facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اللغة الملهمة بين الواقع والمنشود


د. إنصاف المومني
20-01-2020 10:02 AM

تُعد الطلاقة التعبيرية الثرية، والقالب اللغوي الآسر رسول الفكر،وهبة رحمانية، فكم من فكرة ضئيلة هشة سخر لها الرحمن بصمة لغوية متفردة شقت طريقها إلى علياء القبول، وكم من فكرة عظيمة عّثر مسيرها الكساح اللغوي، والعقم التعبيري، بل يُعد الذكاء اللغوي من أسماع وأجل أنواع الذكاءات المتعددة.

وقد قيل: إن الصديق الحميم لعالم النفس (فرويد) قد انقلب عليه مبيناً أن كثيراً من أفكاره ومرئياته الملوثة المغرضة إنما باتت متداولة وأخذت رواجاً لأنها نسجت بحرف ولسان أديب.

ولعل الطلاقة التعبيرية إذا تناغمت مع الطلاقة الفكرية بقالب وذوق جمالي إيماني حضاري كانت أداة لإشعال فتيلة الإبداع والشهود الخضاري ؛ لأن رقي اللغة، وقوتها حتماً يكون رجعاً وصدى لقوة أهلها، وناطقيها، بل إن الرشاقة اللغوية وعذوبتها هي وسيلة لإيصال الشهود الحضاري وعالمية الرسالة الإسلامية في فضاءات وعوالم العالمية والكونية.

ولم يكن عبثاً أن يكون هناك ارهاصات ربانية عميقة للغة العربية الشاغرة الملهمة الثرية لتكون الوعاء الذي احتوى خطاب السماء "إِنَّآ أَنزَلْنَٰهُ قُرْءَٰنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" يوسف 2، "وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا" القصص 34، ويقول صلى الله عليه وسلم ( إن من البيان لسحرا، وإن من الشعر لحكمة)

لذا بات من الضرورة الملحة في الواقع الراهن اقصاء اللغات الهجينة الدخيلة المغتربة من العامية وغير العربية على ساحات الإعلام بشقيه التقليدي والجديد سيما منصات التواصل الاجتماعي ،ولا بد من إعادة العلاقة الحميمة بلغتنا الأصيلة العالمية الثرية بالجذور والأصول والبدائل.

بل على رواد كوكبة الإصلاح الاجتماعي واللغوي من بناء استراتيجيات وخطط قريبة وبعيدة الأفق تأخذ بعين الاعتبار اللغة الرشيقة الأصيلة خفيفة الظل وتهمش اللغة الغائرة في عمق التراث الإسلامي والتي تخدش الأسماع أحياناً وترفضها ظروف المعاصرة أحيانا أخرى ، ولا بد من استنطاق واستبطان القدرات والكفاءات وإيجاد الحوافز لهذا الغرض المنشود. فلغتنا هي أم اللغات ، وملكتها .

ومن الله وحده القبول وإليه نتوجه بالأعمال والكلمات





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :