبالتالي لا بدّ من أن يكون التخطيط بعيد المدى يأخذ بعين الاعتبار ما لا يمكن حسبانه هكذا نطمئن على مستقبل عمان عاصمتنا الحبيبة وأهلها وسكانها والأردن من شماله إلى جنوبه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :