facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شخصية الرئيس وكيفية اختيار الوزراء


السفير الدكتور موفق العجلوني
14-01-2020 12:50 AM

في بداية حديثي ارجو ان اؤكد وبكل تجرد انني لا اتحدث هنا عن دولة الرئيس الدكتور عمر الرزاز والذي أكن له ولمجلس الوزراء كل تقدير واحترام، ولست هنا في محضر تقييم دولة الرئيس واصحاب المعالي الوزراء.

وانما اتحدث بشكل عام ومن خلال بعض الدراسات والأبحاث عن شخصية رئيس الوزراء أي رئيس وزراء وفي أي دولة من دول العالم وكيفية اختيار الوزراء والصفات الواجب توفرها فيهم.

تشير بعض الدراسات ان من اهم الصفات الواجب توفدها في رئيس الوزراء – أي رئيس وزراء - أن يحافظ على مصداقية أخلاقية معينة قابلة للتطبيق : لأن من لا يلتزم بمعايير أخلاقية معينة ، لا يمكنه أن يطلب من وزرائه الالتزام بها ، بحيث يكون له القدرة على تحمل النقد ، لأنه لا يمكن لرئيس وزراء في موقع هرم المسؤولية ان لا يتحمل استماع نصيحة أو تصحيح خطأ وأن يكون في موقع رئيس الوزراء او الوزير الأول كما يقال . وكذلك القدرة على التخطيط ورسم الاستراتيجيات، وأن يفكر أكثر وأعمق وبشكل مبتكر. وبالتالي رئيس الوزراء هو من يوزع الأدوار ويضع التكتيك ويحدد الأهداف لمجلس الوزراء. ومن اهم المواصفات التي يجب ان تتوفر برئيس الوزراء:

• الجرأة على اتخاذ القرارات الصعبة : هنا لابد من السرعة والوضوح في حسم الأمور، وإلا سيصبح إيقاع مجلس الوزراء ايقاعاً بطيئا، وبالتالي يثير العديد من التساؤلات على مستوى العامة.

• أن يكون مستمعا جيدا : فالرئيس الناجح، يعرف من أين يأخذ المشورة ويستمع للوزراء، كل في مجال اختصاصه.

• يجب ألا يغيب الجانب الإنساني عن الرئيس : الرئيس الذي يرى في وزرائه انهم مجرد مجموعة من الكفاءات المتخصصة تؤدي عملها ، مغفلا التواصل الإنساني معهم، لن يكون عادلا معهم، لأنه لا يراعي الظروف الشخصية لكل واحد منهم .

• العفوية وعدم التصنع: هذا الأمر مهم جدا للوزراء لأنه عندما يكون رئيس الوزراء شخصا متصنعا أو متقلب المزاج فسيحتار الوزراء في كيفية مخاطبته والتواصل معه.

• التمتع بموهبة التنظيم : وإلا فسيفقد قدرته في السيطرة على مجلس الوزراء واحترام وتبعية الوزراء.

• عدم الخوف من ارتكاب بعض الأخطاء: فقط من يعمل يمكن أن يرتكب أخطاء. أما من لا يعمل أبدا فلن يضطر لارتكاب أي خطأ. ليس هناك أسوأ من رئيس وزراء متردد ومكبل بالخوف من الخطأ.

• أن يكون مستعدا لتقبل أخطاء الوزراء: كل رئيس وزراء يجب أن يكون سعيدا عندما يكون عنده وزراء قادرين على تحمل المسؤولية وارتكاب بعض الأخطاء أحيانا ومعالجتها، دون تكرارها.

من جهة أخرى، تشير بعض الدراسات أنه لا يمكن القول إن هناك معايير وتقاليد عريقة وثابتة لاختيار أهم المناصب المسؤولة عن إدارة شؤون الدول داخليا وخارجيا سواء الرئيس او أعضاء مجلس الوزراء، إذ تفاوتت المعايير لاعتبارات تارة محلية وخارجية وتارة معايير أخرى وبنسب متفاوتة.

وقد لوحظ تعيين شخصيات لتولي منصب رئيس الوزراء وفقا للحالة العامة لهذه الدول او تلك وحسب الظروف العامة سواء كانت داخلية ام خارجية.

على رئيس الوزراء ان يظهر نفسه دائماً في اختيار الوزراء ميالاً لذوي الكفاءة والخبرة والجدارة، والمشهود لهم بالولاء الوطني بعيداً عن المحسوبيات وذوي القربى والنسب.

و تشير بعض الدراسات ، ليس من السهولة بمكان اختيار الوزراء، اما ان يكونوا لائقين او لا يتفقون مع فطانة الرئيس وحسن تبصره في الأمور. والانطباع الذي يتولد عن الرئيس وعن تفكيره ، يكون من خلال رؤية الوزراء الذين يحيطون به.
فعندما يكونوا من الاكفاء والمخلصين يتأكد الشعب من حكمة الرئيس لأنه استطاع عند اختيار الوزراء تمييز هذه الكفاءات والاحتفاظ بها . اما ان كانوا على النقيض من ذلك ، فسوف يأخذ الشعب فكرة سيئة عن الرئيس ، إذا ان الخطأ الأول الذي اقترفه الرئيس هو اختياره الأول لهكذا وزراء.

وتشير الدراسات ان هنالك ثلاث أنواع من رؤساء الوزارات:

الأول يدرك الامور بدون عون او مساعدة او استشارات، اما الثاني فيدرك الامور بمساعدة الاخرين وارشادهم ومشورتهم. اما الثالث والأخير فلا يدرك الأمور لا بالمساعدة ولا بغيرها. وبالتالي النوع الأول من الرؤساء ممتاز، والثاني جيد، اما الثالث فلا جدوى منه.

وهنالك طريقة تمكن رئيس الوزراء من معرفة الوزير الذي وقع اختياره عليه، وهي طريقة لا يمكن ان تخطئ ابداً.
فعندما يفكر الوزير بنفسه وبمصالحه الخاصة أكثر من تفكيره بمصلحة بلده ، فان مثل هذا الوزير لا يكون وزيراً نافعا او فيه خير لبلده، ولا يمكن الاعتماد عليه بشكل من الاشكال . لان من توكل له امانة المسؤولية كوزير يجب ان لا يفكر بنفسه وان ينصب تفكيره على الخدمة العامة. وعلى الوزير الذي تم اختياره ان لا يطمع بتحصيل ثروات او القاب جديدة ويجب ان يحافظ على المنصب الوزاري الذي تم اختياره من اجله الى درجة يخشى على فقدانه او ضياعه.

رئيس الوزراء العاقل هو من يختار لمجلس وزرائه الحكماء من الرجال الثقات، ويسمح لهم في الحديث اليه، ومواجهته بالحقائق ، على ان تقتصر هذه المواضيع على المواضيع المتعلقة بالشأن العام . بنفس الوقت على الرئيس ان يسأل وزرائه عن كل شيء يتعلق بالصالح العام ويستمع الى آرائهم، وان يفكر الرئيس بطريقته الخاصة. وعلى كل وزير أن يتكلم بصراحة ومصداقية، وان يكون حافظا لدرسه بشكل ممتاز، وان يبدي رأيه بصراحة امام الرئيس. بنفس الوقت على الرئيس ان يقبل المشورة والنصيحة التي يقتنع بها بناءً على طلبه، وان لا تزجى اليه النصيحة الا إذا طلبها.

وبالتالي لكي يكون رئيس الوزراء ناجحاً بكل ما للكلمة من معنى لا بد ان يتمتع الوزراء ببعض الصفات، لان منصب الوزير ليس من المناصب التي يجري عليها مبدأ المحاولة والخطأ أو التجريب بحيث يكون الاختيار موضوعياً. ومن هذه الصفات والمعايير التي ينبغي ان يستند اليها رئيس الوزراء في اختيار وزرائه:

• الكفاءة، بمعنى ان تكون المهنية في أعلى مستوياتها، وان يكون الوزير متخصصا ومشهودا له بالكفاءة من قبل المجتمع في مجال تخصصه.

• أن يكون وطنيا، بمعني ان يكون متمتعا بالولاء والانتماء لبلده وقيادته، ليست لديه أي توجهات تحسب عليه، وتضعه في فئة ضد فئة.

• أن يكون متمرساً في العمل العام، بمعنى ان لديه رصيد عند المواطنين، وقدَّم خدمات وعلى استعداد لأن يقدم خدمات دون انتظار لعائد من أحد.

• أن يكون ذا حس سياسي، بحيث يكون واجهة بلده في الملتقيات السياسية الدولية.

• أن يتمتع بقدر عال من المهارات الاجتماعية، وأساليب التعامل مع الآخرين وقادر على كسب ثقة الرئيس وزملائه الوزراء والوزارة التي يرأسها.

• أن يتمتع بشخصية راقية، بعيداً عن القلق والعصبية وقادر على اتخاذ القرارات الحاسمة في الأوقات التي تتطلب منه ذلك.

• ان لا يكون محسوبا على حزب سياسي حتى لا يتعدى على الآخرين انطلاقا من انتماءاته الحزبية التي تفسد عمله وتقلل من قدرته على التفاعل مع الآخرين.

• أن يكون واسع الثقافة ومتابع لمجريات الاحداث على المستوى المحلي والخارجي.

• أن يكون مرنا بعيدا كل البعد عن التصلب والبيروقراطية والتشنج الوظيفي.

• ان يكون صاحب شخصية كرزماتية، ولديه قدرة فائقة على حل المشكلات واتخاذ القرارات بحكمة وعقلانية.

• أن يكون مكتفياً ذاتياً عزيز النفس حتى لا يطمع في الوظيفة، ويتكسب من ورائها.

• أن يتمتع بالمثابرة، والصبر، والحلم، حتى يتمكن من حل المشكلات التي تواجه وزارته وموظفيه.

• أن يكون ملما بمهام وزارته وله خبرة سابقة ومعرفة ودراية في العمل فيها.

• أن يتمتع بالوقار والهيبة واحترام الجميع حتى يكون وزيراً ناجحا.

• أن تكون لديه القدرة على التواصل الجيد ولديه القدرة على الخطابة ومتمرس في مهارات الاتيكيت والبروتوكول والعلاقات العامة.

وبالتالي إذا تم اختيار الوزراء بموجب هذه الصفات والتي هي متطلبات أساسية لتولي منصب الوزير، والتقت هذه الصفات مع الصفات التي تتوفر في رئيس الوزراء والتي ذكرتها انفاً، ستكون هنالك بشائر خير تنعكس بأثر إيجابي سواء على المستوى الشعبي او قيادة البلد، او على مستوى التنمية الشاملة سياسياً واقتصادياً واجتماعيا وعلى كافة المستويات. ويستطيع الرئيس ومجلس الوزراء ان يأخذوا بلدهم الى معارج التقدم والرقي ويكونوا محل ثقة وطموح قيادتهم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :