facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"باراسايكولوجيا" السياسة التركية


د.حسام العتوم
08-01-2020 10:09 AM

لسبر أغوار العقلية السياسية التركية، ومنها الباطنية، وهو ما يعرف "بالباراسايكولوجيا" فلسفة، واصطلاحاً، ومعرفة، يتطلب منا الأمر العودة بتركيا إلى عمق التاريخ الحديث، وإلى حجمها في الاقليم، وإلى موقعها ووزنها وسط الدولتين العظميين روسيا، وامريكا، ولمعرفة ما يحرك مصالحها وسط العرب وفي الشرق الأوسط. وما دفعني للاقتراب من الموضوع التركي برمته هو توجهها لدخول الفضاء الليبي عسكرياً وبدعوة من طرف سياسي من دون الحاجة لطرف آخر مماثل، واقصد حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز سراج، ولمواجهة قوات المشير خليفة حفتر الذي يقترب حراكه على الأرض من العاصمة الليبية "طرابلس" باسم الجيش، وبإسناد من روسيا بطبيعة الحال.

يقول محمد نور الدين في كتابه "تركيا والربيع العربي" صعود العثمانية الجديدة وسقوطها وتحت عنوان "كومنولث عثماني" بزعامة تركيا: (للمرة الأولى يؤكد وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو ما كان ينفيه دائماً من سعيه إلى عثمانية جديدة يكون لتركيا فيها الدور القائد.

احدثت المقابلة التي اجراها جاكسون دييل في صحيفة "الواشنطن بوست" الاميركية قبل عدة ايام، ضجة في تركيا تقاطعت مع ما نقلته وثائق "ويكيليكس"، التي وصفت داود اوغلو بأنه يرى أنقرة مركزا للعالم، وبأنه يحمل "خيالات العثمانية الجديدة الإسلامية".

وكلنا نعرف في المقابل طول الفترة الزمنية للامبراطورية التركية في بلاد العرب، وكيف انتهت على يد ثورة العرب الكبرى المجيدة بقيادة شريف العرب وملكهم الحسين بن علي عام 1916، وكيف التف الاتراك عليها وتحالفوا سراً مع اتفاقية سايكس – بيكو ذات العام لإحباط الثورة.

والآن ترسم تركيا أوردوغان دوراً لها في ليبيا بعد انهيار نظام معمر القذافي، وتساند حكومة الوفاق، وتناهض جيش الجنرال حفتر، وكسر العظم سيكون في ميدان طرابلس العاصمة.

وسؤال عريض يطرح نفسه هنا هو كيف ستتصرف تركيا بكامل حجمها الاقليمي القوي، وهي المحسوبة على حلف (الناتو) العسكري الغربي بقيادة امريكا، والصديقة حالياً لروسيا، وعلى مستوى سياسي، واقتصادي وعسكري ملياري رفيع المستوى، في زمن معاصر تقف فيه روسيا مع قوات حفتر؟ وهل سيؤثر اصطفاف تركيا الجديد مع نصف ليبيا على علاقتها مع روسيا الداعمة للنصف الآخر من الجمهورية الليبية العربية؟ أم أن الصداقة بين دولة الاقليم تركيا، والدولة العظمى روسيا لا تتعارض مع دور كل منهما السياسي والعسكري في ليبيا؟ وهل البترول الليبي المتميز نوعا هو مستقطب للتدخل الخارجي أم موقع ليبيا الاستراتيجي وسط شمال افريقيا العربية؟

وهل للحرب الباردة التي تقودها امريكا باسم الغرب، وتزج بها تركيا دور في الحرب الليبية المعاصرة؟

ونعرف في المقابل بأن روسيا ترفض الحرب الباردة، وسباق التسلح، وتحتفظ ذات الوقت بحق المواجهة، والتطوير المستمر لسلاحها التقليدي وغير التقليدي. فماذا هناك في شمال افريقيا؟

ان ليبيا اليوم ليست ليبيا القذافي التي تحدث عنها المؤلف حسن صبرا في كتابه "نهاية جماهيرية الرعب"، والأصل ان يتم فيها تقاسم السلطة في طرابلس مناصفة وبعدالة، وفي إطار دستور جديد يضمن الاستقرار، ويحقق التنمية الشاملة لكل الليبيين الذي عانوا طويلاً من انهيار نظام دام 42 عاماً بحلوه ومره، وبما حقق، وبما أرعب. ومن حقهم أن يعيشوا حياة كريمة ترتقي لمستوى ما تمتلكه بلدهم ليبيا من مصادر طبيعية ثمينة يتقدمها النفط الذي يشكل نحو 94% من عائدات ليبيا، وباحتياطي يقدر بـ 4.5 مليار برميل، والغاز باحتياطي يزيد على ال 55 تريليون قدم مكعب، إلى جانب الحديد، والاسمنت، والبتروكيماويات. وشاطئ من البحر المتوسط وبطول 2000 كم.

وربما، والخيار للشعب الليبي بطبيعة الحال، أن من أفضل الخيارات لليبيا العودة للملكية التي انتهت بانقلاب عام 1969 على الملك ادريس وإن تعذر، فإن في وحدة الجناحين الليبيين المتقاتلين حالياً بقيادة سراج، وحفتر افضل الخيارات بعد عقد مؤتمر توافقي لتقاسم السلطة، ولتوحيد تحالفات ليبيا الخارجية لما فيه المصلحة الاكيدة لكل ليبيا الجمهورية العربية التي ندعو لها لكي تتعافى.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :