facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بوتين يصافح صلاح الدين في دمشق


د.حسام العتوم
17-01-2020 01:01 AM

يعتبر رئيس الفدرالية الروسية فلاديمير بوتين وبما يمتلك من شخصية فريدة من نوعها الزعيم الوحيد على خارطة العالم الذي وطأت قدميه ارض الجمهورية العربية السورية الشقيقة منذ اندلاع أزمتها الدموية عام 2011 بعد تأثرها بمجريات وحراك «الربيع العربي» الذي اُريد له أن يكافح الظلم، والاستبداد، والفساد، والديكتاتورية، قبل أن يركب موجته الاستخبار، والاستعمار، والاحتلال، ويدخل الإرهاب إليه من شتى اقصاع العالم، وبحجم وصل إلى 80 دولة.

وشتان بين سوريا وسط أزمتها قبل وبعد التدخل الروسي فيها، وبدعوة رسمية من دمشق، وبين الحضور الاميركي الى داخلها من دون دعوة، وفي إطار الخطة (ب) بعد توريط العرب فيها من دون حسبة دقيقة لنتائجها، وثمة فرق بين الوصول بسوريا إلى لا نتيجة، ومع احتمال صعود الارهاب إلى سدة الحكم في ظل تشتت المعارضة وسط صفوف الموالاة والمناكفة، وبين الموقف الروسي الحازم على مستويات السياسة واوراق (جنيف)، (والاستانا)، و(سوتشي)، والعسكرة في المقابل، والاقتصاد، والاعمال الانسانية، وتقديم الشهداء، وبعد النظر. ومع هذا وذاك حاولت اميركا أن تسجل الانتصار على الارهاب في سوريا لصالحها فقط، وهو ما ورد على لسان رئيسها ترمب، وتم تطويق روسيا بإشاعات مضادة دخلت اطار (الفوبيا الروسية)، أي (الرهاب الروسي غير المبرر) وهو عنوان كتابي القادم الثاني هذا العام 2020 بعد صدور كتابي الأول عام 2016 بعنوان (روسيا المعاصرة والعرب).

ومثلما احيطت زيارة بوتين الأولى لقاعدة حميمين الروسية شمال سوريا بالاشاعات التي اعتبرت الرئيس الروسي هو (صاحب الدار)، والرئيس السوري (الضيف)، بينما هي القاعدة روسية، ولها بروتوكولها العسكري، وحدثت مشكلة في الترجمة وقتها اعاقت وصول الاسد لمنطقة تواجد بوتين اثناء تفقده لعسكره، وهو الأمر الذي لم يعير له الانتباه الكافي الرئيس الاسد، ولم ينجح حُسّاده، وسوريا، في اعطاء صورة مشوهة عن الحدث الروسي المهم وقتها.

والزيارة الثانية لبوتين قبل ايام من هذا العام، وتحديداً بتاريخ 9/1/2020، والتي وصفت أيضاً بأنها مفاجئة، كانت كما التي سبقتها سياسية، استخبارية هادفة، بمعنى أنهما أي الزيارتين تم ترتيبهما بدقة، وعبر اتصالات مشفرة ليس بالضرورة ان يعرف بموعدهما مسبقاً الغير. وواجهت الزيارة الرئاسية الروسية الثانية التي يرافق الرئيس بوتين عادة فيها وزير دفاعه سيرجي شايغو اشاعات وتقويلات لاحقة رغم انها استهدفت اولا زيارة مقر القوات الروسية في دمشق، منها سبب عدم ظهور صورة الرئيس بشار الأسد داخل المقر، ولماذا جلس وزير الدفاع السوري علي ايوب في اللقاء على كرسي منخفض بالمقارنة مع كراسي الأسد، وبوتين، وشايغو؟

هي وغيرها ملاحظات سجلها الإعلام، لكن الأهم يبقى في البحث في معاني زيارة بوتين لدمشق والتي سبقتها زيارة لقاعدة حميمين، في وقت تعالى فيه الصدام الايراني الاميركي وبالعكس في العراق بسبب مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني الذي قدم من سوريا إلى العراق، وأُتهم اميركياً بالاعتداء على السفارة الاميركية في بغداد، وفي مقتل اميركيين من العسكر في عدة مناطق حسب ما ورد في خطاب ترمب الأخير بعد مقتله.

لقد وصل الرئيس بوتين إلى دمشق للاطمئنان على سوريا واصدقائه السوريين، واستقبله الرئيس الاسد بالاحضان، وهو ما دحض وجود مشكلة سابقة في قاعدة حميم كما روج الاعلام.

وروسيا بوتين قدّمت جهداً عسكرياً عملاقاً في مطاردة الإرهاب في سوريا، ونجاحاً ملاحظاً في السياسة في (جنيف)، وفي غير مكان بخصوص ازمتها، وتعاونت حتى مع أميركا، ومع دول الجوار السوري مثل الأردن، وتركيا في مناطق خفض التصعيد بهدف اعادة اللاجئ السوري طوعاً إلى وطنه بعد تأمينه ببنية تحتية مناسبة للحياة.

موقع (نيوترك – بوست) تحدث عن عودة 15 الف لاجئ سوري من الأردن منذ الازمة، واكثر من 172 الفاً من لبنان، ومن تركيا حوالي 3.5 مليون لاجئ على سبيل المثال لا الحصر.

واللافت للنظر من وسط زيارة الرئيس بوتين لدمشق مؤخراً هو عروجه على ضريح صلاح الدين الايوبي برفقة الرئيس الاسد، وتقديمه نسخة من القرآن الكريم تعود للقرن السابع عشر، وفي خطوته المقدرة هذه لمحّ بوتين للسوريين، وللعرب بأن مسؤولية وعاتق تحرير الجولان (الهضبة السورية المحتلة)، وفلسطين ال 1967، والقدس الشرقية، ومزارع وتلال شبعا اللبنانية تقع على عاتق العرب انفسهم بعد وحدتهم. ورمزية صلاح الدين هنا كونه المحرر لفلسطين، واراضي العرب، والقدس، والموحد لهم تحت مظلة الدولة الايوبية في ظل الراية العباسية. واعطت الزيارة اشارة على ان روسيا تحترم الدين الاسلامي وتاريخه العربي وسط الأديان السماوية السمحة.

وبالمناسبة الموقف الروسي من الجولان، والدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية وأراضي العرب المحتلة الأخرى ثابت إلى جانب عروبتها، وتحريرها على الاقل سياسياً، رغم علاقة روسيا المتينة بإسرائيل.

ومن الواجب أن نلفت الانتباه له هنا هو بأن المطلوب من العرب المجاورين لإسرائيل إشغال الأراضي الحدودية ديموغرافيا، واستثمارياً حتى لا تبقى عيون المحتل الإسرائيلي تحدق صوبها، وتضمر لها الشر.



الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :