facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شوزيفرانيا السر والعلانية


د. عامر السبايلة
18-12-2009 10:46 PM

لا تخلو الاجتماعات الأكاديمية العلنية و خصوصاً تلك المغطاة من الصحافة و الإعلام والتي تشهد حضوراً دولياً أوحضور أصحاب القرار من الحديث المطول عن البحث العلمي، أهميته و أولويته, مخصصاته و متطلباته و حتى مقتطاعاته، و الإجراءات المتخذة و التدابير المحضرة لترقى بالبحث العلمي إلى أعلى مستوياته.

هذا حال الجلسات العلنية و التي سأم المستمعون منها و أصبح أطفالنا قادرين على إعادة نفس الشعارات الرنانة و ترديد هذه العبارات الرنانة و تصوير حلقات برامجية ليلاً و نهاراً، و في ذهنكم و ذهننا صور هذه الاحتفالات الشهيرة و الخلوات القديرة المعدة لتمجيد البحث و الباحثين.

الجلسات المغلقة و الاجتماعات المتكررة حالها مختلف بعض الشيء، ففيها يتم التشديد من قبل أعضاء في مجلس التعليم أو القلة التي تختص بالشؤون الأكاديمية ضمن مجالس الأمناء، أن أولويتنا و أولوية جامعاتنا تدريسية و ليست بحثية و عليه إن الجامعات الأردنية تعنى بعدد الطلاب القبولين و المردود المادي.

هذه الصورة و التي تحول الجامعة من منارة بحث و علم إلى امتداد انظام تدريسي مدرسي الطابع يخضع فيه الطالب لعمليات التلقين المتكررة و المتعددة و ضمن هذا الواقع المخالف لكل الشعارات المطروحة و الأهداف المكتوبة، و تطفو على السطح كل الممارسات السلطوية في مناخ بعيد كل البعد عن الأكاديمية و قريب جداً من مرض "جوع السلطة".

يطلب من الأستاذ الجامعي أن يقوم بتدريس 18 عشرة ساعة- بحجة نقص الكوادر- وحتى لو اتفقنا أن نصاب 12 ساعة أيضاً يشكل عبء كبير على المدرس. إذاً 6 مواد دراسية كلها بحاجة لإعداد و تحضير و أداء امتحانات بأوقات محددة و تقييم ما يقارب 240 طالب في كل فصل. و لا بد من التأكيد لمن يعتقد أن هذا العبء يشكل دخلاً إضافياً حقيقياً أنه لا يشكل ذلك.

مجرد تصور هذا الواقع بحيادية تامة يسقط كل شعاراتنا العائية العلنية و التي نرددها و نتغنى بها في لقائاتنا المتعلقة بتطوير البحث العلمي. و من المحزن أيضاً أن نعلم أن الأستاذ الجامعي مطالب بإعداد أوراق بحثية و نشرها في مجلات علمية عالمية مُحكمة و من بعد هذا كله تشكل لجان داخلية لتقييم البحث العلمي المنشور في تلك المجلات و كأن الجميع نسي أو تناسى حجم الضغط و تبديد الوقت في إعطاء هذا الكم الهائل من المحاضرات و الإعداد للامتحانات.

و السؤال هنا: إن كان مسؤولونا في جلساتهم الداخلية يعلنون و يؤكدون أن أولويتنا تدريسية، اذاً لماذا لا زلنا نتخذ من الأبحاث المنشورة معياراً للترقية؟

السؤال الثاني يتعلق بمسألة مهمة و هي طريقة التعامل مع الأستاذ الجامعي و احترام وقته و خصوصيته، حيث يتم للأسف إقحام الأستاذ الجامعي بكل الأعمال التي لا تمت إلى مهمته الأكاديمية بصلة، كالمشاركة بلجان إدارية، و الإشراف على انتخابات و تنظيم احتفالات بدلاً من محاضرات, أو ضرورة مشاركته في لجان أومراقبة امتحانات و حضور اجتماعات لا هدف منها إلا ضياع الوقت ضمن أسلوب يجهل تماماً معنى الرسالة الأكاديمية، و يجهل أيضاً أن استقلالية الأستاذ الجامعي و وقته هما أساس العمل الأكاديمي و ليس إقحامه في أمور لا تعنيه، و إن كان يحق لنا هنا السؤال عن جدوى وجود أعداد كبيرة من الموظفيين الإداريين في الجامعات، و إن كان من الواجب حفظ الأدوار على أرض الواقع و ليس فقط بالمسميات: إداريين و أكاديمين.

فكيف بعد كل هذا نبقى نرتجي أبحاثاُ مكتوبة و مساهمة فكرية لأساتذتنا و مفكرينا و الذين لا يملكون اليوم حتى الوقت لقراءة كتاب أو كتابة مقال.

آن الاوان أن نتخلى عن الطرق العقيمة التي نتعامل بها مع أكاديمينا و إدراك حقيقة أن لهم مهمة أسمى تكمن في البحث و التطوير و نقل هذا التطوير و التجديد للأجيال القادمة و إلا بات التعليم عملية متحجرة تجتر المعلومة اجتراراً و تعاني من شُح فكري.


http://amersabaileh.blogspot.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :