facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الفكر العقلاني لخطاب جلالة الملك في البرلمان الأوروبي


د. باسم دحادحه
16-01-2020 01:09 PM

دائما ما اتسمت خطابات جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين بالحكمة والعقلانية والدليل الدامغ، وطالما كان لخطاباته الأثر الأعظم في تغيير نهج السياسة الغربية وفكرها نحو القضايا العربية، فهو الأجدر بفهم طريقة تفكيرهم وقنوات التواصل معهم. ولذلك فقد حظي جلالته دائما بالاحترام والتقدير، وانعكس ذلك على احترام الأردنيين بين كل دول العالم.

أنا لست بصدد تحليل خطاب جلالة الملك سياسيا، فانا لست من هواة السياسة، بل من اختصاصي أسلوب علاجي نفسي متخصص، وعليه فسيكون تحليلا نفسيا من منظور العلاج العقلاني الانفعالي والمعروف بلغة العلاج النفسي Rational Emotive Behavior Therapy (REBT) هذا الأسلوب العلاجي الذي يستخدمه 87 بالمئة من المعالجين النفسيين في العالم الغربي. لقد أبدع جلالته في إيصال الرسائل العقلانية مقابل الاعتقادات اللاعقلانية نحو القضايا العربية، فقد استهل خطابه بالعصف الذهني Brainstorming وقد أمطر الحضور بالأسئلة المرتبطة بالنتائج المتوقعة، سواء تلك النتائج الإيجابية أو السلبة، وترك لهم حرية الاختيار، فهذا النوع من العلاج يؤكد على حرية الاختيار وان الإنسان يولد حرا وله حرية أن يفكر بعقلانية أو لاعقلانية "وهديناه النجدين". لقد طرح جلالته الأسئلة وزودهم بالبديل والدليل، فكان الإقناع والمنطق توأمان. وأحسن استخدام وطرح مهارة الدحض والتفنيد، وهي قلب العلاج العقلاني الانفعالي، واستند بذلك على منطق علمي، ومهارة تواصل، وشخصية كاريزمية قل نظيرها. لقد حاور بمنطق الجدال السقراطيSocratic Dialogue ذلك الحوار العلمي الذي يستقرا المشاهدات ويستخلص النتائج، تلك النتائج العقلانية المدعمة بالأدلة والثوابت. لقد أحسن جلالته شرح الجانب الانفعالي، فلم يغفل عن معاناة الأمهات الحائرات لحماية أبنائهن، ولم يتجاهل قلق الآباء نحو مستقبل أبنائهم، فالفكر السليم لا بد أن يؤدي لمشاعر إيجابية.

لقد كان للتأمل والأمل نصيب من خطاب جلالته، وهو أحد الركائز الأساسية في العلاج العقلاني الانفعالي، فلم يفقد الأمل بل استشهد بوصية جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين عندما قال: "إن السلام طريق صعب ولكنه أسمي طريق" فهنا الأمل والتأمل يتجلى ممزوجا بآيات قرآنية تقوي الثقة بالنفس وتعوض عن كل خسارة، عندما أكد على أهمية الصبر " وبشر الصابرين".

إن المضامين العقلانية والمنطق والتفكير العلمي الحديث لجلالته هو الطابع الغالب على معظم خطاباته، وهذا الطرح المتوازن يعطي الأردن مكانة عالمية مفادها الاعتدال والوسطية، وتحكيم العقل، ذلك أن القران الكريم قد ذكر كلمة عقل 49 مرة و 16 مرة لكلمتي أولي الألباب، فقد خاطب القران أهل قريش بالعقل والعاطفة جنبا إلى جنب مع العقاب والثواب كجزء من أساليب العلاج العقلاني الانفعالي. وأخيرا فهذه دعوة صادقة لأن نغلب لغة العقل على خطاباتنا في مجلس النواب والإعلام والتعليم وتربية الأبناء، وان لا نترك فرصة لمن يفكرون بمنطق الكارثية، والتشاؤم، والمثالية السلبية، والتعميم، والتضخيم، والوجوبيات المرهقة، والمقارنات المجحفة وغيرها من أشكال الأخطاء المعرفية، التي تنخر بالعقل العربي دون جدوى ولا فائدة.

حفظ الله الأردن وحمى جلالة الملك وأطال بعمره لخدمة الأردن والأمة العربية والإسلامية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :